أبلغ الأقوال عن البُخْل أعزكم الله وأعاذنا الله منه
قال ابو نواس
أبو هند نزلت عليه يوما...فغداني برائحة الطعام
وقدم بيننا لحما سمينا...أكلناه على طبق الكلام
فكان كمن سقى الظمآن إلا...وكنت كمن تغدى بالكلام
قال آخر يصف عرسا
مات في عرس سليمان...من الجوع جماعة
لم يكن ذلك عرسا...إنما كان مجاعة
نزل على ابي حفصة الشاعر ،رجل من اليمامة فأخلى له المنزل،ثم هرب مخافة أن يلزمه قراه في تلك الليلة،فخرج الضيف واشترى ما احتاج إليه، ثم رجع وكتب إليه
يا أيها الخارج من بيته...وهاربا من شدة الخوف
ضيفك قد جاء بزاد له...فارجع وكن ضيفا على الضيف
قال آخر
لا يخر ج الزئبق من كفه...ولو ثقبناه بمسمار
يحاسب الديك على نقده...ويطرد الهر من الدار
يكتب في كل رغيف له...يحرسك الله من النار
ابن الرومي
يقتر عيسى على نفسه...وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره...تنفس من منخر واحد
قال ابو نواس
خان عهدي عمرو وما خنت عهده...وجفاني وما تغيرت بعده
ليس لي ما حييت ذنب إليه...غير أني يوما تغديت عنده
قال دعبل
لأبي نوح رغيف...أبدا في حجر داية
أبدا يمسحه الدهر...بكم ووقاية
وله كاتب سر...خط فيه بعناية
فسيكفكهم الله...إلى آخر الآية.
قال ابو نواس:
رغيف سعيد عنده عدل نفسه...يقلبه طورا وطورا يلاعبه
ويخرجه من كمه فيشمه...ويجلسه في حجره ويخاطبه
وإن جاءه المسكين يطلب فضله...فقد ثكلته أمه وأقاربه
يكر عليه السوط من كل جانب...وتكسر رجلاه وينتف شاربه
قال آخرون
لو عبر البحر بأمواجه...في ليلة مظلمة باردة
وكفه مملوءة خردلا...ما سقطت من كفه واحده
*****
يا قائما في داره قاعدا...من غير معنى ولا فائدة
قد مات أضيافك من جوعهم...فأقرأ عليهم سورة المائدة
*****
الخبز يبطي حين يدعو به...كأنه يقدم من كاف
ويمدح الملح لأصحابه...يقول هذا ملح سيراف
سيان أكل الخبز في داره... وقلع عينيه بخطاف
قال ناصيف اليازجي
قد قال بعض إن خبزك مالح...والبعض أثبت بالحلاوة حكمه
كذب الجميع بزعمهم في طعمه...من ذاقه يوما ليعرف طعمه؟؟
وأصعب ما قيل فى البخل
ما كنت اعلم أن التبن فاكهة *** حتى نزلت بساح آل عمار
قوم اذا استنبح الأقوام كلبهم *** قالوا لأمهم بولي على النار
ولا تجودي بكل البول مسرفة *** بل جودي منه بمقدار
أبلغ الأقوال عن البُخْل أعزكم الله
العرض العادي
