تأثير الطبيعة على الفن

[أبو حسام 3]

يقول جل الفلاسفة المهتمين بالفلسفة الطبيعة أن الطبيعة و الفنان متشابهان بحيث أن كل منهما مصدر للعطاء فمثلما تفيض علينا الطبيعة بشتى أنواع جمالها اللامتناهي فكذالك الفنان الذي يسحرنا بجماليات منجزاته و أعماله. والطبيعة ليست فقط ملهمة للإنسان كي يصنع جمالا يحاكي ولو ببساطة جمالها لكنها كانت دائما محرضا لأعمال فنية وصفية لها. إلا أن الفرق بينهما هو أن الفنان يستمد جماليات ما ينجز من إلهام الطبيعة و التأمل فيها و بالتالي فالطبيعة هي معلمنا الأول في الفن و الجمال بل هي بحد ذاتها أصل الفن و الجمال. و ما يميز الفنان عن الطبيعة هو أن يجد طريقة و وسيلة مغايرة ليظهر بها هذا الجمال و الذي هو موجود فعلا. إذن فالطبيعة هي التي تحدد شكل الإنجاز أو العمل الفني و على الفنان أن يضيف جماليات إبداعاته و لمساته السحرية التي تصور لنا الجمال في قالب آخر جميل, و نستشف ذالك في لوحات الرسامين و قصائد الشعراء و في معظم أعمال الفنانين في شتى الفنون الأخرى و إلا أن بعض الفلاسفة يستثنون فن الموسيقى لأنه يتحرر من الأشكال و لا يقيده فيها سوى الإيقاع الذي لا يستطيع العمل الفني أن يخرج عنه و بالرغم إلا أني أرى أن ما وصل إليه بعض الحداثيون في فن الموسيقى إعطاء أبعاد لا متناهية و لا حدود لها و حرروا الموسيقى من كل قيد. فدعنا نعطي مثلا عن العزف الفردي لآلة العود و ما قام بتأليفه عباقرة العزف مثل الأستاذ منير بشير فلا حدود و لا أشكال و لا إيقاع يقيد بعض منجزاته و كأنه تحرر من عنصري الزمن و المكان و حلق في أفق تجاوز به نواميس الطبيعة. إذا فهل الطبيعة تستطيع أن تأثر في فن الموسيقى؟ كيف ذالك؟ أرجو من الإخوة الباحثين و المختصين أن يفيدونا بمدى تأثير الطبيعة على فن الموسيقى. و لكم مني جزيل الشكر و العرفان.