* : نجوم التمثيل في الزمن الجميل (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h42 - التاريخ: 14/09/2025)           »          محمد رشدي- 20 يوليو 1928 - 2 مايو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 20h27 - التاريخ: 14/09/2025)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : wahidfarid - - الوقت: 20h19 - التاريخ: 14/09/2025)           »          مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 19h44 - التاريخ: 14/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : عاصم المغربي - - الوقت: 16h42 - التاريخ: 14/09/2025)           »          بدريه السيد (بداره) (الكاتـب : samirazek - آخر مشاركة : ذكي محمود - - الوقت: 12h50 - التاريخ: 14/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 10h38 - التاريخ: 14/09/2025)           »          محمّد أفندي نور (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 10h07 - التاريخ: 14/09/2025)           »          أحمد الحفناوي - 14 جوان 2016- 1 أوت 1990 (الكاتـب : mokhtar haider - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h07 - التاريخ: 14/09/2025)           »          قاسم كافي- 5 أوت 1945 - 15 نوفمبر 2018 (الكاتـب : رضا المحمدي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 09h02 - التاريخ: 14/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #111  
قديم 02/05/2009, 14h52
الصورة الرمزية عفاف سليمان
عفاف سليمان عفاف سليمان غير متصل  
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
 
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
Smile رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

د أنس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا اطلت علينا الغيبةِ فى سرد هذه القصه الجميله
ماشاء الله على الامام الشافعى رحمُه الله وبارك لنا فى اعمالِه
وسيرته العطره الجميله
ما احب الله عبدا الا فقهه فى الدين وفى امورٍ كثيره من العلم والطب والفلك والشعر والعروض
والنصيحه والحكمه
د أنس
السرد للسيره العطره اصبح فى قمة الجمال
فى كل مره يزداد جمالا
من افعال الامام الشافعى
لم يُرسل الشافعى للقصاص منهُ عند امير المؤمنين
بل ارسلهُ الله ليعلم الامير امورا كثيره
منها المشاوره والحكمه واقامة العماره والسؤال على الناس حتى لا يحتاجوا او حتى لا يطلبوا المسأله
امورا كثيره حباها الله بامامنا الشافعى
وحضرتك قمت بتوضيحها لنا (د انس) عن السيره العطره لهذا الامام الجليل
كم اتمنى من الله عز وجل ان ينعم على ولو بقليل القليل مما انعم الله على امامنا الجليل
ويحسن خاتمة اعمالنا
اللهم امين
لك ولجميع مواطنى سماعى
كل التقدير والاحترام
اختكم عفاف
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 02/05/2009, 18h19
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أشكرك أخى العزيز طارق العمرى على صبرك فى قراءة هذه التجربه ..
وشكر من القلب للسيده الفاضله عفاف سليمان على متابعتها للسيره ,,
سائلا الله تعالى أن يعيننا على إكمال أحداثها على الوجه الذى يرضى ربنا ثم يرضى كل من يقرأها ..
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 17h35
رد مع اقتباس
  #113  
قديم 02/05/2009, 18h19
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أطرق الرشيد ثم رفع رأسه ونظر للقاضى قائلا ............
ــ يا محمد بن الحسن سله عن مسأله ؟.
تنحنح القاضى هامسا للرشيد .............
ــ يا أمير المؤمنين إن كان أحدا من أهل العلم يخالفنا ويثبت خلافه علينا فهذا الرجل الشافعى ..
رد الرشيد بصوت خفيض ..............
ــ لم يا ابن الحسن ؟.
أجابه ابن الحسن وهو يخفض من صوته .................
ــ سعة علمه يا مولاى وتأتيه وتدقيقه فى المسائل . والله لو أن الناس ألقوا فى عقله لغرقوا فيه ..
ــ كيف عرفت ؟.
ــ لا أعرف بهذا الحجازى منى يا أمير المؤمنين ..
ــ تقول ذلك يا ابن الحسن وقد حملت ما حملت من علوم العراقيين كلهم ؟.
ــ أجل يا مولاى أمام هذا الحجازى لا يسعنى إلا أن أقول ذلك . لقد ملك زمام الحديث والسنه ولم يناظرنا أحدا من أهل الحديث وثبت أمامنا غيره ..
ــ لا تزرى من قدرك يا ابن الحسن , هيا سله واشدد عليه ..
أسلم أمره لله ثم التفت ناحية الشافعى مخاطبا ...............
ــ يا ابن إدريس ما تقول فى رجل عنده أربع نسوة فأصاب الأولى عمة الثانيه , وأصاب الثالثة خالة الرابعه ؟.
ــ ينزل عن الثانية والرابعه ..
ــ ما الحجة فى ذلك ؟.
ــ أخبرنا مالك عن أبى الزناد عن أبى هريره قال . قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" [ لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها ] ..
أطرق ابن الحسن مفكرا ففاجأه الشافعى متحديا ليثير حماسه وغيرته ويرفع عنه الحرج الذى استشعره منه وهو يسأله ...............
ــ قل لى أنت يا محمد بن الحسن . كيف استقبل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" القبلة يوم النحر وكبر ؟.
وجم محمد بن الحسن وتتعتع ولم يحر جوابا فالتفت الشافعى للرشيد قائلا ...........
ــ يا أمير المؤمنين يسألنى عن الحلال والحرام فأجيبه , وأسأله عن سنة من سنن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فيتتعتع . والله لو سألته كيف فعل أبو حنيفة لأجابنى ..
نجح الشافعى فى إثارة حماسه وطرح رداء الحرج والحياء منه تجاهه . لم يشأ ابن الحسن بدوره أن يعلن استسلامه , رفع رأسه وسأل الشافعى متحديا .............
ــ ما تقول فى رجل غصب من رجل ساحة فبنى عليها بناء أنفق فيه ألف دينار . ثم جاء صاحبها أثبت بشاهدين عدلين أن هذا إغتصبه هذه الساحه وبنى عليها هذا البناء كيف تحكم بينهما ؟.
ــ أقول لصاحب الساحه يجب أن تأخذ قيمتها فإن رضى حكمت له بالقيمه وإن أبى إلا ساحته قلعت البناء ورددت ساحته إليه ..
إبتسم فى دهاء متسائلا .............
ــ فما تقول يا أبا عبد الله فى رجل إغتصب من رجل خيط إبريسم فخاط به بطنه , فجاء صاحب الخيط فأثبت بشهادة عدلين أن هذا اغتصبه هذا الخيط . أكنت تنزع الخيط من بطنه ؟.
ــ لا . ما يكون لى ذلك أبدا ..
تهلل وجه ابن الحسن ظنا منه أنه أوقع الشافعى فى حبائله .........
ــ الله أكبر , تركت قولك .
ــ لا تعجل أيها القاضى , أخبرنى أنت . لو أن هذا الرجل لم يغتصب الساحة من أحد وأراد أن يقلع عنها هذا البناء , أمباح له ذلك أم محرم عليه ؟.
ــ بل مباح ..
ــ عظيم , أفرأيت لو كان الخيط الذى خاط به بطنه خيط نفسه لم يغتصبه من أحد وأراد أن ينزعه من بطنه . مباح له فعل ذلك أم محرم عليه ؟.
ــ بل محرم عليه , أفى ذلك شك ؟.
ــ فكيف بالله عليك تقيس مباحا على محرم ؟.
أطرق القاضى قليلا وقد اعتراه بعض الوجوم . أخذ يفكر فى مخرج من هذا الفخ الذى أوقع نفسه فى حبائله ثم رفع رأسه قائلا ...........
