نسيت يا أستاذ غازى فى الألقاب التى خلعتها على شاعرنا الجميل اٍنة كوميديان راقى .
تحياتى لك ولكل الأصدقاء
أستاذنا الفاضل دكتور عادل العتباني ..
أما كوميديان دي ، فأنا موافق عليها ، و خصوصاً لما تونسني بمداخلاتك اللذيذة الراقية ..
و الله يا دكتور ، الهموم بتدخل في بؤرة شعوري من ناحية ، تخرج من الناحية الأخرى على هيئة مَرَح ساخر ، أو سخرية مَرحة ، و كل واحد و خِفة دمُّه بقى ..
و لولا ( الملامة ) ، كنت سَمَّعتك كام نكتة ( طازة ) ، من النوع اللي بيخلي الواحد يستلقي على ظهره ، و أنا عارف إن ظهرك مش ناقص
بمناسبة النكت ( الطـُرفة ) ، كنت دائما أتساءل ، نفس التساؤل الذي ورد على خاطر الناس جميعاً : يا ترى مين اللي بيخترع النكتة ..
أتعرف يا عزيزي .. النكتة في رأيي ، عمل فني في غاية الرقي و الصعوبة
و هناك كتابات مهمة في ( فلسفة الضحك ) لهنري برجسون و شوبنهور ،
إطلعتُ عليها ، في محاولة مستميتة لفهم ماهية النكتة أو الطرفة ، و أثرها ( الهائل ) في متلقيها ..
و من خبرتي الشخصية ، أن الكلمة المرحة ، و الكتابة المبتهجة ، تصل إلى قلب القارىء مباشرة ، و تستحوذ على تركيزه و تفاعله ، أما الكتابة
( المَيِّتة ) ، و التي تتراص فيها الكلمات مثل قوالب الطوب ، فلن يلتفت إليها قاريءٌ مهما كان مضمونها ..
حين يتصدى أحدهم للكتابة ، لابد أن يدرك أن للكلمةِ روحاً و شخصية
و عليه أن يتحسس الحرف و اللفظة و الجملة ، و أن يملك حاسة ( التلقي )
قبل حاسة ( الإرسال ) ..فإذا سيطر الكاتب على تلك الأدوات و الحواس ،
إستطاع أن يُلبِسَ مضمونه أزهى ثوبٍ ، قابلٍ للتسويق في عقل القاريء ..
أذكرُ بالخير هنا ، إبراهيم عبد القادر المازني في كتابيه ( حصاد الهشيم ، صندوق الدنيا ) ، و كذا يوسف إدريس في مقالاته التي كنا نحجز جريدة الأهرام من أجلها .. وكذا أسلوب أنيس منصور في الكتابة ( مع تحفظي على المضمون ) ..و أيضاً نثريات نزار قباني الشديدة الرهافة .. و كذا الصحفيون إبراهيم عيسى و عادل حمودة و بلال فضل .. و القائمة طويلة