* : المطرب والملحن مصطفى نصري (الكاتـب : رضا المحمدي - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h18 - التاريخ: 27/05/2024)           »          الفنان عباس البدري (الكاتـب : صالح المزيون - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h05 - التاريخ: 27/05/2024)           »          تطور تكنيك العزف على آلة القانون وكيفية الإستفادة منه للطلاب المتخصصين (الكاتـب : عمرو الهنداوي - - الوقت: 20h56 - التاريخ: 26/05/2024)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : فاطمة الزهرا - - الوقت: 20h55 - التاريخ: 26/05/2024)           »          كيفية استخدام الايقاعات المستحدثة في الألحان الغنائية عند " محمد عبدالوهاب " (الكاتـب : عمرو الهنداوي - - الوقت: 20h32 - التاريخ: 26/05/2024)           »          زكي ناصيف (الكاتـب : hainz - آخر مشاركة : elia azzi - - الوقت: 17h35 - التاريخ: 26/05/2024)           »          عيسى مسوح (الكاتـب : محمدسامربارودي - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 16h36 - التاريخ: 26/05/2024)           »          بدرية انور (الكاتـب : عمر كامل - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 15h58 - التاريخ: 26/05/2024)           »          عايدة بوخريص (الكاتـب : غريب محمد - - الوقت: 14h04 - التاريخ: 26/05/2024)           »          سلمى- 15 أفريل 1944 - 16 ماي 2024 (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 13h47 - التاريخ: 26/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > الأيكة الكلثومية (31 ديسمبر 1898- 3 فبراير 1975) > في ظلال الأيكة الكلثومية

في ظلال الأيكة الكلثومية مناقشات و اقتراحات

 


 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04/08/2007, 08h56
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي كم اناديك..(يا أم كلثوم)

كــم أنـاديك ...(يا أم كلثوم)

بقلم‏:‏ سناء البيسي



كان فرح شقيق الوالدة‏..‏ خالي‏..‏ زماااان‏..‏ وأم كلثوم بفرقتها وجلالة قدرها من عبده صالح والقصبجي وكمنجة الحفناوي سوف تأتي كمطربة لتغني لخالي وعروسه‏,‏ والسهر للصبح‏..‏ علي وجه الوالدة تصيدت تعبيرا شامخا وهي تحشر اسم خالي العريس والعيلة وأكابر القوم والفرح وحضور أم كلثوم علي مسامع الوالد بمناسبة وبدون مناسبة حتي ولو كان الكلام يدور حول زرار القميص الناقص أو طبق البامية الدلع‏..‏ أيضا ظلت علي مدي أيام قبل المناسبة السارة تدندن مقاطع من أغاني ثومة‏,‏ وتختتم كل مقطع بتنهيدة يعقبها لفظة ياريت‏..‏ و‏..‏ ياريت تقول سلوا كئوس الطلا هل لامست فاها‏..‏ وتعجبت كطفلة من كيفية تقديم الطلاء أي الدهان في الكئوس للضيوف‏..‏ و‏..‏ جاء اليوم‏..‏ واصطحبتنا الوالدة صغيرات لامعات مع حقيبة سفر ضخمة حملها خدم بيت الفرح كقضية مسلم بها مع سرب حقائب وافدة مماثلة في الضخامة لمدعوات أخريات‏,‏ للصعود بها لحجرات النوم في الطابق الثاني‏,‏ ليعلق ما بداخلها فورا علي الشماعات لزوم فرد المحتويات من فساتين سهرة سوف يتم تغييرها تباعا طبقا لبرنامج الفرح‏,‏ ففي تلك الأيام لم يكن يكتفي لحضور أي حفل زفاف بارتداء فستان يتيم واحد فقط‏,‏ بل كانت تقام
هناك مباريات للقلع واللبس بين المدعوات لعدة فساتين مختلفة تبعا لذوق وثراء وأناقة ومنزلة عائلة كل واحدة‏..‏ كان هناك علي أقل تقدير فستان خاص لحضور الزفة‏,‏ وفستان لحضور البوفيه‏,‏ وفستان للسهر حتي خيوط الفجر‏,‏ وهذا الأخير بالذات يزداد النسيج فيه التصاقا بالقوام ويرتدي معه أهم قطع المصاغ إلي جانب كثافة في حبات التطريز وعلو شأن أبليكات الزهور الصناعية المثبتة في مواضع لا تخطر علي بال‏,‏ وتتجرأ فيه تقويرة العب أي الديكولتيه إلي مشارف شارع ما بين النهدين لتدور حولهما بحبكة أو بحرية في قصة علي هيئة القلب المعدول أو المقلوب‏,‏ وقد تكتفي الخياطات اليهوديات إستر وراشيل وماريكا في تثبيت الفستان علي الجسد المهلبية بالحمالات‏,‏ وقد يتغاضي التصميم تماما عما يستر زقزوقة الكتف والترقوة وملاحات العنق أو يغطي سلسلة الظهر وريش الرئات‏..‏ و‏...‏ عادي‏..‏ وبونسوار يا تيزة‏..‏ وعقبال دودو يا حكمت هانم‏..‏ وتعالي يا نازلي سلمي علي أونكل حشمت‏..‏ وعيب يا سوسو خللي عمو كمال بك يبوسك‏..‏ و‏...‏ وكانت أيام غير أيامنا الآن التي تستشعر فيها المدعوة السافرة بين سيادة الحجاب الذي غدا مسيطرا علي نساء العائلة والأقارب والمعارف والنسايب وكأ
نها بتفرد هيئتها برأسها العاري بلا عمامة لامعة‏,‏ وبسيقانها المكشوفة وركبتيها الباديتين للعيان قد حضرت لأداء مهمة العالمة التي ستنفلت بعد قليل لعرض نمرتها القارحة في رقصة الرعشة علي واحدة ونصف‏,‏ وفقط ينقصها الصاجات‏..‏ ولأنه قد أصبح هناك ثوب واحد يتيم للمناسبات العائلية يواكب نمو أولاد وبنات العائلة من حفلات سبوعهم لعقد قرانهم فإنه يظل معلقا علي شماعته سنينا في جانب الدولاب ليغدو بمثابة راية تعلن عن قدوم صاحبته‏,‏ ويصبح تحصيل حاصل عندما تصف مظهر المدعوات لقريبة لم يصلها كارت دعوة أن طنت تحية كانت بفستانها البروكار الأخضر الذي أصبح تماسك خيوطه حول هضابها المحشورة نوعا من بطولات النسيج‏,‏ وصفية بالتايير الجرسيه الذي لا لون له منذ بداية طلعته والذي غدت أرضية صدره جدباء قاحلة إلا من حبات خرج نجف عشوائية تجاورها نهايات فتل ضامرة وذلك بفعل فاعل يستدل عليه فوريا ألا وهو الزمن‏,‏ وسميرة بفستان فرحها الذي تم منذ أكثر من حول وكانت قد قصت ذيله وزرعت في صدره ترتر ملون من قبيل التمويه ليغدو مجرد فستان سهرة عادي تحضر به المناسبات‏.‏

