* : أصوات حديثة من السويداء (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 10h30 - التاريخ: 17/09/2025)           »          المغمورون من شعراء الجاهلية (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h32 - التاريخ: 17/09/2025)           »          فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h13 - التاريخ: 17/09/2025)           »          ميشيل بريدي (الكاتـب : kabh01 - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 08h02 - التاريخ: 17/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 06h55 - التاريخ: 17/09/2025)           »          محمد المحلاوي (أبو دراع)- 25 نوفمبر 1919 - 19 يوليو 1988 (الكاتـب : د.حسن - - الوقت: 05h47 - التاريخ: 17/09/2025)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 05h09 - التاريخ: 17/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 05h07 - التاريخ: 17/09/2025)           »          سعاد محمد- 2 فبراير 1926 - 4 يوليو 2011 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 04h58 - التاريخ: 17/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 04h28 - التاريخ: 17/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 12/01/2013, 14h57
مصطفى نصر مصطفى نصر غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:666781
 
تاريخ التسجيل: November 2012
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 25
افتراضي العودة إلى الحياة

العودة إلى الحياة
قصة: مصطفى نصر


كنتُ أسير من بيتي في حي " راغب باشا "، حتى مكان " جمعية الشبان المسلمين " في الشاطبي، لأحضر ندوة الأستاذ حسني نصار عن القصة في المكتبة كل يوم أحد.
فأمر بجوار سور مدافن الأقباط في طريق قناة السويس بعد الغروب بقليل، أحيانا أجد البالوعات الواسعة بجوار السور بلا أغطية، فأشعر بالخوف ويرتعش جسدي كله، فأتذكر حديث صديقي المسيحي عن فقراء الأقباط الذين يدفنونهم في مدافن خاصة بهم، وبعد سنوات طوال يجمعون عظامهم ويرمونها في بئر عميقة،تسمى بـالمعضمة.أسرع بعيدا عن البالوعة التي بلا غطاء ؛ خشية أن أقع فيها فاصطدم بالعظام النخرة التي حكي صديقي عنها. وعند العودة، أسير مع مجموعة كبيرة من الزملاء نتحدث ونضحك، ونعلق على ما حدث في الندوة.
ظللت أحضر ندوة يوم الأحد في جمعية الشبان المسلمين إلى أن مات أستاذنا حسني نصار في القاهرة، فقد كان يجتاز شارع رمسيس ؛ وهو خارج من محطة السكة الحديد ؛ فصدمه شاب يركب موتسكل ؛ فقتله.
وعدتُ إلى نفس المائدة في مكتبة جمعية الشبان المسلمين بعد سنوات طويلة؛ بعد نقل ندوة قصر ثقافة الحرية إليها، فقد أغلقوا القصر استعداداً لترميمه.
كنتُ أذهب إليها سيراً على القدمين، أو أسير حتى محطة الرمل لاستقل الترام إلى هناك.وذات مرة جلس أمامي رجل يرتدي ملابس غاية في الاتساخ والكرمشة، تابعني في اهتمام، وكأنه يريد أن يحدثني في شيء، وعندما جاء الكُمساري قال لشاب صغير يجلس بجواره:
- أقطع لي تذكرة.
أخرج الشاب الصغير ثمن التذكرتين ودفعهما بترحيب شديد. تمنيتُ أن أسأل الشاب عن حاله، توقعت أن يكون قد خرج تواً من قسم الشرطة بعد أن قضى فيه عدة أيام؛ أدت به إلى حالته التي هو فيها الآن.
لا أستطيع أن انسى هذا الرجل الذي ذكرني بما حدث لأستاذ التاريخ مؤلف كتاب عن السخرة في القناة. فقد سمعتُ عما حدث له عند تأميم قناة السويس عام 56. وبلغني بعد سنوات طوال - أنه سيأتي في الاشترك في مناقشة رسالة دكتوراة في كلية آداب الإسكندرية، فحضرت المناقشة.
كان الدكتور عظيماً في حواراته مع الطالب الممتحن، وظريفاً أيضا، اعترض على اختيار الطالب لكلمة " مباحث " عندما أراد أن يستشهد ببعض المراجع، فقال له:
- أمامك كلمات: " أبحاث "، و"بحوث " فلا تعجبك سوى كلمة " مباحث "، وأنت تعلم ما حدث لي مع هؤلاء.
بعد انتهاء المناقشة، أسرع الدكتور إلى دورة المياه، فوقفتُ بجواره قائلا:
- جئتُ من أجلك يا دكتور لحضور المناقشة.
أنهى الدكتور ما كان يفعله، ثم سار خطوات بجواري، فأكملت:
- بعد أن علمت بما حدث لك بسبب تأميم قناة السويس.
ففرح وقال لي:
- أنت تعرف الحكاية؟!
ووضع يده في ذراعي سعيدا:
- تعال، لأخبرك بما حدث.
لقد اختاروه لبحث أوراق ومستندات القناة، وكان عمله في سراي عابدين، لكن بعد فترة اتضح ضياع مستند مهم يؤكد أحقية مصر في القناة، فقبضوا عليه، وحققوا معه، وجعلوا الكلاب تقفز من فوق ظهره العاري، وأمره جندي بأن ينظف الأواني المعدنية، وعندما سأله الدكتور عن منظف يساعده في التنظيف ؛ ضربه الجندي بالطبق المعدني فوق صلعته حتى سال الدم منها.
بعد أن ضاق بما يحدث له من تعذيب ومهانة؛ قرر أن ينتهي من هذا الكابوس، فصاح في حدة:
- سأقول كل شيء.
فالتفوا حوله، وسألوه:
- أين ذهبت بهذا المستند المهم؟
قرر أن يختار أسوء الحلول، وليس هناك أكثر عداءً من إسرائيل، فقال:
- بعته لإسرائيل.
لكن بعد فترة قصيرة اتضحت براءته وقبضوا على السارق الحقيقي، فتركوه، فسار كما رأيتُ الرجل الذي قابلته في ترام الرمل.
ذهب إلى بيته في القاهرة، فوجد الشقة مغلقة وزوجته لدى أهلها في الإسكندرية، فسار وهو لا يدري ماذا يفعل، ليست معه نقود للسفر، ولا للحياة.
اقترب من تاجر يمتلك شونة لورق الدشت، قريبة من بيته، ليست بينهما علاقة، كل ما بينهما ؛ أن الدكتور كلما مر من أمامه يحييه، ويرد التاجر التحية دون اهتمام.
أمسك بذراعه وقال له:
- أريدك في كلمة قصيرة.
دهش التاجرمن تباسط الدكتور معه هكذا.وسار معه دون قول. جلسا معا على أفريز الرصيف في الشارع العمومي الكبير. وحكى الدكتور ما حدث له، من القبض عليه، وتعذيبه، واتهامه بسرقة المستند المهم، إلى أن تركوه يخرج سالماً.
قال التاجر في حكمة:
- لقد قبضوا عليكْ وفعلوا بك كل هذا دون سبب، فماذا سيفعلون بك إذا وجدوك تسافر إلى الإسكندرية دون نقود؟!
وأشار إلى رجل يمتلك سيارات نقل تسافر إلى الإسكندرية كل يوم، فذهب الدكتور إليه، فسمح له بالسفر في سيارة من سياراته.
في الإسكندرية كان يقضي وقته في دكان حلاق قريب من بيت أهل زوجته، يقرأ الجرائد والمجلات التي يشتريها الحلاق ليسلي بها زبائنه.
إلى أن جاء إليه دكتور – كان زميله في الكلية -، وأخبره بأن شقيقاً لشخصية مهمة في الدولة؛ في حاجة لمن يساعده للحصول على درجة الدكتوراة في التاريخ.
وعندما عارض الدكتور الفكرة، قال زميله:
- عن طريقه يمكن أن تعود إلى عملك في الكلية.
وكان هذا هو الطريق للعودة إلى عمله، وإلى الحياة.
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h51.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd