إبداعات الشاعر يوسف أبو سالم ـ "بدون تعليقات"

[يوسف أبوسالم]

بــَوْح على شاطـىء نصـف القمــــر

لا ألـــــــــــومُ الليــــــــــلَ لـمـَّــــا خـضـَّبـتْ
ضِفـتيـــــــهِ النـــــــارُ واحتــــــارَ الخـِبــــــا

فـالصّـــــدَى فيــكِ تخـطّــى الحــُجـُبــــــَــا
والـمــــدى فيـــكِ تـعـــــدّى الشهُـــــبـــــا

والـعنـاقــيــــــدُ الـتــــي مَســّدْتِـــهـــــــــــا
كـنـبـيــذٍ مـَـــــاجَ حتـى اضطــــرَبــــــــــا

فاصْهــلـــــي بالحـــرفِ يـعـــدو خَـبـبــــاً
وامـْنـحيـــــهِ مــــن لـــظــــــاكِ اللــهبـــــــا

واعـْذُليــــــهِ إن تــثـنــــــّـى طــربـــــــــــاً
أو غـــــدا بـــرقــاً شفيفــــــاً خُـــلّبــــــا

واصْـــدَحـي بـالـكـــرمِ يـنْــــدى ثَمَـــراً
يــــا إلـهــــــي كيــف يــغـــــدو طـيّبــــــا

يا نـجــــيَّ القــلــــب كيـف انسكبتْ
فـي خـوابـيــكَ المـعــانـــــي حَـبَـبــــــــا

وغَــــدا الثــغــــــــرُ يـنـــاغـــي إِلـفَـــــهُ
عاتـبـــــــاً يـــا مــــــا أرقَّ الـعـتبـــــــــــا

مَلَــــكٌ سبـحـــــــان مـــَنْ صــــــــوّرهُ
يـتـشـــاقـى فــي سواهيــــهِ الصِّبــــــا

كلمــــــــــا رانَ عـلـــــيّ انـفتـحــــــتْ
بــــي فضـــاءاتٌ تــفـضّ الحــُجُـــبـــَـا

فـــــــإذا زنــّــرنــــــي مـِــــنْ وشيِـــــــهِ
طِــــرتُ مِــن غيـــــر جنـــــاحٍ طرَبـا

هي كالشمـسِ إذا مـــا اقـتـربـــــَتْ
أحرقـــتنــي وتولّـــــــتْ هَــرَبــــــــــــا

فـــــإذا مـــــا ابـتــعــدتْ تلفحُنـــــي
بسنــــــاءٍ مــــن ثلـــــــوج وصَبــــــــَا

وهي كالبـــــرق إذا مــــا شدّنـــــي
وهَــــجٌ منــــهـــا تولّــــى واختبــــى

يا مليـــحَ الوجــــهِ هـل ترفق بــــي
إنّ قلــــبــي في هــــــواكِ استُلـِبـــــا

نــالَ منّــي الوجْدُ حـتى لَـمّنــــي
مثلما الكحـــلُ يَـلُـــــمُّ الهُـــدُبــــــا

وإذا ما لَـمّـــــنـــي بَعــْثَـــــــرَنــــــي
فــي دبيـبِ الشوقِ ثم اصطخبـــا

فاعْصفي بالقلب ما شئتِ أنــــا
لكِ مـِن دون النســــــــاء انـتسبـا

أيــنَ لي فاصلــــةٌ مــــن نحـــرهـــا
أيــن لي قــوسٌ تــثــنـّى سَرَبــــــــــا

أيــــن لي خمـــرٌ فَـغَـــى في ثـغرهـــا
سلْسَـــلَ الشهْـــــدَ قليــلا فـسَبـى

فــــإذا زلزلــتـُـــــهُ قـــــال هَــــــــلا
وإذا ما ضِعــتُ فيــه انسَربــــَـــا

كَذِبــــاً كـنـــت أداري شغفــــي
هــل يداري شغفــــاً مَنْ كَـذَبــا

غَبشــاً تمطـــــــــر بي غيماتُهـــا
مـــا أرق الغبـشَ المنسكبـــــــــا

كلمــا شرّقــــتُ كـــي يغسلنـــــي
غرّبتْ والشِّعـــــرُ فيهـــا غرّبـــــــا

لا ألـــــومُ الليـــــلَ إنْ فجّرنـــــــــي
في سفوح الصدر واحتارَ الخِبـــا

كُـتِبَ الحـــبُّ علينـــا فاجْعلـــي
بعضَ أشعـــاري إليك السّبَبــــَـا

يـوسـف أبوسالــم
10-3-2009