إنه ذلك الحلم يعود .. فارداً أجنحته الوسيعة فوق مرقدي ..
مُلوِّناً غفوتي بالحنين إلى ذلك العالم المختلف .. العالم المغاير .. العالم الذي لا يعرف ضغينة أو آلاماً مُمِضَّة ..
دعوها تنسرب إلى دمي .. أتركوها .. لا تأبهوا لدموعي التي تسيل مالحة ًو حارقة ً و نادمة .. لا تأبهوا ، فلست حزيناً إلى هذا الحد .. إنه إبتهاجي الشخصي بها ( سكن الليل ) ، به ( جبران ) ، به ( مليك الجن ) ، بها ( فيروز ) به، ذلك الليل الساحر العميق ، الذي يُذَوِّب كائنين في نسمةٍ ( ريحانيةٍ ) لا عنوان لها ، فلا يعودا أبداً لآدميتيهما ، يتحولان إلى زهرةٍ بريةٍ واحدة ، تتمطى في سعادتها الأبدية ..
ينطلقان طيراً محلقاً إلى أَبَد ..
يا ضباب الليل .. يا حاجب الأسرار .. دعهما يتلاشيان فيك .. حيث يتداخل الأبيضُ في الأبيضِ .. و تنطوي صفحة ( الجسد ) الترابي ..
و تبدأ رحلة الليل ، فما الكروم سوى عناقيد نجومٍ تتدلى من تعريشة حلمهما..
و ما أنا سوى قطرة حنين نـَزَّت ( قبيل الفجر ) فوق كرمهما ..
و كرومهما !