* : نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 07/09/2025)           »          ملفات بجودة عالية من الأعضاء لقسم العراق - 2017 (الكاتـب : نور عسكر - آخر مشاركة : يونس حسين - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 07/09/2025)           »          أغـاني مجهولة .. من المؤدي ؟ (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 15h06 - التاريخ: 07/09/2025)           »          محمد أفندى سلامه (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 12h27 - التاريخ: 07/09/2025)           »          بديعة صادق- 22 أغسطس 1923 - 7 يناير 2010 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 12h00 - التاريخ: 07/09/2025)           »          كاريمان (الكاتـب : FAROUK_EL_SHAFEI - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h51 - التاريخ: 07/09/2025)           »          إسماعيل شبانة- 6 ديسمبر 1919 - 28 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h43 - التاريخ: 07/09/2025)           »          محرم فؤاد- 25 يونيو 1934 - 27 يونيو 2002 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h38 - التاريخ: 07/09/2025)           »          توفيق الآلايلى - تقاسيم و اعمال (الكاتـب : hussien dawoud - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h31 - التاريخ: 07/09/2025)           »          سيد إسماعيل- 1928 - 11 يناير 2006 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 09h51 - التاريخ: 07/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. شعر الفصحى

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 14/11/2007, 05h57
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

الرُّتوشُ الأخيرة ُ
في لوحةِ الخيل ِ والبحر



في مَرَاياكِ أدخلُ ..

أ ُبصِرُ وجهي القديمَ


عِناقَ النوارس ِ للبحر ِ


رَقرَقة َ الموج ِ في وسع ِ عينيكِ

..


أ ُخرجُ من كـُوَّةِ الذكرياتِ هَداياكِ :


- أقلامَكِ الأبَنوسَ


- مَحارا ً تـَوَسَّدَ أسرَارَنا


- خاتما ً هَجَرَ الإصبَعَين ِ


ونامَ على حُزنِهِ


- وردة ً أسلمَتْ للفصول ِ بَكارَتـَها


- لوحة َ الخيل ِ والبحر ِ


- كوفِيَّة َ الصُّوفِ


- ديوانَ درويشَ


- صورَتـَكِ المدرسية َ ذات الضفائِر ِ


- تاريخَ ميلادِ لهفتِنا


- أغنياتٍ لفيروزَ ..


تـَوْأمَتِ البحرَ والعُشبَ


- آياتِنا في كتابِ الجنون..


في مَراياكِ أدخُـلُ


أمسَحُ عنكِ غبارَ السنين ِ

وأخرُجُ ..


رَجفـَة َ ضوءٍ


صَدَى شهقةٍ


قطرة ً من حَنين

..


سأعتادُ حُزني


وأ ُلقي على مسمع ِ النور ِ والظلِّ


فقرة َ شِعر ٍل ( لـوركا )


و أطفو على ماءِ نـَهدَيكِ


أصطادُ بعضَ الفـَرَاش ِ وأ ُطلِقهُ


أستعيدُ الرتوشَ الصغيرة َ


في لوحةِ الخيل ِ والبحر ِ


أغمِسُ ريشَ القصائِدِ


في حِبْر ِ شـَعركِ


أرقصُ في ساحةٍ للعُراةِ


أغني لفيروزَ حتى يُجَنَّ الفضاءُ


( ألمْ يكن البحرُ عِطرا ً نـُرَشرشـُهُ تحتَ آذانِنا


في الصباح ؟! )


( ألم يكن الليلُ بوابة َ الحُلم ؟! )

..


مِلءُ يَدي الآنَ رَملُ الكلام


مِلءُ أشرعَةِ الراحلينَ


رَفيفُ الخِتام


والمناديلُ في الأ ُفـْق ِ


طيرٌ يُلـَوِّحُ للشاطئ ِ المُستـَكين ِ


ولستُ جديرا ً بفـَكِّ طلاسِم ِ


هذا النواح البعيد


عودي إذن يا يقيني الوحيد


فاضَ ليلُ ارتقابِ المُسافِر ِ


وانفرَط َ الوقتُ من قبضةِ الإنتظار ِ


فكيفَ سيمتلئُ الكوبُ بالبحر ِ..


والناىُ بالأغنياتِ الحزينةِ ؟!


عودي إذن يا يقيني الوحيد


أنا آخرُ العاشقينَ


( أنادِيكِ )


بوحُ الجنون أنا .. و هديلُ الحَمام ِ


( أناديكِ)


هَمهَمة ُ الضوءِ في شَهَقاتِ المصابيح ِ


دَمدَمَة ُالبَحر ِ


نـَهنـَهَة ُ الوردِ تحت الغيوم ِ


( أناديكِ)


لا شىءَ


لا شىءَ غير الصَدىَ



يمامٌ يَحُط ُّعلى شـُرفةِ القلبِ


ثم يطيرُ إلى شـُرفةٍ في المدىَ

..


