كيف لحن عبد الوهاب قصائد مجنون ليلى وجبل التوباد وكليوباترة والكرنك

[عادل محمد]

ألسادة أعضاء ألمنتدى ،بعد تقديم التحية والشكر الواجبين
أعرض هذا الموضوع للمناقشة والتحليل خاصة من الأساتذة / ألألآتى وغازى وباقى جهابذة هذا المنتدى - الكنز -
من أدلة عبقرية عبد الوهاب أننى وأنا من متزوقى الموسيقى فقط ولست من دارسيها حينما أستمتع بأوبريت مجنون ليلى وقصيدة جبل التوباد أجدنى أعيش مع قيس وليلى فى صحرائهم وخيمهم وابلهم ، واذا انتقلت الى قصيدة كليوباترة - كيلوباترة - هكذا ينطقها أسمع صهيل خيول الجيوش الرومانية وأكاد أشاهد تفاصيل موقعة أكتيوم ،، أما اذا سمعت قصيدة الكرنك ، أشاهد أجدادنا ألفراعنة يتجولون حولى .
ما رأيكم ، دام فضلكم

[tarab]

وهنا على سبيل المثال نسمع الموسيقار محمد عبد الوهاب يسرد على مضيفه الاذاعي محمد فتحي كيف لحن الكرنك ... هذه هي العبقريه.

[عادل محمد]

صديقى الجميل راضى
مساء الفل ، انا للأسف عندى مشكلة فى السماعات فلن أتمكن من سماع هذا الحديث اليوم ولكنى متشوق لسماعة ،
بس انت دخلتنى فى موضوع تانى رجعتنى للاذاعى محمد فتحى ومحمد محمود شعبان وانور المشرى وعبد الوهاب يوسف
ومحمد علوان ..وفاكر ديمترى لوقا ..كانت ايام جميلة يا عم راضى
معلهش انا اسف الجهاز عندى لا يكبر الخط ولا يلونة وانا عموما اتعامل مع هذا الجهاز - العفريت - بصعوبة ، تحياتى للجميع

[غازي الضبع]

أساتذتي الكرام
الأستاذ الفاضل عادل
والأستاذ الفاضل عيسى ( طرب )
من وجهة نظري الشخصية فإن عبد الوهاب هو أحسن من ألّف موسيقى ولحن أغاني وصفية
ومصطلح أغاني وصفية أخذته من الفنان محمد الآلاتي
حيث تحدثنا كثيرا حول هذه القضية الشيقة الجميلة ..
ودائما أقول أن عبد الوهاب كان يُفصّل اللحن على الكلمات وصوت المطرب
فتجد أن ألحان عبد الوهاب لمطرب ما .. وكأنها مرسومة عليه
فحينما لحن لفايزة مثلا ..
تجد ان اللحن مرسوم على مقاس صوت فايزة
كذلك بالنسبة لأي مطرب أو مطربة أخرى ..
ومن مصطلحات عم محمد الألاتي والدكتور راضي أيضا
أن عبد الوهاب كان صنايعي
حين يخرج لحن من تحت يديه .. فتعرف أن هذا اللحن لا يصلح إلا أن يكون هكذا
وتكتشف هذا بسهولة حينما تسمع أي بروفة للأستاذ عبد الوهاب
وعلي سبيل المثال اسمع بروفة أغنية من غير ليه والتي كان يُحفظها لعبد الحليم حافظ
ولاحظ تعليقات عبد الوهاب
تشعر حينها أنه يُلحن زي الكتاب ما بيقول
أو بالقلم والمسطرة زي ما بيقولوا
فأذكر مثلا كلمة كان يقولها لعبد الحليم عن جملة معينة في الأغنية
كان يقول له : الكلمة حلوة وخفيفة وسهلة لازم تتقال كده
ما ينفعش تتقال غير كده
من هذه المقولة تعرف أن عبد الوهاب كان يدرس كل كلمة بل كان يدرس الاحساس الناتج عن هذه الكلمة
وبناءاً عليه يتم وضع اللحن
أكرر هذا من وجهة نظري الشخصية
كذلك تلمس هذا في موسيقاه
والموضوع هنا أصعب
لإن الكلمة أسهل بكثير في التعبير عن الموسيقى
ففي موسيقى القافلة مثلا .. حينما تسمعها .. تجد ذهنك أوتوماتيكيا قد تخيل أمامه صحاء وقافلة مارة تشكي من طول الطريق ومن المشقة ..
وهناك العديد من الأمثلة بل أن أي لحن لعبد الوهاب يعتبر مثال للأغنية الوصفية
وهذه السمة موجودة في عبد الوهاب منذ نشأته
فتجد أن هذه العبقرية في التلحين في كل ألحانه من العشرينات وحتى آخر ألحانه ..
فمثلا أغنية يا لوعتي ياشقايا
لو نسمعها سويا نكتشف كيف وضّح عبد الوهاب كل كلمة في الأغنية باللحن المميز
في النهاية حتى لا أطيل على حضراتكم
فإن الأستاذ عبد الوهاب هو رائد الأغنية الوصفية المتجددة الأول
وأكرر مرة ثالثة هذا من وجهة نظري الشخصية المتواضعة

[عادل فؤاد رفاعى]

عبد الوهاب فى فترة الأربعينات قام بتلحين وغناء مجموعة من القصائد من عيار القنابل النووية إبتداها بالجندول .. (الموضوع قديم لكن أحببت أن اشارك فيه للرفع والتذكير فالموضوع لم يأخذ حقه من المشاركات بالرغم من أهميته!!!!)

[الألآتى]

الشكر كل الشكر لأخى العزيز حبيب عبد الوهاب .. لرفعه هذا الموضوع .. وإتاحة الفرصة للإنتباه إليه

وأعتذر للدكتور عادل لعدم إنتباهى للموضوع فى حينه

وهاقد أتت الفرصة لنتحدث عن عبقريات عبد الوهاب ..

ولقد قرأت ماجاء بمشاركة الأستاذ غازى الضبع ( أبو فارس ) ووصفه لعبد الوهاب بالصنايعى .. وهى حقيقة

وفى الواقع .. لم أجد أحسن من هذا الوصف كمدخل للحديث عن عبد الوهاب كملحن

وإذا إستمعنا للتسجيل الذى قام به الإذاعى محمد فتحى مع عبد الوهاب بخصوص ظروف تلحين الكرنك ..

سنعرف كيف كان عبد الوهاب يتصدى لتلحين أعماله .. والقصائد بالذات

لقد سافر عبد الوهاب للأقصر وقام بزيارة معبد الكرنك أكثر من مرة .. ليستلهم روح اللحن .. فكم من الملحنين يفعل ذلك ؟

لقد سمعنا وقرأنا .. أن ملحنينا الكبار فى زمن الفن الجميل .. كانوا يلحنون العمل الواحد فى سنة كاملة أو أكثر .. لمجرد أن الإلهام لم يأتى بعد .. الجملة اللحنية التى يبحثون عنها .. تائهة

أما عن عبد الوهاب رائد الأغنية الوصفية .. فهذا حديث ذو شجون .. ويحتاج لمقالات

فلنسمع إحدى قصائده .. وسنرى العجب .. كم هائل من التحويلات المقامية والتلوينات الإيقاعية ..

بالإضافة لأشكال التلحين المختلفة .. الغناء الإيقاعى .. الغناء الفالت .. الأدليب .. الكريشندو .. النويندو ..

ناهيك عن التمكن الغير نهائى فى الأداء ..

إن عبد الوهاب له أسلوب متميز فى التلحين .. يعتمد فى الأساس على ترجمة الجملة النصية لحنياً بكل مافى الكلمة من معنى ..

فتسمع الأغنية وتعيش معها .. وكأنك تشاهد فيديو كليب بأذنك . فعبد الوهاب ينقل لنا خياله ولايترك لك الفرصة لتتخيل بنفسك .. يسمعك مايريد أن يصل إليك من معانى ..

وإذا تجاوزنا هذا كله وإنتقلنا للجملة اللحنية نفسها .. فسنجد الأعجب والأجمل ..

سنسمع الطرب .. الجملة اللحنية الجميلة ..

وإذا عدنا لمقالات الأستاذ عادل صموئيل فى المنتدى .. وحديثه عن عبد الوهاب ..

سنعرف أن عبد الوهاب يعيد تلحين الجملة أكثر من مرة .. كما أنه يعدل ويبدل كثيراً أثناء البروفات حتى يرضى عن اللحن .. وإذا سمعنا عمل من أعمال عبد الوهاب .. لابد أن نتأكد ونتيقن .. أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان ..

أى ليس هناك حرفاُ يمكن أن يُضاف أو يُحذف .. فالأغنية تأخذ حقها تماماً فى التلحين .. مهما طالت مدة تلحينها .

والكلام يطول عن عبد الوهاب ويتشعب ..