السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة والاخوات الكرام
اسمحوا لي أن أدعوكم لنتجمع حول مائدة جديدة
مائدة توجد بها وجبة كاملة متكاملة
توجد بها فواتح شهية ، بروتينات ، فيتامينات ، نشويات وحلويات
إنها الصورة الغنائية الجميلة عـــواد
طبعا الصور الغنائية مجال كبير جدا للحديث والتحاور
وروادها مجال أكبر وأكبر ..
وقد لمع فيها أسماء كبيرة سواء في التأليف مثل زين العابدين عبد الله وعبد الفتاح مصطفى ومحمد متولي وإبراهيم رجب ..
وفي الألحان محمود الشريف وأحمد صدقي وسيد اسماعيل ..
وفي الإخراج طبعا كان أنور المشري وبابا شارو ومحمود السباع ..
وفي الغناء محمد قنديل وكارم محمود وحورية حسن وعبد المطلب
وفي التمثيل برع صلاح منصور ورفيعة الشال ... .. وغيرهم الكثير والكثير التي كانت الصور الغنائية فاتحة خير عليهم .
وفي وجبتنا اليوم صورة غنائية حالها مثل أغلب حال الصور الغنائية حيث تحمل لنا عِبرة وموعظة
وهي سمة أغلب الصور الغنائية والتي نفتقدها بالطبع في عصرنا الحالي ..
وقد كوّن وأعد وجبتنا اليوم كل من :
مرسي جميل عزيز في التأليف
والموسيقار كمال الطويل في التلحين
وكلا من سيد إسماعيل وسعاد مكاوي في الغناء
وأنور المشري في الإخراج
ولهذا فهي وجبة دسمة قوية غنية بكل عناصر التغذية الروحية السمعية
...
أرجوا من الجميع أن يسمعها ويتأملها من جميع جوانبها .
الدراما والطرب في نفس الوقت ..
...
والرجاء من الأخ الألاتي والدكتور أنس والدكتور راضي والأستاذ صلاح السويفي والدكتور جبر وجميع الأعضاء المحترمين الكرام .. أن يفيدونا بتعليقاتهم وردودهم وشرحهم وإيضاحهم ..
...
وللحديث بقية ..
عندما قابلت عمنا كبير الآلاتية ..
قولت له : إيه يا عم .. إنت لسه ماردتش ليه على عـــــواد ..
قاللي .. بقى جاي تعزمنا على صورة غنائية يا مفتري ..
استنى عليا شوية عشان دي عايزة مجهود كبير ..
.. أنا من رأيي نتكلم عليها واحدة واحدة ..
عشان نسهل الموضوع شوية ..
وبعدين نناقشها كلها .. ومن جميع أركانها ..
القصة .. الحوار .. الإخراج ..الآداء والتمثيل .. الألحان .. كلمات أغانيها ..
وهكذا ..
وعلى فكرة مدام هامو إن شاء الله هاتنورنا هنا .. وهاتحكي عن هذه الصورة الغنائية الجميلة .. عـــــواد
أستاذ غازى ..
و نعم الاختيار ..يا سلام على الوجبة الفنية ( الدسمة )
و فعلا الصور الغنائية لها عناصر فنية متعددة ..
فمن أداء تمثيلى صوتى ، الى بنية درامية ، الى غناء بعناصره الثلاثة ( أداء و كلمة و لحن ) ، الى اخراج يصهر كل تلك العناصر
لتصير وحدة متكاملة ..
و الصور الغنائية الاذاعية كنز يحوى دررا ( شديدة الندرة )
و يجدر بمؤسسة ( سماعى ) تدشين ما يمكن أن نسميه
( محمية طبيعية )
لتلك الصور الغنائية التى تمثل تراثا وجدانيا وجب احياؤه فى ضمائرنا و ضمائر أولانا ، لما فيها من عظة و عبرة و متعة فنية..
أستاذ سمعجي
والله حضرتك من أكبر المكاسب التي كسبتها من منتدى سماعي
ربنا يبارك فيك ، وفي بلاغتك ، ورُقيك في التعبير والتحدث
....
بالنسبة للصور الغنائية فهي كما تفضلت حضرتك بوصفها بوجبة دسمة
ولا يصح أي إضافات أو كلام بعد كلامك ..
....
ولكن ما أطلبه من دولة كرمكم هو تحدثك عن عناصر تكوين هذه الوجبة
والحبكة الدرامية ، وكيفية تطعيمها بالأغاني التي تثري الأحداث دون الإخلال بها لو صح التعبير
....
وهل كان لحضرتك أي تجارب تأليفية لمثل هذه الصور الغنائية ؟..
....
وسؤال أخير ..
....
ما هي أفضل الصور الغنائية التي تفضلها أو التي لها أي ذكرى مع حضرتك ؟
.....
أشكرك على حسن ظنك بى ..
و اعتقادى أن هناك من هو أقدر على تحليل عناصر هذا العمل المتميز ، و الذى أصبح يمثل تراثا مستقرا فى ضمائرنا ، و يستثير حنينا شجيا الى زمن انقضى !!
اعتقد أن استحضار الحالة النفسية للمتلقى ( القديم ) ، هو ضرورة للتشبع الوجدانى بالصورة الاذاعية .. فهى ( صورة ) تنفذ من المذياع الى سمع المتلقى ، ثم الى خياله مباشرة ، فيرسمها الخيال كيفما يشاء .. فالمستمع هنا يشارك ( شاء أو لم يشأ ) فى تصور ( الدراما الاذاعية ) .. بينما العمل المرئى ، يقدم رؤية محددة الملامح و المشاهد ، فتستقبلها ( العين ) استقبالا سلبيا
يتدخل فيها الخيال بقدر ضئيل
و دور المخرج للصورة الاذاعية هو فى المقام الأول شحذ خيال المستمع ، فلا يكتفى المخرج هنا بالسرد أو مناوبة الحوار فى أداء تمثيلى ..
بل يدعمه ( كما فعل أنورالمشرى فى عوّاد ) بأصوات خراف تثغو داخل البيوت ، و هديل طيور تتردد فى اتساع الحقول حين يكون المشهد (خارجيا ) ، و أصوات جموع متناثرة تنطلق فى صدى مكتوم حين يكون المشهد ( الصوتى ) داخل مقهى .. تلك مؤثرات صوتية تجعل العمل حيا و حيويا و شاحذا للخيال
و الصورة الغنائية ( عوّاد ) ذات الصيت و الشهرة فى عالم الدراما الاذاعية ، تدور فى أجواء ريفية محضة
و باستحضار الواقع الاجتماعى الذى عاصرته تلك ( الصورة ) ، فلن يخفى علينا أن عوّاد كُتبت ربما بتوجيه غير مباشر ، أو بتكليف من المؤسسة الاعلامية ، لتخدم توجهات مبادىء اجتماعية ، و التى تدعو الفلاح ( الصغير ) الى التمسك بالأرض التى تعد رمزا واضحا للانتماء ، والحض على الجد و الاجتهاد فى رعايتها و عدم التفريط فيها مهما كانت المغريات..
.
و مهما كان الدافع ( الخارجى ) وراء العمل ، و رغم ( شبهة ) التوجيه ، الا أن المناخ الفنى السائد فى ذلك الوقت ، لم يكن ليسمح بتمرير عمل فنى ضعيف ، و يكفى أن نتأمل الأسماء المشرقة للقائمين على ( عوّاد ) ..