البناء اللحني والإيقاعي في المقام العراقي
خالد إبراهيم
مجلة الأكاديمي
كلية الفنون الجميلة ـ جامعة بغداد
العدد 48 ـ 2008
وردت في المصادر الموسيقية إشارة إلى قالب موسيقي غنائي تحت اسم المقام
في كل في تركيا، إيران، اذربايجان وغيرها، ولكن تسمية المقام في العراق له
دلالة أخرى على قالب خاص اشتهر في مدينة بغداد بالذات وينسب إلى فترات
قديمة جدا، على أن هذا اللون من الغناء يمثل شكلا متكاملا للقالب الغنائي
العراقي الواسع والمبني على تغييرات نغمية وانتقالات لحنية معينة بالإضافة
إلى تنوع الإيقاعات الخاصة لكل مقام وكذلك النصوص الغنائية التي جاءت
قسما منها بالفصحى أو باللغة العامية حسب نوعية المقام إن المقامات لم ترتبط
بزمن وبقت فيها التراث العراقي غناء وشعرا وإيقاعا تناقلها السلف عن الخلف
ويحكم هذا فأن قسماً من المقامات ربما قد فقد بعضا في إجزاءه حيث أن كل
مغني يؤدي بأسلوبه الخاص ويضيف الزخارف والتحليات، أما في بداية القرن
العشرين فقد ظهرت مقاهي يقدم فيها المقام العراقي يوميا من خلال امسيات
مبضمه يشارك فيها مطرب المقام المعروف، ثم جاء بعد ذلك دور شركات
الأسطوانات مثل (بيضافون) حيث قامت بتسجيلات لكافة المغنين المعروفين
آنذاك، تبع ذلك افتتاح دار الإذاعة العراقية عام 1934 حيث تضمنت الحفلات
الغنائية لمغني المقام العراقي ولكل له موعده في الغناء الذي يبث على الجو
مباشرة إشتهر في تلك الفترة من قراء أو مؤدي المقام رشيد القندرجي، أحمد
الزيدان ، سيد جميل البغداي، نجم الشيخلي وكان على رأسهم محمد القبانجي
الذي غنى في مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة عام 1932 ثم تلت
هؤلاء مجموعة الأربعينات ممّن تأثروا بقارئ المقام محمد القبانجي وظهر
من تلامذته يوسف عمر، ناظم الغزالي، عبد الرحمن خضر، عبد الجبار
العباسي وغيرهم