فإذا مسَّ القَرحُ (مصرَ) بيومٍ = فالوفا زادٌ ، والحمى بفداءِ
 
كمْ توالى الأعداءُ بغيًا عليها = كي ينالوا منْ عصمةٍ ، وإباءِ
 
إنَّما شعبُ (مصرَ) ، شعبٌ أبيٌّ = ما حنَى الرأسَ للعِدا ، وَ العِداءِ
 
حاملُ العهدِ ، رفعةٌ ، وَ ولاءٌ = فائحُ الوِدِّ ، كالشَّذا بِفضاءِ
 
فرجالٌ حينَ الخُطوبِ لُيوثٌ = وَنساءٌ في الحزمِ عينُ التجاءِ
 
إنَّ مصرًا نساؤها (كَوكبٌ) كالـْ = بدرِ في أكبادِ الدُّجى بِسَّناءِ
 
قد دَفَعنَ الرِّجالَ صوبَ عَلاءٍ = وَ بَنَينَ الأجيالَ خيرَ بناءِ
 
هنَّ عونٌ حينَ الكروبِ ، وَ غوثٌ = نعمةٌ تسري كالهواءِ ، وماءِ
 
أمهاتُ الأحرارِ في كُلِّ دهرٍ = دُمْنَ نبراسَ العلمِ ، والعُلَماءِ
 
وَ لهُنَّ الأزمانُ بالحقِّ تروي = قصةً تلوَ قصةٍ بالوفاءِ 
 
فاسألوا النِّيلَ ، وَ الفلا ، كُلَّ غادٍ = واسألوا مجدًا دامَ بالعظماءِ
 
ما نبا سهمٌ في الوغى ، وَ حُسامٌ = ما غفا جندٌ عنْ حمى ، وَ فداءِ
 
شعبُ ( مصرَ ) ما استَرهَبَ الغدرَ يومًا = وَ سِوى ( اللهِ ) ما دعا لنجاءِِ
 
كُلَّما أحكمَ الدُّجى منْ حِدادٍ = قد زوى (الفجرُ) في دموعِ العزاءِ
 
إنَّما ( الصُّبحُ ) رغمَ قيدٍ ، وقهرٍ = أبصرَ النُّورَ في عيونِ الوفاءِ
 
( مصرُ ) أنتِ الآمالُ يسري شذاها = هبةُ النّيلِ ، مَهودُ الحُكَماءِ
 
لا يَغُرَّنَّكِ الحديثُ بوعدٍ = مثلُ ظمأى ترنو لكأسٍ خَواءِ
 
فبلوغُ الأمجادِ ليسَ محالاً = إنَّما المجدُ مَنْ سعى للبقاءُِ
 
شعبُ ( مصر ) شعبٌ عريقٌ = وَ سليلُ الأطهارِ ، والفُقَهاءِ
 
شعر مراد الساعي