تنامُ البيوتُ ..


فيستيقظ ُ الحُزنُ


ينشرُ دُخانـَهُ في الشوارع ِ


أدخلُ في مِعطفي


أتهيأ ُ للمشىِّ فوق رصيفٍ


يُقاسِمُني الصمتَ


يُدخِلني الليلُ غاباتِهِ


ويبوحُ بأسرارهِ


ضبابية ٌ طـُرقاتُ المدينةِ


والموتُ حبلُ وريدٍ وأدنىَ


هل الآن تستمعين لوقع حِذائي)


على شارع ٍ مـَيِّتِ ؟! )


كنتُ أسألُ عينيكِ :


أين الطريقُ إلى البحر ِ؟!

..ً

تاهَت نوارسُنا كلها


والحدائقُ فـَكـَّت ضفائِرَها في الرياح ِ


ولم يبقَ غير الفـَراش ِ المُحَنـَّطِ


فوق الجدار ِ

..


أنـَحتكمُ الآن للصمتِ


والمطر ِ المتساقِطِ خلفَ الزجاج ِ؟!


أنـُطلِقُ أحزانـَنا في سماواتِ (موتسارت) ؟!


نـَنسَى الرُّتوشَ الصغيرة َ


في لوحةِ الخيل ِ والبحر؟!


ماتت طيورُ الكناريا بأقفاصِها


أما قلتُ: لا تفتحي النافذة ؟!


إن بَردَ ينايرَ أعنفُ من ريشِها


الزَّغـَبيِّ


أما قلتُ ؟!


إستريحي على كـَتِفـَيَّ إذن


ودعي الشاىَ يَبرَدُ


والشمعَ تطفِئهُ همهماتُ النـَّشيجْ


كلُّ ما ادَّخـََرَتهُ العصافيرُ للريح ِ..


ضاعَ


وأنتِ التي أملِكُ الآن


من شجَر ٍ وغصُون ٍ


وأنتِ التي ....


دَثـِّريني إذن بالظلال ِ


فإنـِّيَ أخجَلُ من عورتي

..


ستأتيكِ مِنـِّي البشائرُ ..


أطفأتُ مصباحَ قلبي


مزقتُ ديوان درويش


حَطـَّمتُ أقلامَكِ الأبـَنوسَ


محوتُ الرتوشَ الصغيرة َ


في لوحةِ الخيلِ والبحر ِ


بعثرتُ ريشَ القصائِدِ


أغلقتُ سِفـْرَ الجنون ِ


ستأتيكِ مِني البشائرُ ..


قايضتُ ضوءَ المصابيح ِ ،


بالبرق في عُـريِـِهِ


رتوشي الصغيرة َ

في لوحةِ الخيل والبحر ِ،

بالضَّحِكِ المستعار ِ


دَمي ،


بمِدَادِ الغروب المُحَدِّق ِِ


ولتـَصْهَل الخيلُ في أ ُفقِها كيفَ شاءَت


( أنا سيدُ الصمتِ )


وليرعد البرقُ في لـَيلِهِ كيفَ شاءَ


( أنا سيدُ الصمتِ)


أمضي على شارع ِ الموتِ


ظِلَّ فـَتىً ..


شبَحا ً أسوَدا


من مراياكِ
أخرُجُ مستسلما ً للخريفِ


وليس لوقع ِ حِذائي صَدَى


يَمامٌ يَحُط ُّعلى شـُرفةِ القلبِ


ثم يطيرُ إلى شرفةٍ في المَدَى



ويتركني


عند قبر انتظاركِ


منفردا ً


شاهِدا


- ديوان درويش : نسبة إلى الشاعر الفلسطينى محمود درويش

- لوركا : الشاعر الاسبانى جارثيا لوركا

- موتسارت : الموسيقار النمساوى أماديوس موتسارت
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 11/07/2009 الساعة 13h49
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15/11/2007, 01h13
الصورة الرمزية حسن كشك
حسن كشك حسن كشك غير متصل  
أسد الإسماعيلية
رقم العضوية:27222
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,046
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

رائع كعادتك ياكمال
ماكل تلك الرقة والرقى والصور الرائعة الجمال
بتجيب التعبيرات دى منين ياشاعرنا
بس بلاش تكتب معانى كلمات فى اخر القصيدة لانى
اظن ان من يقرا الشعر ويستوعبه لابد ان يكون على
مستوى ثقافى يعرف به من هو لوركا وموتسارت
اما اذا كنت تظن ان بعض الكلمات قد تبدو غامضة فعلا
فاستبدلها قبل نشر القصيدة بكلمات اكثر وضوحا ولا هى حبكت
لكنك رائع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15/11/2007, 02h30
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر


الأستاذ حسن كشك ..

أشكرك على مرورك الكريم ، و رأيك يهمنى لأنك شاعر أيضا ( اوعى تكون نسيت ) .. و انت بتنور أى حتة تعدي عليها ..
و أنا متأكد انك عارف موتسارت و فاجنر و كورساكوف و فيردى و كل العالم الحلوة دى ..

بس أعمل إيه فى واحد زى عمنا هانى حازم ، هايفتكر إن (درويش) هو عم درويش الحلاق اللى حداهم فى البلد ، و اللى بيحلق شعر و دقن مقابل خرطة مِش أو شوية بلح أبريمى

أتمنى أن يوفقك الله فى ( ميثاق سماعى )
و نـَفـَس أخونا هانى معاكم ..
بس خللى بالك أحسن دا واكل بصل
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19/11/2007, 03h11
الصورة الرمزية هانى حازم
هانى حازم هانى حازم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:29559
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 53
المشاركات: 99
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لَمَا كانت قصيدة حضرتك رائعة
فأشادت بها الالسنة
فلن ازيد فى المدح ( على حق دون مجاملة )
فهى كأخواتها تحفة جميلة فى ( جلرى ) عمنا سمعجى

ولكن ....

هذه المرة اعتراك طيف انسام نزار
فأستعرت منه ( أسوء ما فيه ) من وجهة نظرى
وهى تلك الصور والتشبيهات الجسدية
وهذا ما أخذه عليك يا أخى
و أطفو على ماءِ نـَهدَيكِ

ثم هناك بعض الكلمات صعبة الفهم
على الاقل على أمثالى وهى :
الزَّغـَبيِّ - النـَّشيجْ

كما ارغب من فضلك توضيح المعنى والمقصد فى
آياتِنا في كتابِ الجنون..

كما لم يحافك التوفيق فى
عودي إذن يا يقيني الوحيد

فنحن حتى عندما نحلق فى فضاء الشعر
بصورهِ ومعانيهِ وتشبيهاتهِ
فهناك بعض المفاهيم الرواسخ التى يجب علينا عدم تعديها
فهل تجد فى الوجود يقين أو حقيقة ثابتة
فيما عدى الموت

والا ترى أن فى تشبيه المحبوبة بالموت
هو زم زتقبيح

ثم نجد منتهى الغرابة فى خاتمة القصيدة
نجدك توضح أسماء هى اعلام وشموس الفن العالمى
أمثال (لوركاوموتسارت ودرويش )
ولا توضح الاسماء الغريبة المعقدة
فمن هى فيروز


وفى النهاية سيبقى السؤال
هل ستحُط بنا الحمائم يا أ. كمال

وإلى أين ستأخذنا الرحلة القادمة يا صديق
إلى بحر مظلم أم إلى سماء مشرقة

ما أجمل تلك التعاويذ السحرية
هل كنت تعيش العصر الفرعونى
هل تَتَلمذت على يد كبير سحرة فرعون

تَتَغنى الكلمات على شفَتيك
فتطيرٌ إلينا جبال معاني

نتعب نسهر ونتصبب عرقا
فى تفتيت الجبل الحريري الناعم
لنصل للفهم الواعي للكلمات



لك منى كل الحب والى اللقاء
__________________
رأيي صواب يحتمل الخطأ *** و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19/11/2007, 10h17
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

الأستاذ هانى ..

مش قلت لك أدخل نام إنتَ .. و آهو تريحنا من شغبك
عموما ، سأحاول تفسير أطروحاتك على قدر معرفتى ، و آهو ينوبنى فيك ثواب ..

أما عن نزار ، فبرغم شدة أمواجه التى غرق فيها مَن غرق ، و لكن الشاعر الذى يحاول أن يكتب بنكهته الخاصة ، عليه أن يتشمم كل الورود ، ليس فى حديقة الشـِّعر وحدها ، و إنما فى كل حدائق المعرفة ، ليستطيع أن يتمايز ، و يكوّن شخصيته و اتجاهه و روحه التى لا تشبه أحدا ، ثم يكتب ، بشرط : أن يكون لديه ما يقول!

( هناك شروط أخرى مش حاتاخد انت بالك منها ، بسبب جرعات المِش اليومية )

أما الطيبون من أمثالك ( الذين يرثون الأرض غالبا ) ، فلا يحبون رؤية الأشياء إلا من بُعدٍ واحد ، فالتأملات لها سقف لا تتخطاه ، و الخيال يجب ألا يشتط ، و وجهة النظر لها إطار ( ثيوقراطى ) بالأساس ..

فأنت ترى مثلا أن الأستعارات الجسدية ( عيب )، و أنا أتفهمك فى هذا يا ( شيخ ) هانى ( أيها العملاق ) .. لأنى أخمن إطارك المعرفى ، و مرجعيتك الأحادية ، و لكن أيضا لأنك من الطيبين الذين يرثون الأرض غالبا ً ، فأنت تلامس السطح الأملس الناعم للمفاهيم، و تقول : يا حلاوة ، دى مُريحة و ناعمة ، أنا لازم أدعو كل الناس ( للملاسة ) .. وآهو يبقى بثوابُه..

الأستاذ هانى .. هناك ثمن باهظ للمعرفة ، أدعو الله أن يجنبك إياه ..
و دلوقتى بقى .. تعالى ننزل على الأرض ..

1- الإستعارات الجسدية ليست قاصرة على شاعر بعينه ( و الأمثلة بالآلاف ) ، أنظر ما هو متاح هنا مثلا فى المنتدى ( فى أشعار العرب )، قصيدة صلاح عبد الصبورالرائعة ( الظل و الصليب )

2- الصورة ( أطفو على ماء نهديكِ) لا علاقة لها لا بالجنس و لا بنزار ،
غير أن تلقيك المباشر للفظة النهد ، أحدثت لديك إلتباسا ً، و اللفظة فى ذاتها
لا تمنح إيحاءا ً إلا داخل جملة و سياق ،فعليك لكى ترى الفيل كاملا ، أن تبتعد عن الصورة !

أما عن نزار ، فليس من شاعر ٍ يحتكر لفظة بعينها( النهد مثلا )، و لا موضوع بعينه ( الجسد كما تتخيل أنت )
فالتداخل عندك هنا مزدوج ، بل ثلاثى الأبعاد ( ربما بسبب النـَّظارة )
و بدا عندك كالتالى :
( نهد ! يبقى جنس،،، جنس ! يبقى نزار ،،، نزار ! يبقى الشاعر متأثر بيه فى الحِته دى ) .. يا سلام على المَلاسة ، و ترييح الدماغ ..
منكوا لله ..دا انتوا ماليتوا البلد و عاملين زحمة فى المواصلات !

أما كلمة ( آياتنا ) ، فالآية فى اللغةِ هى العلامة و الدلالة ( أنظر المعجم )
و يقول الله سبحانه و تعالى مخاطبا فرعون : ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) ، فليس بالضرورة أن تنسحب كلمة آية أو آيات على مفهوم بعينه ، ففرعون هنا ( آية ) و لكن للعِبرة و عاقبة الظلم ..

أما ( عودى إذن يا يقينى الوحيد ) و قولك أن اليقين الوحيد هو الموت ، فأنت ترى الأمر بذهنية مباشرة ، لا تتناسب و التجربة الإبداعية ، فالنص كعمل إبداعي ، يتم تناوله من داخله و ليس من خارجه ، فلا يحق لك أن تضع جملة شعرية بكل ما تحمله من إيحاءات و دلالات ، داخل سياق آخر له إطار إنفعالى مختلف .. و الشـّعر دوره الإحالة إلى بُنىً تختلف عن المباشر و السائد ، و هذا الأمر يتطلب درجة من الوعى عند المتذوق أو المتلقي ، و إلا فليتوقف العالم عن الإبداع ، و الشاعر الذى يرى القمر مثلا مجرد رغيف من الخبز ، فهو مجنون ، لأنه خالف منطق الأشياء !!

أما عن الشموس التى أ ُعَرِّفها فى نهاية القصيدة ، فأنا عارف أنك ( كعملاق )عارف كل أدباء اسبانيا ، لوركا و سرفانتس و ألبارث و دى ميندوزو و دى لاباركا ، و أمُّ الكـَط بتاعة البط ..
و بعدين إزاى ما تعرفشى فيروز يا أخى ؟! فيروز .. بتاعة معانا ريال معانا ريال

آه .. نسيت .. تعريف الكلمات ..

: الزغبىّ من زغب ، و دا غير نوال الزغبى ، و الزغب يا جنتل ، هو ما صَغـُرَ و نـَعُمَ من الريش أو الشـَّعر ( تحسس مشروع الصلع على رأسك ، ستجد زغبا )
أما النشيج ، فهو النحيب ، أى البكاء المصحوب بشهيق ، يعني الشحتفة ..
عارف الشحتفة و لا أخليك تتشحتف ؟!

و أشكرك يا سيدى على الجاليرى الذى أهديتنى إياه
و على كلماتك الجميلة الراقية فى حق القصيدة ، و التعاويذ السحرية الفرعونية .. أبقاك الله لنا ( شيخا و ناقدا و عملاقا )
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19/11/2007, 21h52
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
Post رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

السلام عليكم
على مدى اسبوع كامل وانا اقرأ وانهل من نتاجك الادبي الرائع وكنت ابحث دوما عن هذا النتاج الذي لفت نظري وابهرني وحلق بي في دنيا الخيال ,,كلمات عذبه ذات حس ودفء آخاد, شعر يصل الى اعماق الروح ويداعب المشاعر بكل تلقائيه وعفويه.
وانا لم ادمن وامر يوميا من اجل القصيده فقط بل لقد جذبني ردودك على الاعضاء والزوار لما تحمل هذه الردود من رقي في التعامل واحترام جميل فقد كنت استمتع يقراءه الردود كما استمتاعي بالقصيده نفسها ,,اسلوب رشيق ومتألق يجذب النفس اليه.
اعجبني ردك الاخير جدا وكان على مستوى عال من الثقافه والنقد البناء,,فقد اوصلت الفكره بكل يسر وسهوله ولقد اتضحت موهبتك في الرد والنقد والتوضيح
وانا من وجه نظري المتواضعه اراها قصيده رائعه وحملت الكثير من الامور والمشاهد وقمت بالربط بين كل الاحداث بكل انسيابيه فكان طريقها الى قلوبنا سهلا وسريعا.
وقمت بالتحليل والتوضيح بكل مرونه ويسر, نعم منطقي جدا.
ننتظر منك المزيد من اللوحات الشعريه القادمه ان شاء الله
تحيه الى هذا المنتدى الرائع والى كل الاعضاء .
وفقكم الله جميعا.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26/11/2007, 10h34
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

الدكتور محمود ..
شفت بقى الزهايمر و عمايلـُه ..
نسيت أشكرك على لوحة الخيول المتسامية ..
و إسمح لي أهديك واحدة من أحب اللوحات الىّ ، للبلجيكي رينيه ماجريت ..
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 137.jpg‏ (44.4 كيلوبايت, المشاهدات 13)
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08/12/2007, 15h16
الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
يوسف أبوسالم يوسف أبوسالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:47645
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: أردنية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 241
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

الرُّتوشُ الأخيرة ُ
في لوحةِ الخيل ِ والبحر


أخي سمعجي
مساء الخير

كان لا بد أن أتأخر في التعقيب والرد
فملحمتك هذه ..لا يمكن قراءاتها مرة أومرتين
إنها تحتاج إلى قراءة متمهلة وواعية ..
لأن رموزها عميقة ..وصورها مكثفة
إذن ...
هي الطلول ....
بصورتها الحديثة
المرايا وتفاصيل الذكريات
ولوحة الخيل والبحر
ثم
وجهي القديم ....
الذي ستتغير ملامحه ...بعد قليل
ويصبح وجها آخر تماما
إنها أطلال....مزدوجة
أطلال الحبيبة
المتماهية مع أطلال مصر..الوطن وماذا حل به
هكذا يروقني التأويل
إذن هما صورتان
متضادتان
صورة قديمة تطل من خلال ذاكرة المرايا
صورة زاهية ..رائعة
تتوهج فيها كل التفاصيل
وتحتفظ بألقها
لكن هذه التفاصيل
تفقد قيمتها تماما
حينما نفقد أنفسنافيها
فنعود لنمزق كل هذه التفاصيل
ولا يبقى لنا سوى الصمت العميق
هل أقول أنه صمت استسلام
لا ...لا ...لا
إنه صمت ..يخفي
بركانا ثائرا......مثلما قال نجيب محفوظ لما سئل
عن هدوئه العميق....
بأنه يخفي بركانا ...واشتعالا دائما
إذن إنه صمت نبيل ...ونبيل جدا
وكيف لا يكون ...ولم يبق ..إلا..
الصَدىَ
والفراش المحنط
يمامٌ يَحُط ُّعلى شـُرفةِ القلبِ
ثم يطيرُ إلى شـُرفةٍ في المدىَ...( ولعله لم يجد جوابا ..)
ضبابية ٌ طـُرقاتُ المدينةِ
والإحساس بقرب النهايات
ومن حلاوة الروح ...
أنادي ثانية
عودي إذن يا يقيني الوحيد
الحبيبة في لحظة التوهج ..هي اليقين الوحيد فعلا
تماما مثلما الوطن في لحظة ..انهماره ..في نسغ العظام
ومجرى الدم ....
يصبح اليقين الوحيد ..الذي نموت لأجله
...
...
كان لابد عندما أقارن الصورة القديمة بالجديدة
أن أشعر بالعري...والخجل من هذا العري
لأن كل شىء...تغير أو ضاع ِ
فإنـِّيَ أخجَلُ من عورتي
وقبل أن..يستبد الحزن ..ويهجم الصمت ..
كان لابد أن أرفض
أرفض تشويه التوهج القديم للتفاصيل والذكرى
وأريدها أن تحتفظ بألقها كما كانت
لذلك رحت ....
أحطم أقلامَكِ الأبـَنوسَ
وأمحو الرتوشَ الصغيرة َ...ما أبلغ أمحو هذه ..وماأعمقها
في لوحةِ الخيلِ والبحر ِ
وأبعثر ريشَ القصائِدِ...بل أنتف ريشها
وأغلق سِفـْرَ الجنون ِ
حتى تأتيك البشائر .........
.............................
هذا مفصل شديد الدلالة
لابد من صنعا وإن طال السفر
لا بد أن تأتي البشائر
....
ستأتيكِ مِني البشائرُ ..
فها أنذا ألبس قناعا جديدا
قايضتُ ضوءَ المصابيح ِ ،
بالبرق في عُـريِـِهِ
رتوشي الصغيرة َ
في لوحةِ الخيل والبحر ِ،
بالضَّحِكِ المستعار ِ
دَمي ،
بمِدَادِ الغروب المُحَدِّق ِِ

ولكن إلى حين...!!
سأعمد للصمت الذي لا أملك غيره..
........................
.......................
ولتـَصْهَل الخيلُ في أ ُفقِها كيفَ شاءَت
( أنا سيدُ الصمتِ )
وليرعد البرقُ في لـَيلِهِ كيفَ شاءَ
( أنا سيدُ الصمتِ)
أمضي على شارع ِ الموتِ
ظِلَّ فـَتىً .
شبَحا ً أسوَدا
من مراياكِ
أخرُجُ مستسلما ً للخريفِ
وليس لوقع ِ حِذائي صَدَى
يَمامٌ يَحُط ُّعلى شـُرفةِ القلبِ
ثم يطيرُ إلى شرفةٍ في المَدَى
ويتركني
عند قبر انتظاركِ
منفردا ً
شاهِدا
...
وسأظل منتظرا...
وشاهدا ...شاهدا ....!!
أخي سمعجي
للمتلقي الحق في أن يقرأ
النص ..بما تستريح له
رؤاه ...وتطلعاته ..
وأنا قرأته هكذا ..كما قلت
بقي لي أن أقول
أن هذه ملحمة ...أو قل
توهج للذكريات ..
عند بقايا الأطلال
الأطلال الحديثة
وما اختلفت ..عن أطلال
امرىء القيس..قفانبك من ذكرى
ولا عن أطلال
طرفة بن العبد
لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
ولا عن أطلال شاعر لا أذكره وهو يقول
وتلفتت عيني فمذ خفيت
عني الطلول تلفت القلب
وها أنذا ...معك أخي سمعجي
نجلس عند قبر اإنتظارك ..
أنا لأواسيك
وأنت ليبقى قلبك متلفتا ....
قبل ضياع خيال الطلل
....................
ما هذا
سكوت ...سكوت ...سكوت
نحن في حضرة صمت ..نبيل
...................
تحياتي






__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع


مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم



رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09/12/2007, 06h54
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

الشاعر الكبير يوسف أبو سالم ..

أ َحتفي بقلمك البديع ، فأنت تداعب خيالاتنا بأشعارك ، فتترصعُ سماواتنا بنجومِكَ الطازجة ، و تفتـَنُّ مراعينا بعشب كلماتك المُمَسَّدةِ بالنسائم ،حتى أن الربوة العالية التي تحملني إليها قصائدك ، لا تكشف عن أسرارك كاملة ً.. و تتركنا نلهث في المسافة السِحريةِ الواسعة بين سِر الدلالة ، و حقيقتها الساطعة ..

يبقي المعنى مغلفا ً بأساطيرهِ الضاربةِ في عمق وجداننا ، يَشي ، و لا يُفصِح ، يُلَـَمِّح ، و لا يقول ، يداعب ، و لا يفضـَح ..
فيا شاعرنا ، أنت مِنـَّا إذن !!

أسمعت نداءَهم يا أبا سالم ، هؤلاء ، الذين يتلبسونك و لا تستطيع منهم فكاكا ً ، أتسميهم ؟! .. ملائكة الشِعر !! شياطينه !! أجاءوا من وادي عبقر ؟! .. أم حملتهم الريح ذات ليلة غفلت فيها قـُوىَ الشـَّر ؟!

( و مليك الجن إن مَرَّا .. يروح ، والهوى يَثنيه ،،، فهو مثلي عاشقٌ ..كيف يبوح ،،، بالذي يضنيه ؟!! )جبران

و أنا مِنكَ .. لا أرى الوردة مثلهم ، و لا الشجرة .. و لا النجوم ..
الوردة ، هى تجلياتُ طفلةٍ تنضحُ البراءةُ من حذاءِها الأحمر ، فما بالك
بعيونها ؟! ماتت الطفلة ، أتصدق ؟! .. صدقني ، ماتت .. و لكن روحها تتجلى في الحدائق ، و على الربوات ..
و الشجرة ؟!.. الشجرة أنثى فقدت معشوقها ، فتسمرت ، و اتشحت بالحزن الأبدي ..أسمعُ نحيبَها في الليل .. يظنه السُّذجُ ريحا ً تحفُّ بأوراقها ، إنه نحيب الفقد و الافتقاد ..
أما النجوم ، فهى عبرات السماء ، دموع يا سيدي .. تأملها ، دموع من النور ، هذا الهلام القطيفيُّ الأسود الوسيع الذي تتعلق في محيطه ، هو حزن سديمي لا رادَّ لوحشته ... و تلك عبراته ..

أتخالني جننت ، أو أصابني عَتَهٌ أو سَفـَهٌ أو عَلـَزٌ أو مَسٌ من الجان ؟!.. لا يا سيدي .. دع غيرك يظن ذلك ، أما أنت ، فشاعر
.. تدرك ما للكلمةِ من مَغزى ..

فلنجلس إذن على مائدةٍ نائية ، نحتسي شراب الفِتنة ، و نتوغل في أساطيرنا
المنسوجة من رحم الكلمات ..
أنت تدرك ... الكلمة مجانية حين تكون وحدها ، سقيمة حين ترتدي نفس الثوب ، في طيـَّاتِ جملة ٍ مكرورة .. تدعو للغثيان حين يمتهنها البعض
، فيجعلها خادمة ً لأفكارهم الرديئة و عقولهم الضحلة ..

كيف يتجرأ البعض على الكلمة ، و هو بعدُ لم يدخل مُدُنَ الإشراق ؟!
كيف تواتيهم الشجاعة ، فيغرسون شجرة جودار ، في صحراء قاحلة ؟!
كيف يجعلون من القرنفلاتِ غذاءا ً لمواشيهم ؟!

كيف لي ، أنا ، أن تواتيني الشجاعة ، فأطرق الباب ، أطرقه بكل ما أوتيتُ
من قوة ،محاولا ً المروقَ إلى غمرة النور السّرمدي الذي يكمن سِرُّه في الكلمة ، ثم أنهار أمام صمته الأبديِّ مقعيِّا ً مهزوما ً .. الباب لا يفتحُ يا سيدي ..
لا يفتح .. إنه قاصرٌ على الخاصة .. الخاصة الذين رأيتهم بأم عيني يمرُّون
أمام نافذتي !!

أتعرف .. أمسكتُ بالكلمة ِ، نفضتُ عنها الغبار ، تحسستُها ، شممتها ، أغمضتُ عليها جفوني ، و نمت ، فجاءتني في الرؤيةِ ، مُوَشـَّاة ً بوشاح ٍ لم يخطر على قلب بشر ، متألقة ً تسطعُ منها أطيافٌ نورانية ، ما خطرت على ذاكرةِ بحر ٍ، أو تأملاتِ غابة ... و حين إستيقظت ، بكيت ، ثم بكيت ، فقد تلاشت الكلمة ..و تلاشى ثوبها المُوَشـَّى ..
كانت رقيقة ً ، و ناعمة ً ، و لها ملمسُ قشرةِ الخوخ الوَبَريَّة ، مثل خـَدِّ الطفلة الصغيرة التي ماتت .. نعم .. ماتت يا سيدي ..
و تركت حذائها الأحمر معلقا ً على حائطِ أيامي !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09/12/2007, 07h07
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

إذن هو الشـِّعر ؟! .. مأساتي يا شاعرنا َأنِّي رأيتـُهُم كما قلتُ لك .. كنت شاهدَ عَيان .. أذكـُرُ ، وقفتُ ذاهلا ً خلف النافذة الزجاجية ، و هم مَرّوا أمامي ، واحدا ًتلو الآخر .. تأملتهم .. لولا المطر الذي كان ينزف فوق الزجاج ، لكنت نظرتُ في أحداقهم ..

أذكر يومها أن َّ سِنَة ً من النوم أخذتني ، و أفقتُ ،
فإذا بي فــَراشة .. نعم فـَراشة .. تمحورتُ إلى فـَراشة ..لي جناحان قزحيان أرف بهما ،
و غمرتني سعادة لا متناهية ، فرحة بريئة و طاغية ، كأنما صرت كيانا ً نورانيا خالصا ً، و نسيت ..

نسيت الحذاءَ الأحمرَ ، و الشجرةَ الثكلىَ ، و البحرَ العجوز ، فقط صرتُ
ذاتا ً نورانية ً في ذاتٍ نورانية ، و روحا ً مُصَفَّاة تعيد صياغة علاقة الألوان بالنور ، و تفتح طاقة ً لا حدود لتجلياتها ، و طرت .. طرت ..
لا تحُدُّني مسافة و لا زمن .. شفافا ً كنتُ كحَبَّةِ النـَّدى ..طرت مستسلما ً
لمشيئة نورانية ، لا حزن ، لا ألم ، لا بكاء ، أنا أنا ، أنا أنا ، لا أساوي إلا ذاتي ، ذاتي المتوحدة به ، كلانا واحد ، أنا هوَ ، هوَ أنا .. ممتزجان ، متوحدان .. لسنا اثنين .. بل واحد .. كون ٌ بلـُّوريٌ يتلاشى فِيّ ..عَرشٌ من نور يتغمدني ..

ساعتها .. هَمَّت بي .. هَمَّت بي يا سيدي هَمَّت بي ..
قلتُ لها ( آنَسْتـُكِ نـُتـَفا ً من ثـَلج ٍ يتوهَّجُ في بدني ) ..

قلتُ ( نوران ِ امتـَزجا.. فانفرط اللؤلؤ فوق وشاح الليل نجوما ً بيضاء وحمراء و زرقاء .. و انعكست أضواء .. و تجلـَّى سِرُّ الياء .. في ملكوت الأسماءِ .. فيا سبحانك يا سبحانك يا سبحان النور )

قلت لك أيها الشاعر ، أنني كِدتُ أحَدِّقُ في عيونهم .. كدت أصرخ فيهم ،
خذوني معكم .. فقط سأحمل معي حذائها الأحمر .. فقط .. شارة حُزني الأبدي .. لكنني وقفتُ مثل عَمودٍ من المِلح .. مثل تمثالٍ أبكم من الرخام ..

مَرُّوا و تركوني .. تركوني أنعي حبيبة ً ، و أنعي وطنا ً ، و أنعي ذاتا ً ..
و عدت يا سيدي ، عدت آفِلا ً منطفئا ً ..عدتُ ، لا كما كنتُ ( هيكلا ً آدميا ً شاخصا ً أمام حذاءٍ أحمر ) بل عُدتُ فـَراشة ً بلا جناحين ..
دودة .. مجرد دودة .. حين تفقد الفراشة جناحيها ، لا يبقى منها إلا الدودة ..
دودة تزحف على الأرض ..
تُمَاشي واقعها .. تخضع لقوانينها الفيزيائية الجديدة .. تَرى أمامها تماما ..
ليس أبعد .. تلوكُ في صمتٍ ذاكرتها القديمة حينما كانت فـَراشة .. فتسخر حينا ً ، و تتكوَّرُ حول نفسها منسحقة ً و متهاوية ً أحيانا ً ..لا تجرؤ على الإنتحار .. و تجرؤ على الضحك المستعار .. ضحك يصدرُ من قلبٍ يشبه ورقة شجر ذابلة ...



أستاذنا الشاعر الناقد يوسف أبو سالم ..
قرأتُ كلماتك التي أشجتني .. و لا أدري كيف تلبستني تلك الحالة التي كتبتُ بها ما كتبت .. لعله حديثك عن الطلول .. الطلول ( الحبيبة ) ..
الطلول ( الوطن ) .. الطلول ( تاريخنا ) .. الطلول ( إنسحاقنا ) ..
الطلول التي أعيش على فـُتاتِها .. حتى الأغنيات المتوهجةِ هنا في المنتدى ( طلولي )

هل أسميهِ فرارا من حالة الواقعية الدودية ، إلى ذاكرة الفـَراشة ؟!
هل تشاطرني الألم أيها القومي ؟! .. هل نحن حقيقيون ، أم أن الزمن
تجاوَزنا ؟! هل دبت الشيخوخة في أوصال عقولنا ، و نضب الطموح ، و تكلـَّست الأفكار ؟! .. أمنفيُّون نحن من ذاكرة النور ؟!

شاطِرني يا رجل فنحن جميعا ( الباكين على الطلول )
في حاجةٍ إلى عزاء .. أو الأجدر بنا ، ما أشرتَ أنت إليه ..
الصمت النبيل ؟!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h49.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd