أما هذه .. 
فمن أحلى ما كتب الأستاذ كمال 
 ( اجتهادات فى الدهشة  )
 جميلة هى  الدهشة .. رائعة هى الدهشة ..ضرورة
هى الدهشة للدرجة التى لو افتقدنا فيها الدهشة و الانبهار  بالأشياء..
فقد متنا  !!
قيل (  الدهشة تتجلى فى عيون الأطفال ، أما الحكمة فمن اختصاص  
الشيخوخة ! )..
و لو تأملنا فى تصرفاتنا و سلوكياتنا اليومية ، سنجد أنها  
تسعى للدهشة .. نسافر  لأماكن جديدة لكى نرى و نلمس و نستنشق
طبيعة و وجوها و نسائم جديدة .. نشاهد سينما أو مسرح أو  ندور
فى المولات .. نتعرف  على ناس و نجلس أمام النت بالساعات ،
نسعى لكل جديد فى التكنولوجيا و حتى فى وصفات الطعام  سعيا
لمذاق جديد يدهشنا ..  و راقبى سلوك الأطفال فى استطلاعهم 
وتساؤلاتهم و انبهارهم .. و الكبار لديهم نفس النزعة ، و لكنهم  
( يغلفون  )
دهشتهم بقناع من الوقار و  التحفظ خاضعين لقيود اجتماعية لا تسمح
للناضجين بالتلقائية المطلقة !
فاذا دخل الانسان فى دوامة الملل و التكرار ، أخذ فى  الذبول 
وتسربت الشيخوخة  الى روحه ، و انزوى بعيدا عن صيرورة
الحياة ..
و من مبادىء الفن الناجح أيا كان نوعه ، أن يكون ( ابداعيا  ) أى
( رياديا) بمعنى أن يضيف جديدا و يكون غير مسبوق  ،
و المعنى ببساطة هو أن  يكون مدهشا ، فاذا كان تقليدا
أو تكرارا لما سبقه ، فهو ردىء لا يرضى نزعة ( الدهشة )  التى
هى جوهر كل فن أصيل  ..و قيل فى هذا ( اذا تشابهنا تماما ، فان  
أحدنا لا لزوم له ! )
و لنذكر دائما أن الجنة التى وعدنا الله سبحانه ، هى وعد  
( بالدهشة ) !! اللهم  اجعلنا من أهلها ..
ولتبقى  الدهشة فى آذاننا وفى عيوننا و حواسنا، و كفانا الله شر الملل  
الذى قال فيه عمنا صلاح  جاهين رباعية شديدة الوقع :
أيوب رماه البين بكل  العلل
سبع سنين مرضان و عنده  شلل
الصبر طيب .. صبر أيوب  شفاه
بس الأكادة انه مات بفعل  الملل