و رد أخر من الأستاذ كمال على عصفوره الطائر الأستاذ جمال
( موسيقى القافلة )
من قسم دعوة موسيقية على أغنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
عصفور طاير ..
أتوقف عند حواسك ( مبهورا ) تتلاحق أنفاسى و هى تمر على شريط ذكرياتك و ذاكرتك الشديدة الحساسية .. فهى تـُشـْبهنى ..
نعم ( تتوارد الصور الرمادية و الأصوات التى تأتى من مكان سحيق )..
إنه الرمادي .. لون الحزن السرمدى.. مهما تـَشـَكـَّلنا بالألوان المؤقتة و الأقنعة المخاتلة ..
الرمادي .. هو خلفية اللوحة المستقرة فوق جدارنا الأبدى .. مَبكانا و ملجأ تشردنا فى آن !!
متيقن أن تلك الكمانات فى ( و الله يازمن ) أخذت تذبح فى وجدانك بلا رحمة ، يفعلها ( بليغ ) كلما وجد فرصة ( النحيب ) سانحة ..
هى ( تـُعَدِّد ) كأمهاتنا اللاتى فقدن عزيزا ، شِكاية ٌ مستسلمة لقدرها ،
ألم ناضح و فائر ، و لكنه يسجد منبطحا بين يدىّ سديم ٍ لا يستثني مُقـَدَّرا :
( و اللى انكتب ع الجبين .. بنشوفوا بعنينا يا زمن ) ..
ما زالت الكمانات فى إصرار إيقاعى ثابت و متلاحق ، تذبح ، و تـُحكِمُ
الذبح فى تصاعد ( كريشندو ) ، يجعلك فى آخر الأمر تسقط منكفئا و متكورا ً على ذاتك ، وحيدا .. واحدا ً .. مفقودا و مفتقدا ً.. و تبكى .. تبكى ..
قل لى يا رجل .. ( دى نجوم دى ولا ّ دموع ولا ّ ... الدنيا بِيَّا بتتسلى )
أليست هِىَ هِىَ فى ( قال لى الوداع ) ؟! .. أليست هِىَ هِى فى ( قولوا لعين الشمس ما تحماشى ) ..
أليست جنازته تلك التى أشهدها من خلال ( الرمادى ) ترحل فى مغيب ٍ شـّفـَقي ٍ ، إذ تقول ( من يوم ما جانا الخبر .. و احنا حزانىَ ) ..
إنه تراثنا يا سيدنا .. تاريخنا .. مواجعنا .. صوت نحيبنا .. إنه الرمادى !!
عصفور طاير ..
يا لك من راء ٍ ..
و يالى من جريح