صفحات من كتاب الصيف والشتاء 
أمل دنقل 
1 - حمامة 
 
حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ 
 
واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ 
 
تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ 
 
في كبدِ الأَشياءْ: 
 
تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ 
 
(كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ.. 
 
تَحْلُمُ في استِرخاءْ) 
 
طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ 
 
لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ 
 
وفجأةً: دندنتِ الساعه 
 
ودقتِ الأجراسْ 
 
فحلَّقتْ في الأُفْقِ.. مُرتاعهْ! 
 
أيتُها الحمامةُ التي استقرَّتْ 
 
فوقَ رأسِ الجسرْ 
 
(وعندما أدارَ شُرطيُّ المرورِ يَدَهُ.. 
 
ظنتُه ناطوراً.. يصدُّ الطَّيرْ 
 
فامتَلأتْ رعباً!) 
 
أيتها الحمامةُ التَّعبى: 
 
دُوري على قِبابِ هذه المدينةِ الحزينهْ 
 
وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسى.. والذُّعرْ 
 
حتى نرى عندَ قُدومِ الفجرْ 
 
جناحَكِ المُلقى.. 
 
على قاعدةِ التّمثالِ في المدينهْ 
 
.. وتعرفين راحةَ السَّكينهْ! 
***