* : اعمال غربية مقتبسة من عبد الوهاب (الكاتـب : أيمن مصطفى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h58 - التاريخ: 12/09/2025)           »          فكاهيات و منولوجات متفرقه (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : اسامه الشاعر - - الوقت: 18h49 - التاريخ: 12/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - - الوقت: 18h38 - التاريخ: 12/09/2025)           »          مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : Omar Saleh - - الوقت: 18h27 - التاريخ: 12/09/2025)           »          شهرزاد- 8 يناير 1928 - 6 إبريل 2013 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h36 - التاريخ: 12/09/2025)           »          الشيخ محمد سليم (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 16h12 - التاريخ: 12/09/2025)           »          أصوات متفرقة (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h40 - التاريخ: 11/09/2025)           »          مديحة عبد الحليم (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h17 - التاريخ: 11/09/2025)           »          السيره الهلاليه بصوت الشاعر محمد اليمنى (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : محمدابوضيف - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 11/09/2025)           »          يوسف الرشيدي (الكاتـب : tarab - - الوقت: 18h15 - التاريخ: 11/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 04/07/2009, 22h46
الصورة الرمزية أحمد عطية
أحمد عطية أحمد عطية غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:10230
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 67
المشاركات: 57
افتراضي سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "


مهداه إلى روح الشيخ / سيد أبو طواجن

إبراهيم سيد الدايخ يجلس على المصطبة خارج الدار .. ساقه اليمنى مثنية واليسرى مرسلة .. أصابعه تسند غابة الجوزة المستقرة بين شفتيه .. عيناه جاحظتان وشدقاه غائران ، وصدره يعلو وهو يجذب نفساً طويلاً .


أقبلت صفية الدكر ، تحمل في يدها كوب الشاى .. رمقت عيناه المتضجرتان امرأته وهى تميل بجذعها الطويل لتعطيه كوب الشاى .. هذا القوام البديع الذى يبهر شباب قرية صنافير جميعاً .. وتغار منها فتيات ونساء القرية حتى اطلقوا عليها لقب الدكر لعدم انجابها .. شيعت عيناه امرأته وهى مدبرة ، وشعور بالرثاء لها يتغلغل داخل نفسه .....

يجلس هكذا طول النهار .. بينما تخرج زوجته في الصباح إلى الغيط ، في أقصى زمام القرية .. تشمر ثوبها وتعقده إلى وسطها حيث تعمل منه عباً كبيراً .. ثم تخوض في مياه الأرز لتنقيته من الحشائش والذنيبة .. ثم تتحسس بيدها وقدميها الأسماك التى تستقر في الحفر وسط المياه ، تمسكها وتضعها في عبها .. وتعود إلى الدار لتجد زوجها كما هو .. يجلس جلسته تلك على المصطبة .. كان المرض قد هدمه .. بعد أن كان لاعب عصا شهير .. أشهر لاعب في قرية صنافير ومركز قليوب بل في محافظة القليوبية كلها .. يخشاه الرجال ويعملون له ألف حساب .. وتتعلق به أنظار النساء وهو يتقدم مواكب الزفاف والأفراح بقامته المهيبة ممتشقاً عصاه كالسيف ، ولاعباً بها برشاقة أخاذة على نغمات الطبل والمزمار .

تنهد إبراهيم سيد الدايخ .. زفر في ألم : ( يا ميت ندامه عليك يا إبراهيم يا دايخ .. تجلس طوال النهار متصلب الظهر تقاسى من آلام موجعة .. تمر أمامك الأفراح والمواكب وأنت حبيس المصطبة ترنو إليها بعين حزينة وقلب مكسور .. آه من المرض الذى يلازمنى أكثر من سنة .. آاااه ) .

سمعته صفية فأتت سريعاً .. قالت وصوتها يتفجر رحمة :

ــ سلامتك .. ليت الوجع في جسمى .. بس لو كنت تسمع كلامى وتذهب إلى .......

قاطعها إبراهيم الدايخ في خشونة :

ــ لن أذهب إلى المولد .. قلت لك ذلك ألف مرة .

وترنحت نظراتها وهى تتمتم في خشية :

ــ لكن سيدى عواد سره باتع .. شىء لله يا ابو سليمان .

التهب صوته وهو يزجرها :

ــ كفى عن هذا يا امرأة .. اتركينى في حالى .

صفية لم تتركه في حاله .. لكن ألحت عليه بالكلام الرقيق وبالعبرات الثقيلة ، حتى وافق أن يذهب وإياها إلى قليوب حيث يحضران الليلة الكبيرة لمولد سيدى عواد .

إبراهيم على ظهر الحمار .. يرتدى جلبابه الصوف الداكن .. وتمسك يده بعصاه الطويلة .. وامرأته من خلفه تسنده وتعبط عليه بقوة .. أرتال من النساء والرجال والصبية يأخذون طريقهم إلى قليوب حيث تقام ليلة المولد ، يرون فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت .. ثم يبيتون في جوار سيدى عواد ويعودون مع الصباح التالى .

ضغطت صفية الدكر جسد زوجها بساعديها وقالت :

ــ سمعت أن سيدى عواد كان فارساً شجاعاً .. قتل من الأعداء ألفاً في ضربة واحدة .

أجابها ابراهيم الدايخ والألم يتواثب في ظهره مع خطوات الحمار :

ــ من قال لك هذا الكلام الفارغ .. هو كان ماسك مدفع .

صفية ردت بلهجة عاتبة :

ــ انت هكذا طول عمرك لا تعتقد في أولياء الله .

سكت إبراهيم في ضجر .. لكنه عندما سمعها تسترسل في الحديث لتقرر في ثقة لا يتطرق إليها الشك : ( أن سيف سيدى عواد المعلق بجانب الضريح يشفى من يلمسه من فتور الهمة ويصبح في قوة حصان ويجعله قادراً على الإنجاب في التو والحال ) .

ثار ثورة عارمة .. وهم أن يلوى عنان الحمار ليعودا إلى حيث أتيا .

صفية توسلت إلى إبراهيم .. اعتذرت .. قبلت يده .. أقسمت كاذبة أنها لا تقصد بهذا الحديث أن تشير إلى حالها من قريب أو بعيد .. صحيح أن نفسها تهفو إلى طفل يحمل ملامح أبيه سبع الرجال .. لكنها مجرد رغبة تدوسها برجلها .. تلقيها في الترعة إذا أحست أنها تضايق إبراهيم أو تقريف مزاجه .

مضى الحمار يقرع الأرض بحوافره في نغمة رتيبة حتى دخلا مدينة قليوب .. وتناهت إلى أسماعهما ضجة المولد مختلطة بأصوات الطبول ورنين الصاجات .

وفى لحظة الفيا نفسيهما وسط الزحام في ساحة المولد ومقام سيدى عواد يرتفع أمامهما تعلوه قبة كبيرة وإلى جانبها مئذنة سامقة تتوغل في الفضاء .

نزلت صفية من على ظهر الحمار ، وأعانت إبراهيم على النزول وقصدا وكالة قريبة أودعا فيها الركوبة إلى الصباح ، واندسا وسط تيار البشر المتدفق .

الشمس تودع الدنيا بأصابعها الطويلة الصفراء .. وتراب الأرض قد أثارته الأرجل فصنع ضباباً أصفر أستقر فوق الرؤوس ، والخلق ترفع أكفها إلى السماء تدعو وتبتهل .. ومن حين إلى آخر تفرقع أصوات الباعة والمجاذيب في دوى ، بينما يرن صوت الدفوف وينساب صوت المزمار كالنداء الرقيق .

رجل متعجل دفع إبراهيم وكاد يوقعه .. من ورائه اندفعت ثلة من الناس ، تبغى اللحاق به وهم يصيحون : ( حلق يا جدع ) .. ( أمسك حرامى .. حرامى ) .

وقف إبراهيم ينظر جاحظ العينين ، وقلبه يدق في صدره دقات مزعجة .. هناك في أقصى الساحة حلقة من الناس في وسطها رجلان أمسكا بالشماريخ وراحا يرقصان على نغمات المزمار ويعرضان فنوناً في لعب العصا .. حسرة استقرت في نفس إبراهيم وهو يرى ساحته المفضلة على قيد خطوات وهو لا يستطيع أن يخطر فيها .. فليهنأ اللاعبون ولتبق عصاه منكسة يتوكأ عليها ، ليبتعد في خطوات حزينة ومن ورائه صفية .

عربة النيشان استرعت نظرها .. هفت نفسها إلى واحدة من لفافات الملبن التى تتكدس عليها .. أسرت برغبتها إلى إبراهيم الذى رمقها بصرامة اهتزت لها وهو يقول :

ــ جئنا من أجل زيارة سيدى عواد .