ومشينا في الزفة التي أبدعتها فرقة نعيمة عبده وخلص البوفيه الذي شاركتنا فيه أم كلثوم بحميمية وخفة ظل لألاحظ هرجا ومرجا وتغييرا في ديكورات ونظام وشخوص المقام‏..‏ خالي‏..‏ العريس‏..‏ وعروسه اللي كانت قمر بيلالي والمفروض أنهما نجما الحفل ينسحبان ليذوبا بين المعازيم بينما الكوشة قد تربعت علي عرشها أم كلثوم وفي خلفيتها فرقتها‏..‏ وطال الوقت‏..‏ طال‏..‏ طال‏..‏ وأنا مفروسة وقربت أطق من عبث الآلاتية بآلاتهم الموسيقية ولا أدري معني لكلمات الوالدة التي تشرح لي بها هذا التسكع أصل الفرقة بتدوزن‏..‏ العود بيدوزن‏..‏ والقانون بيدوزن‏..‏ والكنترباس بيدوزن‏..‏ وفضلوا يدوزنوا كتير حتي التحم اللحن‏..‏ هذا بينما أم كلثوم جالسة في صمت تنظر إلي الأرض بسرحان وإلي المعازيم وكأنهم ليسوا هنا‏,‏ ويتوقف سؤالي داخل حلقي حول سكوتها بزغرة من عين الوالدة تقطع مني النفس‏..‏ و‏..‏ أخيرا ينطلق شدو من فيلم سلامة الذي كان معروضا في ذلك الوقت‏:‏
برضاك يا خالقي‏..‏ لا رغبتي ورضاي
ويقع الرجال علي الأرض‏,‏ وتطير طرابيش في السماء ويزايل الوقار صاحبات الحمالات وتلبي أم كلثوم رغبة جامحة‏:‏
حبيبي يسعد أوقاته عالجمال سلطان
في نظرته وابتساماته‏..‏ فرحة‏..‏ فرحة‏..‏ فرحتك‏..‏ يا زماااان
ولما يخطر‏..‏ ولما يخطر‏..‏ يخطر بقوامه‏..‏ ترقص الألحان
آه هاهاها‏..‏ آه هاها‏..‏ ولما ينعم‏..‏ ولما ينعم‏..‏ ينعم بـ‏...‏

