مذكرات طفولته
غداً يبدأ العيد وهل تعلمون ماهو العيد في فرحة طفولتي التي سحقت مع ماض لم يتذكره أحد سواي في حياتي التي لا أعلم هل ستطول بقدر ما ذهب منها من السنين والشهور والأيام ...
لم أنم ساعتها كنت أترقب صوت المصلين وهو يعلن قدوم هذا الحبيب الغالي كنت أشعر أن هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذي أود أن أعيشه فالشمس كانت غير الشمس التي أعرفها والناس غير الناس والهواء غير الهواء...
وهاهو الصباح قد أتى ولم أسمع صوت المصلين يومها ولم أسمع سوى صرخات مدوية وأهات ملعونه مرعبة تعلن عن قدوم مصيبة غير متوقعه تصدر من غرفة نوم أبي وأمي هرعت كالمصعوق إلى الغرفة كان أبي ممدداً على السرير وأمي تناديه عبثاً وتتوسل أنفاسه ودقات قلبه لتعطيها إشارة أنه على قيد الحياة كانت تناديه أفق يا حبيبي أفق يا أمي وأبي لا ترحل عني هكذا ماذا أصابك يا عمري ولكن دون جدوى فقد لفظ الجسد المسجى أنفاسه الأخيره بتنهيدة واحده أعلنت انتهاء حياته وعمره الذي لم يتجاوز الخامسة والأربعين دخل أناس كثيرون الغرفه وانا مذهول وقلبي يكاد يقفز من صدري الصغير وانا أتأمل وأسمع كلمات الرجال رحمه الله والعمر لصغاره ولعائلته وكل نفس ذائقة الموت........
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم هذه مشيئة الله ...
قلت في نفسي وأنا أجهش بالبكاء الحارق المتألم وهل مشيئة الله أن يموت أبي في هذا اليوم وهل يكرهني الله لهذه الدرجه وهل هذا هو العيد الذي أترقبه منذ سنه وأحلم بأبي يضمني إلى صدره ويعطيني ما تيسر له الحال من النقود التي هي أعظم شئ أترقبه من هذا الشخص الذي أعبد وها قد غادر وغادرت معه فرحة العيد وقد أتى العيد بعد العيد ولا يزال النحيب على الغالي يطغى على صوت المصلين
__________________
عندما تذهبين ..... ترق الأغاني ويسارع نحوي غبار الطريق
|