ــ فما تقول فى رجل غصب لوحا من خشب فأدخله فى سفينة ووصلت السفينة إلى لجة البحر ثم أتى صاحب اللوح بشاهدين عدلين أنه له أكنت تنزعه من السفينه وترده لصاحبه ؟.
رد الشافعى من فوره .............
ــ لا . ما يكون لى أن أفعل ذلك ..
ــ فكيف تصنع إذن بصاحب السفينه ؟.
ــ آمره أن يقترب بسفينته إلى أقرب ساحل ثم أطلب إليه أن ينزع اللوح من مكانه ويرده فى الحال لصاحبه ..
ــ كيف تحكم بذلك ورسول الله يقول [ لا ضرر ولا ضرار فى الإسلام ] ..
ــ ومن الذى ضره ؟. هو أضر بنفسه ولم يضره أحد ..
ران على المكان سكون كسكون المقابر لم يقطعه إلا صوت الشافعى وهو يقول .......
ــ قل لى أيها القاضى . ما تقول فى رجل من الأشراف غصب جارية من رجل من أراذل الرجال ثم أولدها عشرة كلهم قرأوا القرآن وخطبوا على المنابر وحكموا بين الناس . ثم جاء صاحب الجارية أم هؤلاء الأولاد العشره وأثبت بشاهدين عدلين أن هذا اغتصبها منه وأنها مملوكة له , أخبرنى كيف تحكم له ؟.
ــ أحكم بأن أولاد هذه الجاريه أرقاء لهذا الرجل ..
ــ بالله عليك , أى هذين أعظم ضررا , أن تقلع البناء وترد الساحة إلى صاحبها أو تحكم برق هؤلاء الأولاد ؟.
جلس القاضى واجما بعد أن غطه العرق واكتسى وجهه بمسحة من ضيق وغم , وران على المكان صمت عميق كأنه صمت العدم . لم يستطع منع الضيق عن نفسه فتلك طبيعة البشر رغم حبه للشافعى ومعرفته بعلمه وتقديره له . لكن طبيعته السمحاء لم تكن تخل أحيانا من بعض القلق . منذ اللحظة الأولى عندما طلب إليه الرشيد أن يسأل الشافعى ويناظره وهو يعلم أنه وضع فى مأزق لا نجاة له منه . لم تنسه السنين قدر الشافعى وسعة علمه مذ كانا معا قبل سنوات فى مدرسة مالك بالمدينه ..
لم ينس ذكاءه ودقة فهمه للمسائل وقدرته الفائقة لى استنباط الأحكام والفتاوى منها وأنه لا قبل لأحد بمجاراته فى هذا المضمار مهما أوتى من العلم . فى تلك اللحظة ذاتها كان الرشيد غارقا فى تأملاته وهو يردد النظر بين قاضى الخلافة الأكبر قطب الفتاوى والأحكام فى بغداد الذى بدا زائغ العينين لا يجد ما يرد به على حججه القاطعه . وبين ذلك الرجل القرشى الأسمر النحيل الضامر العود الذى يجلس أمامه ساكنا واثقا من نفسه رغم علمه أن رأسه قد تهوى فى أية لحظة وأنه من الممكن أن يلحق بمن سبقوه ..
فوجئ الرشيد بسعة علمه ونباهته وتوقد ذهنه وفصاحة لسانه وثقته البالغة بنفسه وقدراته الفذة على المناظرة والجدال . أخذ يحدث نفسه ............ هذا الرجل القرشى نسيج وحده والله لم تر عيناى مثله ..
وبينما هو كذلك إذ نظر عن يمينه فلمح وزيره الفضل بن الربيع . تذكر أيام كانا فى المدينة المنوره فى رحلة الحج سويا قبل سنوات وأخذ يستحضر فى ذهنه ذلك الحوار الذى دار بينهما وهو يخبره بقصة لقائه بصديقه الشافعى وكيف حكى له يومها عن المناظرة التى كان هو فارسها . نظر إلى الفضل بن الربيع نظرة تحمل سؤالا صامتا كأنه يقول له هذا هو صاحبك الذى حدثتنى عنه . فهم الفضل ما يريده أمير المؤمنين فهز رأسه مرتين كأنه يقول له ........... أجل إنه هو يا مولاى ..
تذكر أنه قال لوزيره فى ذلك اليوم ............ لا تعجب يا أبا إسحق فإن عقل الرجل من قريش يعدل عقل رجلين . تذكر أيضا أنه تمنى ساعتها أن يلتقى بهذا الرجل وها هى الأقدار تسوقه إليه ويعاين بنفسه سعة علمه . إنه إذن هذا الرجل الذى أراد الله بعلمه فرفعه الله . أخذ يردد فى نفسه ............ لله درك يا شافعى ما أفطنك لقد قاتل الله عدوك فصار وليا لك ..
وكأنما شعر الشافعى بما أصاب القاضى محمد بن الحسن من الضيق والحرج فتنحنح قائلا .............
ــ يا أمير المؤمنين , إنما هو كلام نتكلم به فى المناظرات , لكنى لا أعلم أحدا أخذ من العلم ما أخذه محمد بن الحسن . إنه حامل فقه العراقيين وإليه يرجع الفضل فى جمع ما قاله أبو حنيفه وأبو يوسف ونشره على الكافه . إننى لا أدعى باطلا إذا قلت إنه أعظم أهل الأرض علما فى هذا الزمان بعد وفاة أبى حنيفه ومالك بن أنس والقاضى أبو يوسف . وما يكون لمثلى أن يناظر عالما جليلا مثله . الله يعلم يا أمير المؤمنين أنى ما ناظرته إلا عن أمرك ..
هز الرشيد رأسه مبتسما , معجبا بتواضع الشافعى وفطنته وأخيرا شق صوته أرجاء المكان قائلا وهو يهم بالقيام إيذانا بانتهاء المجلس .............
ــ قد علمت أن الله عز وجل لا يدع هذه الأمة حتى يبعث عليهم قرشيا فلقا يرد عليهم ما هم فيه من الضلاله . إذهب الآن أيها الشيخ الحجازى القرشى فى ضيافة .......
وقبل أن يتم عبارته تنحنح محمد بن الحسن . نظر إليه الرشيد متسائلا ..........
ــ مالك يا ابن الحسن ؟.
ــ معذرة يا أمير المؤمنين إسمح لى أن يكون الشافعى ضيفى ؟.
نظر للشافعى مبتسما كأنه يسأله فأجابه من فوره ............
ــ لو لم يقلها هو لقلتها أنا يا أمير المؤمنين ولفرضت نفسى ضيفا عليه ..
ــ ما السبب ؟.
ــ الحقيقة يا مولاى أنى كنت أتمنى منذ زمن أن أجلس إليه وأسمع منه سماعا ما دونه فى فقه أبى حنيفه قبل أن أقرأ كتب الخلاف بين العراقيين ..
ــ آه تقصد ما كتبه القاضى أبو يوسف رحمه الله فى أوجه الإختلاف بين أبى حنيفه وابن أبى ليلى أليس كذلك ؟.
ــ بلى يا أمير المؤمنين ..
ــ على بركة الله أنت إذن فى ضيافة القاضى ولا تغادر أرض العراق حتى آذن لك ..

