الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
رد: رحيل الاديب الكبير انيس منصور
رحل الكاتب الكبير أنيس منصور..ورحلت معه عبارة "السياسية هي فن السفالة الأنيقة"، لكن عندما كتب يوماً عن سبب كراهيته للسياسة قال إنها فن استغفال الناس، والرجل السياسي بهلوان متوازن بين الذي يقوله والذي لا يعلمه..والسياسة لعبة الدم والنار، كما وصفها بأنها نشاط في داخل سيرك، بينما كان إذا تحدث عن خبايا زعماء مصر فى عهده قال مالم يقال، وكشف أسراراً صدمت البعض، بينما جاءت على أهواء الآخرين.
حين تحدث أنيس منصور عن "جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك" قال إن الأول كان زعيماً حقيقياً لكن كانت ظروفه قاسية، وفتح جبهتين في وقت واحد إسرائيل واليمن فكانت هزيمة 1967 هزيمة جيش وليست هزيمة قائد، أما السادات كانت الصورة أمامه واضحة كسياسي من الدرجة الأولى وعسكري أيضا لكنه لم يعط الفرصة ليكمل نجاحه بعد نصر أكتوبر 1973 ولم تكتمل فرحته ليتسلم طابا فقد كان يعتزم أن يعتزل الحكم والسياسة ويقضي بقية عمره بعيدا عنهما ويعيش كمواطن مصري عادي.
أما مبارك من وجهة نظر أنيس منصور، فلم يكن زعيما، بل ورث ثروة مصر بدون أي مجهود مثله مثل واحد يجلس بجوار سائق تاكسي وفجأة ضرب هذا السائق بالنار فأخذ مكانه، كما أنه تسلم مصر جاهزة، فلم يقل شيئا ولم يفعل شيئا، بل رفع فقط العلم المصرى على طابا، وأن حكاية الضربة الجوية لم يكن له فيها أى دور، حيث كانت طلعة جوية عادية وقال وقتها: "مافيش حاجة اسمها الضربة الجوية".
حكى أنيس منصور ذات مرة عن محادثة قصيرة بينه وبين مبارك حين قال له الأخير إنه يمتلك عدة مليارات وأن الحكومة عندما كانت تتورط، كان يفرج هو عن "شوية فلوس"، بينما وصف "منصور" مبارك بأن " اتبهدل وانكسرت نفسه ومسحنا بكرامته وكبريائه الأرض ولففنا حول رقبته كل الحبال والسلاسل فلا مهرب له من القيود ولا مهرب من الشيخوخة والمرض..إزاى تطلع حرامي وتخسر أولادك وفلوسك حرام ثم تطلع على قناة العربية وتقول أحاسب الناس..أما صحيح إنك حرامي وطني".
كان من المقرر أن يكتب أنيس منصور مذكرات سوزان مبارك، لكنه حكى أنه عندما جلس معها لمدة 17 جلسة يبحث عن جوانب فى حياتها تستحق الكتابة عنها، اكتشف أنها "فاضية ومتستحقش الكتابة ومعجبتهوش حيث كانت أشبه بالأرملة السوداء".
كانت السياسة بالنسبة للراحل منصور، عبارة عن شئ بلا شرف أو كرامة، بمعنى " يا أنا يا أنت" كما أن السياسة من وجهة نظره بلا صداقة دائمة أو عداوة دائمة، وإنما مصالح دائمة، لكن فى النهاية رفع شعارات دونها فى مقالاته من بينها: "من السياسة أن تعادى السياسة" و" السياسى شخص لقيط يجب أن يعيش أعزب". رحم الله الكاتب الكبير أنيس منصور للفقيد الرحمة ولآله وذويه الصبر والسلوان