5
رواية مانون البارحة فى الاوبرة الخديوية
مثلت رواية مانون البارحة فى الاوبرة الخديوية فطرب الذين شاهدوها طرباً شديداً بجمال مناظرها واتقان تمثيلها ومحاسن أغانيها ودور الرقص الذى تخللها
حتى قال غير واحد منهم أنها أبدع رواية مثلها جوق الاوبرة فى هذا الفصل.
ورواية مانون هذه لا تخلو من أصل تاريخى
والقصد منها إظهار قوة الحب وتغلبها على ما يحول دونها من المشاق والمصاعب والأخطار.
وقد أجادت ممثلة مانون فى غناها وتمثيلها حتى صفق لها الحاضرون كثيراً واستعادوها مراراً كما صفقوا لحبيبها واستعادوهُ أيضاً.
ولكن مصنف الرواية لم ينصف حيث كلف مانون مخالفة الطبع فى بعض الفصول فكانت تلح على حبيبها إلحاحاً شديداً وتجذبهُ جذباً عنيفا حتى تثنيهُ عن عزمه وتتغلب على تمنعه وتردهُ إلى حبها
لا يستحب فى المرأة لأنه من طباع الرجل ولكن سياق الرواية اقتضاه.
هذا من حيث التمثيل والغناء وما شابه
وأما من حيث المستوى الأدبى والرواية وإن كانت لا تخرج عن دائرة الحشمة والأدب.
فجل ما يستفاد منها الفكهة والتسلية
ولا يجد فتياننا وفتياتنا فيها من العظات المؤثرة فى نفوسهم والأمثلة المهذبة لأخلاقهم والمشوقة لهم
إلى اقتباس الفضائل
وهذا ما كنا نرجو أن لا تغفله مراسح التمثيل لتبقى لها المزية التى طالما نسبت إليها واتخذت حجة على وجوب تأييدها .
المقطم .. يوم الجمعة 12 يناير سنة 1912
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها