قبلان مكرزل

[لؤي الصايم]

قبلان مكرزل

قبلان مكرزل شاعر الثورة والحرية فهو كاتب وقاص وصحفي وسياسي لبناني... ولد في الثالث من أبريل عام 1910 في بلدة "أنطلياس". تلقى دروسه الابتدائية في مدارس محلية، والثانوية في مدرسة "اللاييك" في بيروت، ودرس الحقوق في جامعة دمشق عام 1932. تخصص بفلسفة التطور الاجتماعي بموسكو عام 1935. شغل عدة وظائف فقد عمل موظفًا في مطار رياق، وقلم المطبوعات في بيروت، والإذاعة اللبنانية، ومعلمًا في عدد من المدارس، منها الكلية اليسوعية، ثم تقاعد عام 1975. كما كان عضوًا في الحزب الشيوعي اللبناني في مطلع الثلاثينيات، لكنه اعتزل السياسة بعد جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان. غنت السيدة فيروز من أشعاره أغنية هما أنت يا ميّ زهرة وأغنية حبذا يا غروب وأغنية ســلسليها فالربيع ابتســـما وكذلك أغنية ذا خيالي في العام 1953
ورغم أن الحرب الأهلية أرهقته وأبقته حبيسا في منزله المتواضع إلا أنه واجه هذه الظروف بنوع من التحدي والتمرد وهو يقرأ ويكتب ويبتدع الفنون لدرجة إبداعه في كتاب عن الأعشاب بعنوان "أعشابنا دواء ؛ صحتك جمالك" تناول فيه خيرات الطبيعة التي تجود بها وأن هناك نباتات دواء لكل داء ويعتبر هذا الكتاب موسوعة علمية للمهتمين بالتداوي بالأعشاب
له أعمال شعرية كاملة بعنوان: «المجموعة الشعرية الكاملة لقبلان مكرزل - الجزء الأول» صدرت عن دار الغربال - بيروت 2006، وتضم ثمانية دواوين
وله «أعمال شعرية كاملة - الجزء الثاني» صدرت أيضا عن دار الغربال - بيروت 2007، وتضم ثلاثة دواوين
يترجم شعره اتجاهاته وانتماءاته الفكرية إلى التيار الذي يناهض التخلف والإقطاع ويستشرف آفاق مستقبل مشرق تسود فيه العدالة ويسمو فيه الإنسان، ويعبر من خلال شعره عن دوره الثقافي والأدبي والنضالي في لبنان، وعن نزعته الوطنية والتقدمية، كما أنه يعبر عن عشق بلدته انطلياس، فيصف ليمونها، ونبعها، والوادي
الظليل، ومغارة إنسانها الأول، وحنينه الدائم إلى مروجها الخضر، وبيوت الأحبة، ويتحد معها في حس صوفي
كما له مؤلفات عدة، منها:
طريق التاريخ - مطابع سميا - بيروت 1950.
نباتنا وثمارنا لجمال وشباب دائمين - دار مختارات - بيروت 1987.
من أقواله الرائعة " "إن معرفة المجتمع، تزيد تجربة الشاعر ثراءً وعمقاً، لأنه يطّلع على حاجات الناس وأشواقهم، ويتفاعل معهم فتُحرّك رؤياه في اتجاه الخلق والاستكشاف، إذ في إمكان الشاعر إضاءة الطريق أمام شعبه، وجعل حياتهم أجمل".
توفي قبلان مكرزل في أنطلياس،في العام 1991 وأقيم له حفل تذكاري في بلدة أنطلياس بإحدى القاعات الثقافية شارك فيه مجموعة من الأدباء اللبنانيين
*****************

وجدير بالذكر أن الشاعر سليم مكرزل هو نجل قبلان مكرزل وقد كان من الصحافيين المتألقين المرهفين، الذين دخلوا المهنة من باب الشعر والأدب، فكتب عن لبنان وسيادته واستقلاله وقضايا الإنسان وحقوقه. أحب الصحافة التي كان والده ، من روادها وانتسب إليها العام 1964، فكان من النقابيين البارزين الذين آمنوا بالعمل النقابي وناضلوا من أجله. له مؤلفات عديدة أبرزها: شعر، أغنيات، عرائس الشعراء، الشعر العالمي، أنا والحب، ألوان، الغربال، الشاشة الصغيرة ونقدات سياسيّة. تمكن سليم مكرزل من أوزان الخليل ومن الشعر الحر معاً. فجال في رحابهما ملقياً فوق المنابر ضمات من جديده. ومع الأيام ولما إشتد عوده جمع قصائده ومقالاته في كتب وتوفي سليم مكرزل في العام 2016