يتبع.. إن شاء الله............................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 17h36
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 02/05/2009, 18h43
الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان أبو مروان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:256008
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: عربي
الإقامة: سماعي
المشاركات: 457
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

نفحات إيمانية ,تقوى وورع ,معرفة وعلم ...الله يكرمك أيها ألأخ العزيز كما أكرمتنا بهذه االنفحات الروحانية وزاد الله من أمثالك ومتعك الله بالصحة والعافية ,,,
رد مع اقتباس
  #115  
قديم 08/05/2009, 09h02
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أشكرك وسعيد بوجودك فى هذه الصفحات أخى الحبيب دكتور محمد بك .. أبو مروان ..
وأرجو ألا يكون السرد مملا
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 17h39
رد مع اقتباس
  #116  
قديم 08/05/2009, 09h02
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

مناظـرات ومحـاورات

@ تسابق أهل الدار جميعهم فى همة ونشاط إلى رفع صحاف الطعام وتنظيف المكان من بقاياه حيث ذبحت شاة وأعدت وليمة كبيرة ابتهاجا بنجاة الشافعى . كان القوم فى عجلة من أمرهم وهم يعيدون ترتيب المكان وإعداده , كل واحد منهم يعمل يديه فى همة لمواصلة حديث مثير قطعه طعام العشاء . لم تمض غير لحظات حتى عاد المكان مرتبا منسقا كما كان ..

جلس فى صدارته الفارس العائد المحتفى به وجمع كبير من قرابته وذوى رحمه وجيرانه , يتحلقونه فى شوق وفضول بعد أن اتخذ كل واحد منهم مكانه شاخصين إليه أبصارا إمتزج فيها القلق والترقب بفرحة اللقاء . مرهفين آذانا مشتاقة لسماع بقية حكايته المثيرة بأحداثها المتلاحقه وما كان من أمره فى الأشهر الماضية التى أمضاها فى أرض العراق , إلى أن عاد إليهم مرة أخرى سالما غانما مرفوع الهامه . بعد أن كتبت له النجاة وبرأه الله من كيد أعدائه ومكرهم الكبار , وما حاولوا إلصاقه به من إفك وبهتان حسدا من عند أنفسهم للإيقاع به وإيراده موارد الهلاك بعد أن أعيتهم الحيل والدسائس ..

بادر خاله سليم الأزدى متسائلا فى لهفة وقد بدا على ملامحه أنه أكثر القوم فضولا وشوقا لمعرفة باقى حكايته . بعد أن فرغ من إرواء عطشه مسح فمه بكمه ثم وضع آنية الماء جانبا وهو يسأل متلهفا ..............

ــ هيه وماذا بعد يا ابن إدريس , ألن تسمعنا الآن بقية حكايتك وما حدث لك فى أرض الخلافه بعد انتهاء المحاكمه ..

نظر إليه الشافعى ثم إلى من حوله متسائلا وهو يضع راحته على جبهته كمن يحاول أن يتذكر ...............

ــ أين توقفنا يا قوم فقد أنسانا شهى طعامكم آخر الحديث ؟.

إنبرى عبد العزيز مجيبا فى الحال ............

ــ وقفت بنا فى حكايتك عند اللحظة التى خرجت فيها من القصر بعد انتهاء المحاكمه فى صحبة القاضى محمد بن الحسن الشيبانى لما طلب إلى الرشيد أن تكون فى ضيافته , أليس كذلك ؟.

ــ بلى أيها الخال العزيز لقد تذكرت , يا لها من أحداث .

هز رأسه قليلا وهو يتنهد قائلا ...................

ــ إيه .... ما أعظم هذا الرجل وما أكثر فقهه وغزارة علمه وما أعذب تلاوته للقرآن . أقولها شهادة صدق مع اختلافنا كثيرا فى الرأى وفى منابع الفكر وقاعدة الفتوى وأصولها . ما رأيت فى حياتى كلها أو فى أى بلد حللت فيه أحدا يحسن تلاوة القرآن مثله , وما رأيت أخف روحا ولا أفصح لسانا ولا أرجح عقلا من هذا الحبر العراقى البدين ..

بعد لحظات صمت جليل ران السكون خلالها وخيم أرجاء المكان أردف قائلا وهو يهز رأسه ...................

ــ كنت أظن وأنا أسمعه يتلو آى الذكر فى خشوع أن القرآن نزل بلغته . إيه .... أيام رائعة مكثتها فى صحبته لم أفارقه خلالها إلا لضروره . المهم أننا بعد أن خرجنا سويا من دار الملك فى الرقه أخذنا الحديث ونحن فى الطريق إلى داره فى أمور شتى ومسالك متشعبه . كان ساخطا أشد السخط من مسلك صاحبه حماد البربرى ناقما عليه بعد أن علم أنه كان وراء هذه المؤامرة اللعينة التى أتقن صنعها ..

سألته امرأته ...........

ــ ماذا قال لك ؟.

ــ قال لى كلاما كثيرا مبديا دهشته وامتعاضه من مكره وكيده أذكر منه قوله فى هذا الحوار الذى دار بيننا : ………………

ــ والله إنى لفى عجب شديد ودهشة من أمر هذا الكوفى الذى صاحبته زمنا كنت أعلم مذ كنا معا فى الحلقة المالكية فى المدينه أنه يكن لك فى قلبه قدرا من الكراهية والحقد . لكنى لم أتصور يوما أن يتردى إلى هذا الدرك الأسفل من الخسة والنذاله . لا أدرى كيف ظل طوال هذه السنين الماضية وهو يحمل لك فى باطنه الأسود كل هذا الكم الكبير من الحقد والغل . ظننت آنذاك أنها أمورا عابرة كتلك التى تحدثها المنافسة أحيانا بين الزملاء ورفقاء العلم لا تلبث أن تمضى لحالها وتنطوى فى غياهب الزمن وسراديب النسيان ..

ــ ليتها كانت كذلك . غير أنى لا أجد ما أقوله أيها الشيخ الجليل إلا أن أدعو الله تعالى أن يسامحه ويغفر له ما سلف من أمره معى . لم يكتف بما فعله معى بالمدينة قبل سنوات من إيذاء ومهانة بل حاول مرات كثيرة بعد أن صارت له الإمارة وملك زمام الأمور فى اليمن أن يتحرش بى عن طريق بعض أتباعه والعاملين تحت إمرته ..

ــ يتحرش بك . كيف ذلك وما الذى فعله معك هذا الوغد المغرور الأحمق ؟.

إغرورقت عيناه بالدمع وهو يقول فى صوت متهدج حزين ...............

ــ لجأ إلى بعض السفهاء وضعاف النفوس من أذنابه وأطلقهم من ورائى فى كل مكان أغدو أو أروح فيه . يطلقون ألسنتهم مرات بالأذى والسباب والسخريه ومرات بإطلاق الشائعات والروايات الكاذبة الملفقة الباطلة التى تسئ إلى سمعتى وتنال منها وأساليب وضيعة أخرى لا أحب أن أتذكرها أو أذكرها لك ..

ــ عجيب والله ما أسمع . كل ذلك بسبب ما كان بينكما فى المدينة منذ سنوات . حقا لا أكاد أصدق ؟.

ــ لا يا سيدى ليس لهذا فحسب ..

ــ وما الدافع له إذن على هذا اللدد المتصل وذلك العداء وتلك الكراهيـه ؟.

تنهد قائلا ................

ــ إيـه ليس دافعا واحدا إنما أسباب كثيره . منها أننى حاولت مرارا وأنا قاض للبلاد أثناء ولايته إمارة مكة واليمن أن أمنع ظلمه وظلم أتباعه الذين طغوا فى البلاد أن يصل إلى ضعاف القوم ممن هم تحت إمرته . قمت بالفعل برد ما سلبوه وانتهبوه من حقوق إليهم . كان لسانى سيفا مسلطا على ظلمه للناس وطغيانه فى البلاد , فشق ذلك على نفسه وبعث كوامن الغضب فيه , وزاده حقدا وكراهية على ما كان يحمله فى باطنه ..

ــ إعلم يا أبا عبد الله أنه لا يقيم ميزان العدل ولا يركب هذا المركب الصعب إلا أولو العزم من الرجال . يفعلون ذلك وهم يعلمون أنهم سيتعرضون لخشونة الزمان وأذاه . وإنى لأظنك يا صاحبى من أولئك الرجال الذين لا يخافون فى الله لومة لائم ..

ــ لقد بلغ به السفه والحقد الأعمى أن يسلط بعضا من أتباعه ليقطعوا الطريق على مرات ومحاولة إيذائى أحيانا بالضرب وبالسب أخرى . كان ذلك قبل أن يشى بى عند أمير المؤمنين ويلفق لى تلك التهم الشنيعه ..

صمت برهة ثم قال فى صوت متهدج ونبرات حزينه ...............

ــ أخذ يشيع بين الناس من غير حجة أو سند سواء فى المدينة أيام كنا معا أو بعد ذلك فى اليمن عن طريق أذنابه أن قومى من الموالى , وأننى لست قرشيا بالنسب بل بالولاء ..

ــ أجل صدقت والله . أذكر أنى سمعته مرات بالمدينه قبل سنوات يزعم أن جدك شافعا كان مولى لأبى لهب ولم يلحقه عمر بموالى قريش ثم ألحقه عثمان بن عفان من بعد عمر بهم . أجل قال ذلك وأشياء من هذا القبيل لا زلت أتذكر طرفا منها لكن الأمر العجيب حقا وأكثر ما أدهشنى أن يكون الخلاف فى أمور العلم مدعاة لكل هذا الحقد وتلك الكراهيه . لدرجة تلفيق تهم باطلة شنيعة كتلك التهم التى لفقها لك أخيرا وهو يعلم يقينا أنه لا عقاب لها ولا جزاء عليها إلا الموت . أمر عجيب ومحير حقا ..

ــ والله ما ناظرت أحدا يا سيدى وأنت تعلم هذا إلا ولم أبال بين الله الحق على لسانى أو لسانه . فلا بغية لنا من وراء ذلك ولا أرب إلا النصيحة وبيان الحق ومعرفته لا الجدال العقيم أو الحجاج السقيم أو التعصب الأعمى للرأى . وما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلها إلا عظم فى عينى وهبته واعتقدت مودته . ولا كابرنى أحد على الحق ودفع الحجة الصحيحة إلا سقط من عينى ورفضته ..

ــ ذلك هو نهجنا أيضا المهم عندنا هو الوصول إلى الحقيقة سواء كانت فى كلامنا أم كلام غيرنا ..

مرت لحظات صمت وهما يسيران بخطوات رتيبة عاد بعدها ابن الحسن يواصل سابق حديثه قائلا ...............

ــ يذكرنى كلامك هذا بما سمعته قبل سنوات طوال من إمامنا وشيخنا أبى حنيفه فى أخريات أيامه . إن كلماته لا تزال ترن فى أذنى إلى هذه اللحظة كأنما سمعتها منه بالأمس القريب ..

سأله فى لهفة ............

ــ حدثنى بالله عليك بما سمعته من حكم هذا الشيخ الجليل ودعنا من حكايات وذكريات أليمه ؟.

ــ كنت غلاما وقتذاك فى الثانية عشر من عمرى وسمعته ذات مرة وهو يقول موجها كلامه لجماعة من المشتغلين بعلم الكلام ............ “ كنا نناظر أيها القوم وكأن على رؤوسنا الطير مخافة أن يزل صاحبنا مع مخالفته لنا فى الرأى . وأنتم تناظرون وتريدون زلة صاحبكم وهمة أحدكم أن يظفر من صاحبه بشنعة يشنع بها عليه “ ..

ــ ما أعظمه من إمام وما أتقاه سمعت أنه نهى ولده حماد عن الإشتغال بهذا العلم أو تعاطيه ..

ــ أجل لقد وجهه حينا لدراسة علم الكلام ثم عاد ونهاه عنه . ولما سأله ولده عن ذلك وكان له هوى به قال له ............ “ يا بنى إن هؤلاء المختلفين فى أبواب الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والإختلاف “ ..

ــ صدق الشيخ الإمام فإن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال [ لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم الحديث ] صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم" . أجل لأن يلقى الله عبده بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير من أن يلقاه بشئ من هذه الأهواء ………

يتبع.. إن شاء الله............................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 17h40
رد مع اقتباس
  #117  
قديم 15/05/2009, 07h29
الصورة الرمزية سعدالشرقاوى
سعدالشرقاوى سعدالشرقاوى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:408324
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 911
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أستاذنا الفاضل الدكتور/انس
بارك الله فيكم وأطال فى اعماركم
فلا أبالغ إن قلت لك أنت الشمعة التى تنير لنا
طريق العلم والمعرفه
يا صاحب المائدة الدسمه
التى ماينتهى منها الزائر إلا وأحس بالشوق إليها
فأنت الساقى ونحن الشاربين
فلا تقتلنا ظمآ
ونسأل الله لك دوام التوفيق

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 18h14
رد مع اقتباس
  #118  
قديم 18/05/2009, 09h50
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

الصديق الشاعر سعد الشرقاوى صاحب الكلمة الرشيقه
أشكرك من القلب على قراءتك لتلك الصفحات
جبر الله بخاطرك كما جبرت بخاطرى , والله تعالى من أسمائه الحسنى الجبار

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 17h56
رد مع اقتباس
  #119  
قديم 18/05/2009, 09h50
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي

@ إستمر الشافعى يحكى لمن تجمع حوله من أهله ................

ــ ظل الشيخ يقص على ونحن نقطع الطريق إلى داره ذكرياته فى صباه مع الإمام الأعظم وما كان من أمره معه وهو لا يزال غلاما فى مقتبل العمر . كانت المسافة طويلة فأخذنا نتدارس جانبا من فقهه وآرائه وفتاواه . ولمناسبة ذكر هذا الإمام الجليل وإمام دار الهجره مالك بن أنس وذكرياتنا معا فى حلقته العامره سألنى ابن الحسن وكان متعصبا لشيخه أبا حنيفة النعمان بن ثابت : ………………

ــ يا ابن إدريس أود أن أسألك فى شئ على شرط ؟.

ــ أى شرط ؟.

ــ أن تجيبنى فى صراحه ..

ــ سل عما شئت ..

ــ صاحبنا أعلم أم صاحبكم ؟.

ــ تقصد أبا حنيفه ومالك بن أنس أليس كذلك ؟.

ــ بلى ..

ــ تريد المكابرة أو الإنصاف ؟.

ــ بل الإنصاف طبعا ..

ــ ما الحجة عندكم حتى أجيبك على أساسها ؟.

ــ الكتاب والسنه والإجماع والقياس ..

ــ ناشدتك الله أن تقول لى . أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم ؟.

ــ إذ نشدتنى بالله فصاحبكم ..

ــ وسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أصاحبنا أعلم بها أم صاحبكم ؟.

ــ بل صاحبكم ..

ــ فمن أعلم منهما بأقاويل أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم" والمتقدمين . صاحبنا أم صاحبكم ؟.

ــ اللهم صاحبكم ..

ــ لم يبق إلا القياس أليس كذلك ؟.

رد محمد بن الحسن على عجل كمن ظفر بالحجه : بلى وصاحبنا أقيس من صاحبكم ..

ــ القياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لا يعرف الأصول على أى شئ يقيس ؟. شيخنا مالك أعلم بكتاب الله تعالى وناسخه ومنسوخه وسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ومن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كان هو الأولى بالكلام والفتوى ..

سكت برهة وأردف قائلا .................

ــ ومع هذا أقر أن أبا حنيفة لو بنى على أصول أهل المدينة لكان الناس كلهم عيال فى الفقه عليه . لكنه بنى على أصول هى فى بعض الأحوال أضعف من الفروع ..

ــ لا تعجل على يا صاحبى فلسوف تشهد الأيام القادمة بإذن الله محاورات كثيرة بيننا فى هذه القضايا . لكنا وصلنا الآن إلى الدار وآن لك أن تريح جسدك المكدود قبل أن تستأنف العمل ..

سأله الشافعى وهو يشير بيده على بناية جميلة تحيط بها الأشجار الكثيفة ونباتات الزهور من كل جانب فى نسق بديع يخلب الألباب ...........

ــ أهذه دارك ؟. ما أروعها ..

ــ أجل هذه هى دارى المتواضعه التى اتخذتها بالرقه مذ كنت قاضيا عليها قبل أن أتولى مهمة قاضى القضاه . لى دار أخرى فى بغداد أكبر من هذه وأكثر رحابة لكنى أفضل البقاء هنا فى هذه الدار وبالذات إذا كنت عاكفا على كتاب جديد ..

ــ ولم أيها القاضى ؟.

ــ السكون هنا وهدوء هذه المدينه يعيننى كثيرا على الكتابة والتأليف بعيدا عن الضجيج والزحام وصخب الأسواق وكثرة اللجاج فى بغداد . تفضل أيها الضيف الكريم ………………

يتبع.. إن شاء الله............................


@ واستمر الشافعى..............

ــ ما إن دخلنا داره وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث بادرته متسائلا عن شئ لاحظته على باب داره ………………

ــ من هذا الرجل الذى رأيته قائما على باب الدار يا ابن الحسن ؟.

ــ من “ رباح “ ؟. إنه رجل أقمته وكيلا مكانى عهدت إليه بالقيام بكافة أعمالى الشخصيه لما رأيت أنها ستشغلنى عن مهام العلم والتأليف . ونبهت على أهلى جميعا ألا يسألونى بعد اليوم أى حاجة من الحوائج وأن يأخذوا ما بدا لهم من وكيلى هذا ..

ــ ما أحسن ما صنعت فإن هذا أفرغ لقلبك ..

مضت لحظات من الصمت كان الخادم خلالها يصب فى أكواب وضعها أمامهم من إبريق فى يده شرابا ساخنا . أخذوا يرتشفون منه فى صمت قطعه الشافعى متسائلا ................

ــ أين كتبك يا ابن الحسن ؟.

إبتسم قائلا ....................

ــ لا تعجل بعد أن نشرب هذا الشراب المنعش الدافئ ونريح أقدامنا المنهكة من طول المسير سأريك كل ما عندى . إنى أحتفظ هنا بكل ما كتبت فى غرفة خصصتها للإطلاع والتدوين لا يدخلها أحدا غيرى ..

أخذه من يده وظل يمشى به فى بهو طويل حتى وصلا إلى عتبة درج . أخذا يرقيانه على مهل إلى أن وصلا للدور العلوى من الدار . وفى حجرة منعزلة تقع فى ركن بعيد كأنها خلوة ناسك أو صومعة راهب نظر الشافعى أمامه فهاله ما رأى . صفوفا متراصة من الكتب ينوء بحملها بعير حوالى ستين سفرا فى أحجام متباينه . أخذ يعرفه ببعضها قائلا ...................

ــ هذا كتاب الجامع الصغير دونت فيه أكثر من ألف وخمسمائة مسأله . وهذه الأسفار السته لكتاب المبسوط وهذا كتاب الرد على أهل المدينه . أما هذا فهو كتاب السير فى فقه الحرب وهو من أعز الكتب عندى وأحبها إلى قلبى ..

تهلل وجه الشافعى قائلا .................

ــ هو هذا الكتاب إذن ؟. سمعت به وبما بين دفتيه من علم غزير وتمنيت أن أقرأه يوما ما ..

ــ لما سمع به أمير المؤمنين هارون الرشيد بعث إلى بولديه الأمين والمأمون ومعهم سائر الأمراء ليطلعوا عليه وليتعلموا ما فيه مـن علـوم ..

قال الشافعى متوسلا ..................

ــ ليتك تعيرنى إياه يا شيخ العراق ؟.

ــ معذرة أيها الصاحب إلا هذا الكتاب . لا أستطيع إعارتك إياه , ولا تسألنى عن السبب عافاك الله ..

رد الشافعى مرتجلا فى حينه وعلى شفتيه ابتسامة ودودة صافيه :
العلم ينهى أهله .. أن يمنعوه أهله

لعلـه ببذلـه .. لأهلـه لعلـه ..


إبتسم ابن الحسن قائلا وهو يمد يده إلى الكتاب ويناوله للشافعى ..................

ــ إيه لا أجد ما أرد به عليك . طلبته عارية وأنا أعطيه لك هدية لقد غلبتنى كعادتك أيها القرشى اللبيب ..

وعلى منضدة خشبية كانت المحبرة والريشة وأوراقا كثيرة متناثرة توحى أن هناك كتابا يعكف الشيخ عليه ولم يكتمل بعد . سأله عنه بعد أن أبدى إعجابه ودهشته مما رأى ..

رد ابن الحسن قائلا ................

ــ هذا كتاب الجامع الكبير وضعته فى التفسير والأصول لم أفرغ منه بعد ..

ــ إسمع يا ابن الحسن لا يزال معى خمسون دينارا من عطية أمير المؤمنين إدخرتها لأمر فى نفسى ليتك تعيننى عليه ..

ــ مقضى إن شاء الله ما هو هذا الأمر ؟.

ــ أريد أن أنسخ من هذه الأسفار كلها نسخا آخذها معى حتى أتدبر ما فيها على مهل منى ..

ــ كنت أعلم يقينا أنك ستطلب منى ذلك وهى مسألة يسيرة بإذن الله . إذا كان الغد ذهبنا إلى سوق الوراقين وأحضرنا أمهر من فيهم هنا فى دارى ليعكفوا عليها وينسخوا لك نسخا منها . لن تغادر العراق بإذن الله إلا ومعك نسخا من جميعها ..

ــ وها هى أجرتهم وثمن القراطيس الخمسين دينارا التى ادخرتها ..

ــ أمسك عليك دراهمك يا شافعى فأنت ضيفى وأنا كفيل بأجرهم ..

ــ معذرة أيها الشيخ لن يدفع أجرهم أحدا غيرى ..

وبينما كانا يتابعان حديثهما إذ دخل عليهما أحد الغلمان يحمل بكلتا يديه صينية كبيرة عليها غطاء تحته صحافا كثيرة للطعام وضعها على منضدة قائلا ........

ــ الطعام يا سيدى ..

ــ هيا يا صاحبى إلى العشاء أولا وبعده سنجلس سويا لنشرع فى قراءة كتبى . لن تغادر العراق بإذن الله تعالى إلا وقد أقرأتك كل ما كتبت ..

ــ كأنك تقرأ حقيقة ما يدور برأسى . والله إن هذه هى لأمنيتى ترددت أن أفاتحك فيها كى لا أشق عليك ..

يتبع.. إن شاء الله............................

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 18h10
رد مع اقتباس
  #120  
قديم 23/05/2009, 23h05
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

كناسِكي المحاريب
تواصِل لضم المسبحة ، فلا يشغل بالك من مَرَّ أو وَلـَّى
و هذا دأب المتبتلين



لك الورد ، سيِّدي ، ينحني تحت وطءِ شذاك



__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 23h13.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd