العثور على الاسطوانة الضائعة لأغنية أم كلثوم
بقلم: صبيح الحافظ
جريدة الصباح العراقية
في اربعينية وفاة ام كلثوم التي صادفت في شهر اذار 1975 أصدرت مجلة(الاذاعة والتلفزيون) العراقية ملفا بالفنانة الراحلة ام كلثوم ومن مواضيع ذلك الملف موضوع يخصني بشكل رئيس وتفاصيله كما يلي.
في عام 1962 ومن خلال ترتيب وتنظيم المكتبة التي ورثتها عن والدي وكانت تضم عددا من الكتب والمجلات والدوريات مثل مجلة الاثنين المصور واخر ساعة والهلال والمختار وغيرها التي كانت ترد للعراق من مصر بالطائرة،وتضم ايضا عددا من الاسطوانات الغنائية لعبد الوهاب وام كلثوم وغيرهما من المطربين المشهورين وعند تصفحي لمجلة (كل شيء) وجدت موضوعا يتحدث عن اغنية لام كلثوم بعنوان (ياروحي بلاكثر اسية) وهي من الحان فتاة اسمها (الانسة ليلى فرح من الاسماعيلية) مع وضع النوطة وكلمات الاغنية في وسط المقال المنشور في جريدة (كل شيء) والمذكورة انفا.
في البداية لم يلفت نظري من الموضوع غير امرين الاول ان الاغنية هي من الحان امراة وليس رجلا ثم كيف اتفق ان قبلت ام كلثوم ان تغني من الحان امرأة غير معروفة في عالم الموسيقى؟ في الوقت الذي يتسابق ويتنافس الملحنون الكبار امثال محمد القصبجي والشيخ ابو العلا وزكريا احمد وعزت الجاهلي وفريد غصن وبليغ حمدى ومحمد عبد الوهاب وكمال الطويل وسيد مكاوي واخرين في سبيل ان تغني ام كلثوم الحانهم الا اني وبعد فترة من الاهتمام الذي اوليته للمسالة فسرت الامر على اساس انه ليس من الغريب ان تغني ام كلثوم لملحنة غير معروفة من ولكن يمكن ان يكون ذلك حدث في بداية حياتها الفنية ولكوني من عشاق الموسيقى والغناء اخذت الموضوع بنظر الاهمية والاعتبار ما دفعني ذلك ان اتصلت بالاستاذ عبد الحميد الدروبي وكان انذاك يقدم برنامج (الرفوف العالية) وكان هذا البرنامج يعني بالاغاني القديمة والتي تقادمت وقل بثها الا نادرا ولهذا وضعت في الرفوف العالية وسألته فيما يخص اغنية ام كلثوم (ياروحي بلاكثر اسية) الا انه اخبرني بعدم وجود تسجيل لهذه الاغنية في مكتبة الاشرطة الموسيقية ومع ذلك فلم اتوقف في محاولاتي للعثور على الاسطوانة بحيث اصبحت اتردد على محال التسجيل وبيع الاسطوانات القديمة في سوق الهرج بشارع الرشيد صباح كل يوم جمعة وبشكل منتظم من اجل العثور على تسجيل لهذه الاغنية التي اصبحت تستأثر بالمزيد من اهتمامي اليومي الى درجة كنت حينما اسمع بان هناك اسطوانات قديمة معروضة للبيع في احدى المزادات اسارع لشرائها لعلي احصل على مبتغاي ولكن من دون جدوى.
وفي محاولة اخرى انني ارسلت عددا من الرسائل البريدية الى مصر عن طريق نقابة الفنانين للاتصال بام كلثوم او الاذاعة المصرية وللاسف لم اتلق جوابا من كل الجهات ما دعاني الامر الى اعادة المجلة الى الدرج في المكتبة.
وفي عام 1975وبمناسبة اربعينية وفاة ام كلثوم اخذت الصحف والمجلات بكتابة المواضيع بخصوص هذه المناسبة استرجعت تلك المجلة (كل شيء) وذهبت الى دار الاذاعة واتصلت بالاستاذ سعاد الهرمزي والمخرج كمال عاكف اللذين كانت تربطني معهما معرفة سابقة وطرحت الموضوع عليهما فارشدني الاستاذ كمال عاكف ان اتصل بالفنان داود القيسي رئيس قسم الموسيقى في اذاعة بغداد والذي طلب مني احضار المجلة والمسجلة فيها النوطة وكلمات الاغنية ثم اجرى حوارا معي بهذا الخصوص نشر في مجلة الاذاعة والتلفزيون العدد (130) في 1975/3/16 بقلم الزميل سمير سالم داود وبعد مرور اكثر من سنة وتقادم الحديث عن ام كلثوم في الصحف والمجلات جاءني رجل الى مقر عملي في وزارة الاشغال والاسكان واعلمني بوجود الاسطوانة المفقودة لاغنية ام كلثوم لديه وهي موجودة في بيته وفعلا ذهبت معه الى داره الواقعة في زقاق بمحلة قنبر علي بشارع غازي وقد اخرج الاسطوانة من مجموعة كبيرة من الاسطوانات التي كان يمتلكها وهي من انتاج شركة كرامفون ثم قام بتشغيلها على جهاز وفعلا كانت هي الاسطوانة المنشودة ولكنها غير صالحة لكثرة التقطعات فيها (اي مشروخة) ومع ذلك اعلنت له عن رغبتي بشرائها ولكنه طلب مبلغا كبيرا ثمنا لها (500) دينار معتقدا ان دار الاذاعة سوف تشتريها بهذا المبلغ ولكون الحدث قد قل الاهتمام به لم تتم الصفقة وذلك الانتفاء الحاجة اليها اضافة الى انها غير صالحة.
تعقيب :
هذه الأسطوانة من اوائل ما رفع فى منتدى سماعى وبجوده عالية والشيىء المفيد من هذا المقال
هو اسم المؤلفة والملحنة وهى فتاة اسمها (الانسة ليلى فرح من الاسماعيلية)
ترى هل هذا صحيح ؟