فن الغنايا في أفراح الساحل التونسي

الله عليكم ,, الله الله الله..

انقذتم فنا كبيرا كاد ان ينسى ,

اخوكم من سكان منطقة وسطا في الساحل التونسي تقع بين كروسية بلد عبادة , و السواسي بلد محمد الصغير الساسي .. و عشت فترات طويلة في مدينة طوزة من ولية المنستير حيث ادركت ان اهل تلك المنطقة مازالوا يحافظون على الكثير من هذا التراث و ولهم تذوق خاص له ..

لقد جنت الاذاعة و التلفزة لتونسية على هذا الفن , بتناسيه و عدم توثيقه فكدنا نفقده ,, و مازلت اذكره , و انا اسمع الى الحداي الفلسطيني و الاردني , حتى وجدت هذا الموقع ,, و بالذات هذا العضو الكريم محمد حكيمة , الذي بدأ يوثق لهذا الفن ,, احسست ان كثيرا من حزني قد بدا يزول ..

يروي لي والدي و والدتي لما احسوا تذوقي للشعر العامي , و ادراكي لعمق معاني و دقة وزنه ,, حكوا لي و انا في سن العاشرة الى السادسة عشرة عن عبادة و محمد الصغير , في افراح قريتنا , و مناظراتهم الشعرية الظحمة ,, فتمنيت لو اني حضرت مثل هذه الافراح ,, حتى وجدت تسجيلا رفعه لنا الحبيب محمد حكيمة , مناظرة بين محمد الصغير الساسي و عبادة ( للعلم عبادة مثل في قريتنا التي تحيط بها سبخة سيدي الهاني من كل جانب وهي شبه جزيرة بداخلها , هو مثل يضرب على كل حميل , فيقال هذه الثمرة طيبة عبادة , و هذا القول عبادة , اي طيب....) فاجدني و انا استمع الى شعره تختنق في حلقي عبرة , بعد ان كدت ان أيأس من سماع شيء لهذا الشاعر الذي يضرب المثل على الجمال باسمه .....
لهذا شكري لكم , قل لا توفيه الكلمات ..

هناك اشارة الى فنان كان بالامكان ان يكون وريثا لاسماعيل الحطاب , أقول كان بالامكان لأانه اغتر بنفسه فضاع في هذا الغرور و ترك سببا لشهرة و رفعة لو انه تمسك بالعتيق و بقي على نفس طريقه , وقد كانت انطلاقته قوية واعدة , وصوته فيه امتلاء و قوة .. عند سماعي له , قلت هذا سينقذ الفن الشعبي التونسي و خاصة نمط اسماعيل الحطاب ,, الا انه انساق وراء الاغنية الشبابية , للاسف , هو عبد اللطيف الغزي .. و تمنيت لو اتصل به لعله يعود الى العتيق , خاصة و ان الشباب التونسي يعشق هذا العتيق .

هذه مداخلة اولى , وددت فيها ان اشكركم , و ساواصل ملاحظاتي ان شاء الله كلما جاش في صدري قول.. لشرح قناعات عندي هي ان الفن الشعبي التونسي ارقى من الوتري بكثير , و اكثر ابداعا , و تجديدا , و ان الجهات الموسيقية الرسمية تعتبر الزكرة و المزود عار فلا تهتم به , في حين انه فاق الوتري بكثير .. بالاضافة الى كونه يلامس بواطن الذوق التونسي ,, فنحن التوانسة لانرضى الا بالافضل وهو ما يسمى بالفرنسية و غيرها من اللغات ( PERFECTIONISTS ) , و قد ارضانا الفن الشعبي ..

اخوكم نور الدين