رد: سنيا مبارك تتحدث عن الأغنية التونسية والعربية...
لماذا لم تخوضي تجربة الفيديو كليب حتى الآن رغم إنتاجك لأكثر من ألبوم؟
لم أقم بتصوير كليب لأنني ما زلت أبحث عن سيناريو جيد، لأن الفيديو كليب عندي له مقاييس موضوعية أو ذاتية دون أن يتخللها العري الفاضح، فإن لم تضف الصورة إلى جمالية الأغنية، وتقدم الفنان في شخصيته الحقيقية وتعبر عنه فلا فائدة من الفيديو كليب.
ما رأيك في أغاني الفيديو كليب التي تسيطر على الفضائيات العربية؟
الفيديو كليب الحالي خطر على الهوية العربية لأنه أخرجنا من هويتنا وخصوصيتنا العربية، واستهتر بجسد المرأة، وعندما يصبح جسد المرأة سلعة فهنا الخطورة، والخطر الأكبر على الأجيال القادمة المتأثرة جدا بهذه الكليبات.
وفي رأيي فإن الكليبات التي تتعمد الإثارة والاستهتار بجسد المرأة هي عنف وعبث بجسد المرأة، عنف موجه للمشاهد ولا يتجانس مع المقاييس الثقافية العربية، وكأننا نفتقد للمعايير الأخلاقية، ولا اعرف لماذا نستنسخ الفيديو كليب لنصبح مثل الغرب حتى في طريقة التصوير، ولماذا يسمونه تطورا، ولماذا لا تكون لنا هويتنا وشخصيتنا؟.
أنت صاحبة صوت مميز نال العديد من الجوائز، ورغم ذلك لا تحققي انتشارا في الساحة العربية بما يوازي إمكانياتك الغنائية فلماذا؟
لا توجد شركات إنتاج موسيقي بالمعنى الحرفي، ولكن يوجد شركات توزيع، والمنطق الخاص بها منطق تجاري بحت وليس منطق ثقافي، ولا يهمني تحقيق مبيعات كبيرة وجني المال بقدر انشغالي بالمردود الثقافي للألبوم...
لدي أربع ألبومات في السوق، وأستعد لإنتاج الألبوم الخامس قريبا ، وهذه هي مشكلة العديد من الفنانين، وبالنسبة لتونس فقد قامت وزارة الثقافة بدعم الفنان بالمساهمة المادية في إنتاج ألبومه الغنائي، ورغم ذلك تفضل شركات التوزيع تسويق الألبومات الشعبية على تسويق الألبومات الثقافية لما تحققه من مردود مادي كبير.
لماذا لا تنزلي للمستمع وتقدمي ألبومات شعبية طالما النجاح حليفها مقارنة بالألبومات الثقافية على حد تعبيرك؟
أنا لا انزل للمستمع، فالفنان الحقيقي عندما يقدم على إنتاج ألبوم يرفع من الذوق العام فهو مثل المعلم صاحب رسالة، كما أن إنتاجي متنوع ولست متخصصة في الغناء الكلاسيكي، والحمد لله يعرفني الجمهور التونسي جيدا منذ غنيت وعمري تسع سنوات بأغنية " احكيلي عليها يا بابا" مع الفنان عدنان الشواشي، وهي أغنية للأطفال ويتذكرني جيدا بهذه الأغنية ويطالبني بها حتى الآن.
|