ولد عمر المقراني يوم 16 نوفمبر 1896 وتوفي قبل 40 يوم من زلزال الاصنام الذي هز المنطقة ذات أكتوبر من سنة 1980، ولد في أسرة متدينة ومحافظة للغاية، فقد كان جده عبد القادر بن محمد بن عمر بن مقران معينا كقاضي على منطقة الأصناممن قبل الأمير عبد القادر، وكان والده إماما وشاعرا كذلك، وكذا عمه عمر الذي يعتبر ابوه الروحي في شعر الملحون، بالنسبة لتكوينه نجده تأثر كثيرا بشعراء مدينة الاصنام من قبله كالشيخ محمد المجاجي المدعو الطويل، وكذا الشاعر أحمد بوطبل الذي كان صديقا له، اشتغل قبل الاستقلال خبازا، وكان يقضي أوقات فراغه في قراءة القرآن والشعر والنزهة، كان جد مخلص للعادات والتقاليد التي يتميز بها المجتمع الجزائري، تغنى الكثير من الفنانين بقصائده كالشيخ عبد القادر بوراس والمازوني والمماشي وأحمد صابر وغيرهم، وكانت تربطه علاقات حميمية مع كل من الشيخ الخالدي والشيخ المداني والشيخ حمادة، والذين لقبوه بشيخ الشيوخ، ترك أكثر من 800 قصيدة من الشعر الملحون، خلف أربعة أولاد توفي أحدهم في زلزال الأصنام سنة 1980م، كان في الأصل شبه معارض للسلطة بعد الاستقلال فنأى بنفسه عن كل الرسميين واجتماعاهم، إلا أنه كان في مؤيدا للرئيس بن بله واثنى عليه كثير، وكانت صدمته كبيرة عشية انقلاب الهواري بومدين يوم 19 جوان 1965م، فكان يرى فيه جاني ومتعدي ومفلت من العقاب مما عرضه للمطاردات ومداهمة بيته اكثر من مرة، وعرف السجون كذلك، كان يرفض أشد رفض سلوكات المجتمع الجزائري بعد الاستقلال ـ تميز بالصراحة الجارحة، كان لا يرحم المرأة خارج السيطرة الأبوية او الزوجية، يحتقر النسوة اللاتي يظهرن بمظهر اوربي، وكل هذا جسده في منظومته اللاذعة الموسمة بـ"الوقتية" والتي غناها المطرب والفنان أحمد صابر والتي قمنا بنقلها مكتوبة اليكم لاتمام الفائدة، فقصيدة الوقتية قصيدة اجتماعية سياسية يمكن تصنيفها مع الأغاني الملتزمة الهادفة او ان شئتم الاصلاحية، تحكي القصيدة صدمة الانسان الجزائري المحافظ بعد الاستقلال مباشرة، خاصة مع التغيرات الجذرية التي اصبحت تشهدها المدينة الجزائرية، وابرز هذه التغيرات نجد السلوك الملفت والذي أخذ حظا وافرا من قصيدة الوقتية هو خروج المرأة للعمل أو لغيره وكذا تبرجها، وخروجها عن السيطرة الزوجية والابوية، كان يرى الشيخ المقراني أن هذا من الدياثة والمروق من الدين، وعلى كل فالقصيدة تتميز بوضوح عباراتها ولا تحتاج لكثير من الشرح والايضاح وهي بين يديكم والحكم إليكم.