وقالت صفية في انكسار :

ــ ما دمنا جئنا .. فلماذا لا نتفرج .. ؟! نزيل الهم من على القلب .. تعلم أننى لم أحضر إلى قليوب منذ تزوجنا .

إبراهيم انتقى أحدى البنادق في صمت .. أمسك بها بعناية وصوب إلى اللوحة المثبتة بالعربة والمملوءة بالدوائر الصفراء والحمراء والخضراء الصغيرة .. لكن الأبرة انطلقت من فوهة البندقية لتنحرف بعيداً عن اللوحة ، حيث التقطها صاحب العربة من الأرض وهو يزعق :

ــ لسه شوية .. فتح عينك تاكل ملبن .

انه يعرف أن طلقته لا تخيب ، فما باله أخفق هكذا .. أم أن الرجل غشاش قد لعب في ماسورة البندقية !!

أخرج من جيبه علبة الدخان .. ولف سيجارة واشعلها ، حين رأى صفية تتجه بنظرها إلى المراجيح المقامة في ركن الساحة .. همس : ( لم يبق إلا هذا .. المرأة خرفت وكتاب الله .. ) .

جذبها من يدها وهى تتلفت في حسرة .. وانطلقا يجوسان خلال الزحام .. تفرجا على لاعب الثلاث ورقات ، يسلب الفلاحين والسذج نقودهم .. واستمعا إلى الشاعر يحكى قصة سيدى عواد ويزعق بلهجة تخلع القلب .. وشاهد المرأة التى تضع العصا على أى جزء من جسدها فتضىء .. ورأيا الحاوى يخرج الكتاكيت الصغيرة والفطائر الشهية من علبة فارغة .. واستمتعا برقص الغازية وهى ترعش جسدها كالزلزال .

وحين أمسى المساء .. واضاءت المكان أنوار المصابيح الملونة والمعلقة في كل مكان في الساحة وعلى مداخل السرادقات .. وأحسا بالجوع .. فقصدا حانوتاً يقلى السمك وابتاعا لفافة كبيرة ، وجلسا على الأرض يأكلان .. رجل مجذوب يمر بهما ، أعطياه قطعة سمك ورغيفاً .. لكن الرجل رد السمكة معتذراً .. السماك غشهما باع لهما قشر البطيخ المقلى بالدقيق والتوابل .

إبراهيم نظر غاضباً إلى زوجته .. خاطبها في خشونة :

ــ هذه شورتك المهببة .. كدت تبيضين حتى نذهب إلى المولد ، فلتشبعى منه وتملأي منه بطنك.

صفية قالت في صوت كالإعتذار :

ــ شىء لله يا ابو سليمان .

موجه من الخلق احتوتهما ، وهى تتقدم ببطء ناحية الضريح .. ألفيا نفسيهما قد انحشرا وسطها .. احتضنت صفية زوجها تتلقى عنه دفعات الأيدى والأكتاف .. وتدور به تتقى ذلك الرجل الرذيل الذى يلتصق بها من خلف .. وإبراهيم يطحن أضراسه من الغيظ والألم والزحام .

مدت صفية يدها .. امسكت كف إبراهيم .. جذبتها حتى لامست السيف المعلق فوق الضريح وصوتها ينطلق عامراً بالرجاء :

ــ مدد يا سيدى عواد .. مدد يا ابو سليمان مدد .. والله ان منحتنى غلاماً ذكراً فسوف أذبح لك خروفاً وأفرق لحمه في مولدك القادم .

قال وقد أسود وجهه غضباً :

ــ الآن وضحت نيتك يا امرأة .. تريدين الخلف وانت تعلمين انى مريض متصلب الظهر .. سوف اخلى سبيلك .. اتركك تنتقين زوجاً آخراً .. روحى وانت .....

وضعت صفية كفها على فم إبراهيم والحزن يعصر قلبها :

ــ لا تقل هذا يا إبراهيم .. رجل آخر .. الله يسامحك .. والله لو كان مرضك كمرض أيوب لبقيت زوجتك وخادمتك حتى تشفى .. هى ناعسة أحسن منى .. لا تتكلم هكذا أبداً .. أيطاوعك لسانك على أن تقول هذا .....

ثاب إبراهيم إلى نفسه ، وهو يرى دموع زوجته تنهمر على خديها .. ربت ظهرها مواسياً ، واقترح أن يبحثا عن مكان يأويان إليه ما بقى من الليل حتى الصباح .

وجاءهما صوت منشد في أحد السرادقات :

يا سيدى عواد .... مادد
هز الهلال .... مادد
يا ابو سليمان .... مادد
نظرة ومدد ... مادد


وفجأة .. انطلق صوت مرحب :

ــ تفضل .

ــ نعم .؟!!

قالها إبراهيم غير مصدق .. رجل ذو لحية سوداء هائلة ، يجلس على باب خيمة ، تستند إلى جدار المقام .. إبراهيم مشى خطوات نحوه تتبعه صفية .. نظر للرجل متسائلاً :

ــ تقصدنى يا سيدنا الشيخ ..

ــ نعم .. تفضل .

مد الرجل يده بكوب من القرفة لابراهيم ، وآخر لصفية التى أخذته منه بيد ترتجف .. أشار الرجل اليهما بالجلوس .

قعد قريباً منه على حصير يمتد إلى داخل الخيمة .. حلقة من الرجال والنساء يلبسون ابيض في ابيض ، ويتوشحون بأوشحة خضراء يجلسون على الحصيرة .

الشيخ ذو الذقن يشير اليهم .. افسحوا مكاناً لاخيكم واختكم في الطريقة .

صفية بدا على وجهها الانفعال .. اقبلت على الشيخ الملتحى .. هوت على يده تقبلها .. جذبت ابراهيم من ثوبه .. قالت :

ــ حب على أيد سيدنا الشيخ كى ننال البركة .. أصبحنا أخواناً في الطريقة .. اغتسلنا من ذنوبنا وغدونا اطهاراً كما ولدتنا أمهاتنا .. قرب يا ابراهيم نضع ايدينا في يده نأخذ عنه العهد .

أشار الشيخ معترضاً :

ــ ليس الآن يا بنيتى .. العهد تأخذانه باكر إن شاء الله .. والآن خذا مكانكما في دائرة المريدين .

هم إبراهيم أن يجلس حيث أشار الشيخ وبجانبه صفية .. غير أن الجالسين قالوا :

ــ هذا مكانك أنت .. أما مكانها فهناك .

إبراهيم جلس مأخوذاً بين امرأتين ، وزوجته جلست بين رجلين أمامه .. الوسواس الخناس جمع الوساوس جميعها وبدأت تلعب في عقل إبراهيم ، لكنه محاها بحسم .. فلا يليق به أن يفكر هكذا .. مجرد أن يفكر فهذا لا يجوز مع هؤلاء الملائكة .. فليركل هذا الوسواس الخناس الذى يعربد داخله .. ربما كانت هذه أصول الطريقة .. ليس عليه أن يعترض .. وليمتثل ، ويفعل كما يفعلون .

الشيخ ذو اللحية صفق بيديه ، وبدأ ينشد في صوت رخيم .. وخلفه المريدون يميلون يميناً ويساراً مع ايقاع التصفيق :

دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء


تخرج أصوات المريدون كأنها صوت واحد جهورى :

( حى .... حى .... حى .... )
( مدد مدد مداااااااااااد ... )


إبراهيم يطوح رأسه متابعاً حركة المريدين .. وعينه على ذلك الرجل القحف الذى يقعد بجانب زوجته وفى كل تطويحة ذكر ، يمرغ رأسه في صدرها .. وهى منهمكة في الأداء لا تكاد تحس ما حولها .

عطر ماء الورد تسلل إلى خيشومه ، حين القت جارته رأسها على صدره .. وصوت الإنشاد يسرع والمريدون يشهقون ويتساقطون على الحصير ، ترتعش أبدانهم ثم تهمد حركتهم ، ويستسلمون للنعاس الثقيل .. لم يبق إلا إبراهيم وزوجته والرجل يميل يميناً ويساراً منشداً بصوته ، ومصفقاً بكفيه .. حتى أصاب الكلل صفية فأنطرحت على الحصير بينما إبراهيم يفتح عينيه بصعوبة متابعاً حركة الشيخ الذى لا يهدأ .....

إبراهيم راقد على ظهره بين اليقظة والنوم .. يحدق في الظلام .. فجأة .. بدا لعينيه شىء أبيض يقترب .. أنه فارس .. اى والله فارس .. يمتطى صهوة جواد .. تقدم الجواد حتى صار غير بعيد عنه .. رأى الفارس يشير إليه وصوته يأتى من بعيد في صرامة :

ــ قم يا ابراهيم .