وفجأة ينقطع الغناء كما في فيلم سلامة تمام عندما يدخل أبو الوفا‏..‏ أم كلثوم بالفعل غاضبة‏..‏ يا ليلة سوده‏..‏ ولا أدري حتي الآن ما الذي أغضب صاحبة العصمة بالضبط‏..‏ الست‏..‏ آسفة الآنسة أم كلثوم في ذلك الوقت‏,‏ ولكن ما تعيه الذاكرة أن أحدهم قد خدش إطار المهابة حولها بضجة صاخبة‏,‏ وما تعيه الذاكرة أيضا أن جمع الباشاوات والباكوات السميعة الجلوس تحت قدميها‏,‏ حيث تضع ساقا علي ساق علي أعتاب سلم الكوشة انهالوا تقبيلا واعتذارا ورجاء مبتهلا لتعاود الغناء‏..‏ وغنت أم كلثوم أخيرا لكن بشرط أن يبوس الجدم ويبدي الندم علي غلطته في حقها‏..‏ ومن المؤكد أنها قد استرضيت بكل ماهو ممكن ومتاح وذلك لما تبعه من تلبية الرغبات‏..‏

الأولة في الغرام والحب شبكوني
و‏..‏ هو صحيح‏..‏ صحيح‏..‏ الهوي غلاب‏..‏ ما اعرفشي أنا
و‏..‏ الصب تفضحه عيونه
و‏..‏ النوم‏..‏ يداعب جفون حبيبي
من بعد ما تمنيت رؤياه‏..‏ لو كان يجيني في الأحلام

وقلت يمكن‏..‏ وقلت يمكن‏..‏ يوم ألقاه‏..‏ معايا في دنيا الأحلام‏..‏ الفكر تاه في الخيال‏...‏ نام يا حبيبي نام‏..‏ نام يا حبيبي نام‏..‏ نام‏..‏ نام‏..‏ ونمت أنا‏..‏ تكومت فوق مقعدي علي أرجوحة الأحلام‏..‏ وقمت فزيت من شدة جذب عصبي تسوقني به الوالدة مع الركب أمامها لنترك الفرح المعظم وهو لسه شغال‏..‏ ليه يا ماما‏..‏ ليه يا ماما؟ قريبتها التي نزلت ضيفة علينا مع أنجالها من قبل الفرح بأسبوع قررت أن العيال عايزين يروحوا يناموا‏..‏ وكفاية بقي الفرح وحضرناه والفساتين ولبسناها وصاحبتك وكدناها وأم كلثوم وشفناها ناقص إيه تاني‏..‏ ولم تكن والدتي تنطق ببنت شفة‏,‏ لكني كنت عارفة وفي الضلمة إن لونها ازدرد‏,‏ وإن عروق رقبتها قد غلظت وأنها كاظمة غيظها بمعجزة‏..‏ وإن أنسي لن أنسي جلستها بعد عودتنا أمام المرآة وهي تنزع برعشة غضب من فورمة رأسها حلقات من الشعر المستعار كانت تعطي مظهر الكعكة الشهيرة أو التسريحة الشينيون زمان‏,‏ بينما قريبتها التي بترت ليلة أنسها تعابثها ساخرة مواسية في موضع يحتاج الصمت البليغ‏:‏

يعني أم كلثوم كانت حتغني إيه تاني‏..‏ شوحه شوحه‏..‏ أغنيها لك أنا‏..‏ أغنيها وخدي عنيه وكانت تقصد بالطبع غني لي شوية شوية‏..‏ ولابد أن أمي قطعت شعرها الطبيعي مع حشو شعر الفورمة المستعار‏.‏

تعوشبت أم كلثوم في حنجرة الوالدة بطقاطيقها وقصائدها وموشحاتها وأغانيها‏,‏ فكانت تصاحب دوران الكبشة في حلل الطبيخ‏:‏ الوداد روح المحبة‏..‏ واللي مال يبقي طول العمر فيه أسير الجمال‏..‏ لـ يـ يـ ــه‏..‏ ليه تقضي الليل حزين وانت في حبك أمين يا بنت قشري لي الباذنجان وهاتي لي شعرة فلفل‏.‏ ياما نديت من طول أسايا في وحدتي يا حبيبي‏..‏ وتقضي الوالدة ساعات في قص جرانين رفوف المطبقية زجازيج متماثلة الفتحات والأهلة‏:‏ لي لذة في ذلتي وخضوعي‏..‏ وأحب بين يديك سفك دموعي‏..‏ ولا تسمح ميزانية الوالد بالتصييف ذلك العام فيكون مقابل المنع وقفة أمي في الشباك ناظرة للأفق البعيد تستجلب أغنية لأم كلثوم بأي شكل‏:‏
علي بلد المحبوب وديني
زاد وجدي والبعد كاويني
يا مسافر علي بحر النيل

أنا لي في مصر خليل
تتمني عيني رؤياه
أشكي له وهو يواسيني


..................يتبع
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 08h37.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd