محمد الجموسي في دور القهواجي
أمّا السهرة فقد خصصتها أم كلثوم الى الاستماع الى الفنان محمد الجموسي الذي كان قد عرفته في الاربعينات من القرن العشرين عندما استقر بالقاهرة بدعوة من عميد المسرح العربي يوسف وهبي فمثل في بعض الافلام المصرية تحت اسم (محمد التونسي) ولحن للمطربة المصرية شافية احمد تلك الثنائية الغنائية (وينك يا غالي).
لكن الجموسي فاجأها بأغنية طريفة ذكرتها بلوحة الصنايعية للعملاق سيد درويش المأخوذة عن ذلك المثل المصري «سبع صنائع والبخت ضايع» ذلك ان مهنة القهواجي تعد صناعة لها نواميسها ولها روادها فكان الجموسي ذلك الشاعر الذي رسم بالكلمات دور ذلك القهواجي:
«قهواجي قهواجي
هـات لي قهيـوة
سخونة سخونـة
سخونة حليوة»
وللامانة الفنية اشير الى كلمة «يدور» لا وجود لها في المتن الزجلي الاصلي لتلك الاغنية «قهواجي يدور» وانما عوض ذلك الفعل بالدم الايقاعية
«قهواجي (دم) قهواجي (دم) هات لي قهيوة».
كما اعجبت باللوحات الراقصة للراحلة زينة واختها عزيزة والفنان الشعبي الهادي حبوبة وعزف امير الكمان رضا القلعي. واذا كان الشيء بالشيء يذكر.
فإنّ هذه (الدم) الوقع القوي في الوحدة الايقاعية يذكرني بقصيد:
كما أن استاذ المرحوم الهادي العبيدي (1985 ـ 1911) الذي كان حضر ذلك الحفل رفقة زميلي من جريدة «العمل» (الحرية اليوم) المرحوم محمد السقانجي (1991 ـ 1938) كان مشدود الاعصاب وقد تعكر مزاجه وهو الموسوم بالعصبية المفرطة جراء ذلك الهتاف الشديد والصفير العنيد للجماهير قبل انتهاء القفلة.
لكن ذلك لم يحل دون تالق ام كلثوم التي كانت (منبسطة) غاية الانبساط كما يقول المصريون فأعادت أداء كل مقطع من مقاطع تلك القصيدة العصماء وخاصة مذهبها «هل رأى الحب سكارى مثلنا».