إبراهيم عيناه مفتوحتان على آخرهما .. وظهره متصلب لا يقوى على أن يقوم قاعداً ، فتصدر عنه كلمة ــ كيف ؟! ــ تحمل كل معانى العجز والسؤال .. الفارس يكرر حديثه بلهجة أكثر صرامة :

ــ قم يا ابراهيم .

إبراهيم ينظر إلى الفارس مسترحماً ، وصوته المتوسل يقول :

ــ لا أستطيع .. لا أقدر .. ألا ترى أنى مريض .. ظهرى متصلب تذرعه الآلام .

الفارس لمسه بالسيف هذه المرة وصوته يتلون بالغضب :

ــ اصح يا رجل .

إبراهيم فتح عينيه .. أغمضهما ، ثم فتحهما غير مصدق .. منظر بشع أثار الدم في عروقه .. الشيخ قد تورك امرأته .. كفه تسد فمها ، وهى تدفعه في صدره وتحاول أن تتملص منه .. من له بكل عافية الدنيا تسعفه كى يقوم .. أمسكت يداه برقبة الرجل من خلف .. جذبه ثم القاه على الأرض .. ثم راح يدق رأسه دقاً .

على الضجة ، قام النائمون في الخيمة من الرجال والنساء .. انقض الجميع على إبراهيم يوسعونه ضرباً بكل ما تصل إليه أيديهم .. ألقت صفية نفسها على زوجها تحميه بجسدها ، وتتلقى عنه الضربات القاسية .. حتى غابا عن الوعى .. ثم حملا والقيا بعيداً .....

الحمار يطرقع بحوافره على الطريق .. فوق ظهره إبراهيم معصوب الرأس وصفية تستقر خلفه .. والعبرات الساخنة تنهمر على خديها مما تقاسيه من الألم .. رغم ذلك راحت تحادث إبراهيم بصوت متهدج :

ــ فتحت عينى على الرجل ينقض علىّ كفحل الجاموس .. وكتم صوتى براحة يده .. وكاد يتمكن منى .. استغثت بسيدى عواد .. قلت في نفسى : ان كنت حقاً ولياً فلتنقذنى من الفضيحة .. في غمضة عين رأيتك تثب واقفاً معافى تمسك الرجل في يدك كالقط .. عادت إليك العافية .. مستك بركة سيدى عواد .

ربت إبراهيم على يد زوجته وهو يسألها في رفق :

ــ هل أوجعك الضرب .

ردت صفية ودموعها على خديها .. وهى تحس سخونة تنتقل إلى صدرها من جسد زوجها :

ــ قلبى يحدثنى أننا سنرزق بغلام .

ويضرب إبراهيم خاصرتى الحمار بكعبه .. بينما تتجه نظراته إلى الخلف .. حيث مئذنة سيدى عواد السامقة تبتعد ، وهو يردد في صوت أدهش صفية نفسها :

ــ مدد يا سيدى عواد مدااااااااد ......


********
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد عطية بتاريخ 05/07/2009 الساعة 08h41
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05/07/2009, 05h03
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

الأستاذ أحمد عطيّة
قصتك رائعة حقاً ، أخذتني منذ جلسة الدايخ بالمصطبة إلى عودته بهمةٍ من المولد

قرأتها في نفسٍ واحد تغمرني متعة ترقب موئل الحدث

لغتك مُختارة على قدر الضرورة ، خالية من كل ما يعيب القص
كذا الشخوص مُقتصدة بما يقتضيه فن القصة القصيرة ، التي أحسنت الإمساك بزمامها

أخذتني إلى أجواء المولد ، فرأيته بعيني الدايخ و زوجته صفية، لا ببهجة الأطفال

حتى ذلك المدعي الذي اتخذ من "خدمة" الأولياء شرَكاً ينصبه لفريستهِ ، لم تسهب في وصف سفالته ، و تركتنا نتقزز منه كلٌ على قدر كراهيته للحيوانات البشرية

ثم أنك خبأت كرامة الولي في لقطة الحلم الخاطفة ، و التي تداخلت مع استغاثات الزوجة مستصرخة في زوجها الرجلَ الذي ماغيّبَهُ المرض

أقول قصتك رائعة يا أستاذ أحمد
و هذه قراءة أولية - ذات بُعدٍ واحد - بينما قصتك تحتمل أبعاداً لا يتسع وقتي للإشارةِ إليها .

و لتسمح لي بأن أوصيك بالإبتعاد عن تكرار استخدام وصفٍ واحد لأكثر من مرة بنصٍ واحد . كقولك : ألفيا نفسيّهما
خاصةً و أنت تقدم قصة تشير إلى كاتبٍ متمرسٍ قد تجاوز مرحلة الحيرة بيت التعبير و اللغة

و أنا أحييك و أهنئك على إنجاز هذه المقطوعة البديعة ، أتمنى أن أعود مع عملٍ لاحقٍ لك يطاول قامتها
فتقبل محبتي و احترامي

و دعاء من القلب أن يمر عليها نجمٌ يقال له : سمعجي
فيفتح لنا نوافذاً أستغلقت علينا ، و يزيد الفرح بالقراءة
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 06h06
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05/07/2009, 07h16
الصورة الرمزية أحمد عطية
أحمد عطية أحمد عطية غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:10230
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 67
المشاركات: 57
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abuzahda مشاهدة المشاركة
الأستاذ أحمد عطيّة
قصتك رائعة حقاً ، أخذتني منذ جلسة الدايخ بالمصطبة إلى عودته بهمةٍ من المولد

قرأتها في نفسٍ واحد تغمرني متعة ترقب موئل الحدث

لغتك مُختارة على قدر الضرورة ، خالية من كل ما يعيب القص
كذا الشخوص مُقتصدة بما يقتضيه فن القصة القصيرة ، التي أحسنت الإمساك بزمامها

أخذتني إلى أجواء المولد ، فرأيته بعيني الدايخ و زوجته صفية، لا ببهجة الأطفال

حتى ذلك المدعي الذي اتخذ من "خدمة" الأولياء شرَكاً ينصبه لفريستهِ ، لم تسهب في وصف سفالته ، و تركتنا نتقزز منه كلٌ على قدر كراهيته للحيوانات البشرية

ثم أنك خبأت كرامة الولي في لقطة الحلم الخاطفة ، و التي تداخلت مع استغاثات الزوجة مستصرخة في زوجها الرجلَ الذي ماغيّبَهُ المرض

أقول قصتك رائعة يا أستاذ أحمد
و هذه قراءة أولية - ذات بُعدٍ واحد - بينما قصتك تحتمل أبعاداً لا يتسع وقتي للإشارةِ إليها .

و لتسمح لي بأن أوصيك بالإبتعاد عن تكرار استخدام وصفٍ واحد لأكثر من مرة بنصٍ واحد . كقولك : ألفيا نفسيّهما
خاصةً و أنت تقدم قصة تشير إلى كاتبٍ متمرسٍ قد تجاوز مرحلة الحيرة بيت التعبير و اللغة

و أنا أحييك و أهنئك على إنجاز هذه المقطوعة البديعة ، أتمنى أن أعود مع عملٍ لاحقٍ لك يطاول قامتها
فتقبل محبتي و احترامي

و دعاء من القلب أن يمر عليها نجمٌ يقال له : سمعجي
فيفتح لنا نوافذاً أستغلقت علينا ، و يزيد الفرح بالقراءة
الأستاذ الفاضل / أبو زهده
أسعد الله صباحك بكل الخير
أشكر لك حسن متابعتك للقصة ورأيك الذى أقدره
وللأسف تعج الموالد بالكثير والكثير من الخرافات والأوهام
ولقد شاهدت هذه المشاهد بالفعل فى شبابى
وكانت هناك عائلات بأكملها يفترشون مداخل العمارات
والسرادقات أثناء الإحتفال بتلك الموالد
وبالفعل تنتهى القصة
باعتقاد بطلها أن هذا الشيخ لديه بالفعل كرامات
وانه هو الذى أمده بالقوة لكى يدافع عن زوجته
رغم أنه من الطبيعى أن يفعل ذلك
دون كرامات أو خرافات
وأنا فى إنتظار رأى أستاذنا الكبير / كمال عبد الرحمن لأتشرف به
تقبل منى خالص وأرق التحايا
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05/07/2009, 06h32
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 59
المشاركات: 1,294
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

بسم الله ماشاء الله ... رائعة ... بسيطة اللغة ... عميقة المعنى
صديقى أبوزهدة مر من هنا داعياً استاذنا كمال عبدالرحمن ((سمعجى)) لوليمة من الإبداع و لا أراه سيفوت تلك المائدة العامرة
أستاذ/ أحمد ...
ماشاء الله لغتك بسيطة و سهلة لكن رؤيتك عميقة و تشريحك و إلمامك بمفردات الريف غاية فى التمكن من الدنيبة فى الأرز و السمك فى حفر أرض الحقل فيها معايشة لواقع ريفى أصيل
أعجبتنى القصة و أبهرنى السرد الذى لا يترك لك فرصة للشرود، فتماسك النص و وحدة الحدث و تسارع الأحداث يجعلانك لا تفر بعيدا و لا تتململ من أول حرف حتى آخره.
الأبعاد النفسية و ما يستشف من القصة وراء الألفاظ من أن المرض يكون بالإستسلام له و أن الإرادة هى التى تستقوى بها حتى على المرض العضوى فحين تستنفر قواك صادق العزم و العزيمة تصنع المستحيل و تتحقق المعجزات.
حتى و إن كانت هناك إشارة لبركات الولى فى ذروة الحدث فأنا رأيتها تعبيراً عن إستجماع القوى و إستنفار الهمم عندما يكون الأمر أن تكون أو لا تكون
((إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم))
إذا الشعب يوماً أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر

=======
هذه أيضا قراءة سريعة و ردى متأثر بها بلا شك و لكن لنا عودة
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05/07/2009, 06h52
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل أحمد عطيه
إلمام تام بيوم المولد
وما يحدث فيه
وبراعه تامه فى الإلمام بالأشخاص وصنوف النصب المختلفه
قصه طرحت للقارئ معرفه بهذا العالم العجيييب
تحياتى
أما النقد فهو لأهل النقد ولقد شرفت بطله سيدى ابو زهده


التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 07h03
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05/07/2009, 07h25
الصورة الرمزية أحمد عطية
أحمد عطية أحمد عطية غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:10230
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 67
المشاركات: 57
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAHID 76 مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل أحمد عطيه
إلمام تام بيوم المولد
وما يحدث فيه
وبراعه تامه فى الإلمام بالأشخاص وصنوف النصب المختلفه
قصه طرحت للقارئ معرفه بهذا العالم العجيييب
تحياتى
أما النقد فهو لأهل النقد ولقد شرفت بطله سيدى ابو زهده

الأخت الفاضلة / أستاذة ناهد
شكراً على كلماتك الجميلة والمشجعة فى آن واحد
وبالفعل هناك عادات وأفعال سيئة كثيرة فى الموالد
حاولت أن أرصد بعضاً منها
وأرجو أن أكون قد وفقت فى هذا الرصد
تقبلى خالص وأرق تحية
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05/07/2009, 09h07
الصورة الرمزية Islam Eidrisha
Islam Eidrisha Islam Eidrisha غير متصل  
طاقم الإشراف
رقم العضوية:141665
 
تاريخ التسجيل: January 2008
الجنسية: مصري
الإقامة: الاسكندرية
العمر: 51
المشاركات: 1,483
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

أستاذ أحمد
ما أرى لذلك وصفا إلا أنه عمل لحرفي حاذق أوتي من زمام الصنعة الكثير
رجل وزوجه في رحلة إلى غياهب الجهل والتخلف بحثا عن بصيص أمل كفارسان امتطيا صهوة حمار شاهرين سيفيهما للعودة بالأمل المسلوب فدارت المعكرة حام وطيسها ونال منهما الجهل ما نال ولكنهما قد آبا منتصرين فرحين بما غنما.
ولعل ما يلفت النظر ذلك الإخلاص الفطري تجاه الزوج الكسيح من هذه المرأة الريفية وكأنها له خلقت وعلى طاعته قد جبلت.
والقصة سهلة لينة على القارئ متعددة الأبعاد متشعبة المعاني تحتاج ليد أديب ماهر لتشريح ما فيها فاعذرني على قصوري في ذلك وإن كنت أرى أنك وصفت وصفا بارعا ذلك الرجل في استهلالك للقصة في جلسته مدخنا النرجيلة ثم في منتصف القصة ذكرت بأنه قد دخن سيجارة لفها بيده مع أن الواضح على الوجه العام -مع العلم بوجود مدخن للنوعين- بأن هناك فصلا بين نوعي المدخنين في ذلك.
في النهاية القصة ممتعة في مجملها
__________________
لا تُلْقُوا باللؤلُؤ إلى الخنزير, فـإنّـــه لا يصْنـــع بـه شيئـاً
ولا تُعْطُوا الحِكْمةَ مَن لا يُريدها
فإن الحكمةَ أفضلُ من اللؤلؤ, ومن لا يرِيدها أشَرُ من الخنزير

عيسى بن مريم عليه السلام
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05/07/2009, 10h12
الصورة الرمزية أحمد عطية
أحمد عطية أحمد عطية غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:10230
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 67
المشاركات: 57
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إســـلام مشاهدة المشاركة
أستاذ أحمد
ما أرى لذلك وصفا إلا أنه عمل لحرفي حاذق أوتي من زمام الصنعة الكثير
رجل وزوجه في رحلة إلى غياهب الجهل والتخلف بحثا عن بصيص أمل كفارسان امتطيا صهوة حمار شاهرين سيفيهما للعودة بالأمل المسلوب فدارت المعكرة حام وطيسها ونال منهما الجهل ما نال ولكنهما قد آبا منتصرين فرحين بما غنما.
ولعل ما يلفت النظر ذلك الإخلاص الفطري تجاه الزوج الكسيح من هذه المرأة الريفية وكأنها له خلقت وعلى طاعته قد جبلت.
والقصة سهلة لينة على القارئ متعددة الأبعاد متشعبة المعاني تحتاج ليد أديب ماهر لتشريح ما فيها فاعذرني على قصوري في ذلك وإن كنت أرى أنك وصفت وصفا بارعا ذلك الرجل في استهلالك للقصة في جلسته مدخنا النرجيلة ثم في منتصف القصة ذكرت بأنه قد دخن سيجارة لفها بيده مع أن الواضح على الوجه العام -مع العلم بوجود مدخن للنوعين- بأن هناك فصلا بين نوعي المدخنين في ذلك.
في النهاية القصة ممتعة في مجملها
الأخ الفاضل / إسلام
أسعدنى تفاعلك مع القصة
وهى تمثل امتزاج الحلم بالواقع وسطوة الخرافة على عقول البسطاء
ومن الطبيعى أن تساند المرأة الريفية زوجها فهكذا نشأت
أما من ناحية أن بطل القصة يدخن النارجيلة والسجائر معاً
فهو يمثل شريحة موجودة بالفعل فى مجتمعنا
خاصة أن النرجيلة ليست متوفرة فى كل الأحيان بعكس السجائر
لك كل الشكر والتقدير
وتقبل أرق التحايا
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05/07/2009, 07h21
الصورة الرمزية أحمد عطية
أحمد عطية أحمد عطية غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:10230
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 67
المشاركات: 57
افتراضي رد: سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tarek Elemary مشاهدة المشاركة
بسم الله ماشاء الله ... رائعة ... بسيطة اللغة ... عميقة المعنى
صديقى أبوزهدة مر من هنا داعياً استاذنا كمال عبدالرحمن ((سمعجى)) لوليمة من الإبداع و لا أراه سيفوت تلك المائدة العامرة
أستاذ/ أحمد ...
ماشاء الله لغتك بسيطة و سهلة لكن رؤيتك عميقة و تشريحك و إلمامك بمفردات الريف غاية فى التمكن من الدنيبة فى الأرز و السمك فى حفر أرض الحقل فيها معايشة لواقع ريفى أصيل
أعجبتنى القصة و أبهرنى السرد الذى لا يترك لك فرصة للشرود، فتماسك النص و وحدة الحدث و تسارع الأحداث يجعلانك لا تفر بعيدا و لا تتململ من أول حرف حتى آخره.
الأبعاد النفسية و ما يستشف من القصة وراء الألفاظ من أن المرض يكون بالإستسلام له و أن الإرادة هى التى تستقوى بها حتى على المرض العضوى فحين تستنفر قواك صادق العزم و العزيمة تصنع المستحيل و تتحقق المعجزات.
حتى و إن كانت هناك إشارة لبركات الولى فى ذروة الحدث فأنا رأيتها تعبيراً عن إستجماع القوى و إستنفار الهمم عندما يكون الأمر أن تكون أو لا تكون
((إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم))
إذا الشعب يوماً أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر

=======
هذه أيضا قراءة سريعة و ردى متأثر بها بلا شك و لكن لنا عودة
طارق باشا العمرى
أسعدنى جداً أن القصة قد راقت لك
وكلها كانت مشاهد مختزنة فى الذاكرة
واذكر ان قشر البطيخ بعد ازالة الجزء الأخضر منه
كانوا يقلونه بالتوابل فى مولد السيد البدوى بطنطا
على أنه سمك فيليه
ولقطة من هنا ومن هناك مع قليل من الخيال
خرجت تلك القصة والتى عاصرت أغلبها
فى القاهرة وقليوب وطنطا
تقبل أرق تحية على تلك المشاركة الجميلة
__________________
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 23h19.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd