* : السيره الهلاليه بصوت الشاعر محمد اليمنى (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : محمدابوضيف - - الوقت: 19h08 - التاريخ: 11/09/2025)           »          يوسف الرشيدي (الكاتـب : tarab - - الوقت: 18h15 - التاريخ: 11/09/2025)           »          أسطوانة " أغاني من اليمن" (الكاتـب : تيمورالجزائري - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h57 - التاريخ: 11/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 17h46 - التاريخ: 11/09/2025)           »          من تراث الموسقى اليمنيه (الكاتـب : هادي العمارتلي - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h37 - التاريخ: 11/09/2025)           »          فيصل علوي (الكاتـب : سيجمون - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h34 - التاريخ: 11/09/2025)           »          محمد حمود العوّامي (الكاتـب : Edriss - آخر مشاركة : ابن اليمن - - الوقت: 17h21 - التاريخ: 11/09/2025)           »          نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 09h29 - التاريخ: 11/09/2025)           »          المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h25 - التاريخ: 10/09/2025)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h43 - التاريخ: 10/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 19/05/2006, 19h15
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 839
افتراضي ابتسامة للشاعر فاروق جويدة

من ديوان : زمان القهر .. علمنى -- للشاعر فاروق جويدة

ابــــتســــامـــة
******

بالـــلـــه يا مولاى قــل لى
كيف تنبت فى جبين الحزن
...اطيـــــــــــــاف ابتسامة
و اراك يا مــــــولاى تضحك
و الصغار على رصيف الجوع
يلتـــــــــقطون شيـــــــــــــئا
..من صناديق القمــــــــــــامة
و يطل وجهـــــــــك فوق اوراق
الصحيفة يبـــــــــتـــــــــــــسم
ايقنت يا مــــــــــــــــــــــولاى
ان الجهـــــــل .. من خير النعم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/07/2006, 19h19
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 839
افتراضي الشاعر فاروق جويدة

ابيات من الشعر لفاروق جويدة من قصيدة بعنوان : لن أسلم رايتى ...الاحداث تتوالى فى الهجمة الصهيونية على ارض لبنان ...و كانت اليوم مذبحة قانا 2 .. احس و كاننى كهل مكبل لا يملك الا الدعاء .. و الكلمات

لن اسلم رايتى
_________

لن تسمعوا صوتى .. و لا صرخاتى
ما عاد يجدى النصح فى الاموات
من منجدى فى الحرب .. سيف عاجز
ام امة ركعت لقهر غـــــــــــزاة
من سامعى فى الاسر .. ليل حالك
ام امـة سكرت على مأساتى
من منقذى فى الموت .. عهد خائن
ام موكب للشجب و الصيحات
من ارتجى و العار يسكن امة
كفنتها فى القلب من سنوات
من منقذى و الدم بين عروقنا
يغلى بنار الحقد و اللعنات
انى سئمت النصح من كهانها
ما بين عهد كاذب .. و عظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت
لمواكب الطغيان و الظلمات
هى امة سكبت رحيق شبابها
و تشردت شيعا بكل شتات
هى امة باعت صهيل جيادها
للراكعين على حذاء طغاة
هى امة حكمت زمام شعوبها
بالموت .. و النيران و الصفقات
عار على الوطن العريق تساقطت
فرسانه كمدا بلا غزوات
و غدا قبيح الوجه يحمل سيفه
متعثر الاحلام و الخطوات
اين الطريق و قد تراخى عزمنا
و اسود وجه الكون فى نظراتى
انى كرهت الركض خلف هواجسى
و اضعت فى الزمن البغيض حياتى
*******
يا ضيعة العمر الطويل و خيبتى
فى امة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل اعظمى
و تكفن الجسد النحيل صلاتى
هذا المدى قبرى ..و تلك نهايتى
فالمجد بيتى..و العلا شرفاتى
انا صيحة الحق الجسور تفجرت
فى ظلمة اليأس الطويل العاتى
انا صرخة الامل الوليد تحجرت
فى عين طفل زائغ النظرات
انا فرحة بين الصغار و بسمة
تسرى كضوء الصبح فى الطرقات
انا نظرة القدس الحزينة كلما
نزفت على يدها عيون فتاة
قل ما اردت عن البطولة و الفدا
و اكتب جميل الشعر و الابيات
لا شئ اغلى من دماء مقاتل
بالدم يكتب اروع الصفحات
و الأن نرسم بالدماء طريقنا
هل بعد عطر الدم من كلمات
الان اسمع صوت كل شهيدة
قد زينت بدمائها راياتى
الأن ارقب وجه كل صغيرة
رفعت جبين القدس فى الساحات
قل ما اردت عن البطولة و الفدا
و اصرخ امام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي ارضنا
و شهادة عندى بالف صلاة
******
اما انا .. ساظل وحدى صامدا
وسط الخراب و لن تلين قناتى
وطنى الذى يوما جننت بحبه
ما زال حلمى .. قصتى .. مأساتى
قد عشت احلم ان اموت بارضه
و يكون اخر ما طوت صفحاتى
انى اراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم فى النكبات
فاذا توارى الوجه عودوا و اسمعوا
فى كل فاجعة صدى كلماتى
و لتذكرونى كلما لاحت لكم
فى ظلمة الوطن الحزين حياتى
سيطل طفل من رماد بيوتنا
و يطوف فوق القدس بالرايات
يا رب فلتقبل شهيدا يرتجى
منك الشهادة عند كل صلاة
اجمع بعين القدس يوما امتى
و انثر على ارض الصمود رفاتى
و لتنثروا جسدى على ارض الهدى
فى القدس .. فى سيناء .. فى عرفات
صلوا على الجسد النحيل و اغلقوا
عينى على الوطن الحبيب الاتى
و لتدفنونى يا رفاقى واقفا
لن ينحنى رأسى لقهر طغاة
فانا الصمود .. انا الشموخ .. انا الردى
انا لن اسلم رايتى .. لغزاة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03/09/2007, 20h30
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي فاروق جويدة

شاعر مصري معاصر

نظم كثيرا من ألوان الشعر .. ابتداء بالقصيدة العمودية
وانتهاء بالمسرح الشعري
قدم للمكتبة العربية 32 كتابا
من بينها 16 مجموعة شعرية
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية


تحت أقدام الزمان

واستراحَ الشـوقُ منـي ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمنـي
واستكانَ الحـب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّـي
آه يا دنـياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي
***
آه يا لحناً قضيتُ العمـرَ
أجمعُ فيه نفسي !!
رغم كل الحـزنِ
عشتُ أراهُ أحلامي
ويأسي ..
ثم ضاع اللحـنُ منّـي
واستكـانْ
واستـراح الشوقُ
واختنقَ الحنـــانْ
***
حبنا قد ماتَ طفلاً
في رفاتِ الطفلِ
تصرخُ مهجتانْ
في ضريحِ الحبّ
تبكي شمعتانْ
هكذا نمضي .. حيارى
تحت أقدام الزمـانْ
كيف نغرقُ في زمانٍ
كل شيءٍ فيهِ
ينضحُ بالهـوانْ
***
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03/09/2007, 20h32
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: فاروق جويدة

بائع الأحلام

لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03/09/2007, 20h35
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: فاروق جويدة

بالرغم منّا .. قد نضيع


( 1 )

قد قال لي يوماً أبي

إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب

وغدوت تلعق من ثراها البؤس

في الليل الكئيب

قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب

إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام

أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان

أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان

إن ضاقت الدنيا عليك

فخذ همومك في يديك

واذهب إلى قبر الحسين

وهناك صلي ركعتين

(2)

كانت حياتي مثل كل العاشقين

والعمر أشواق يداعبها الحنين

كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين

كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين

أو دعوة لله أن يرضى عليه

لكي يرى .. جد الحسين

قد كنت مثل أبي أصلي في المساء

وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء

أو أقرأ الكتب القديمة

أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء

(3)

وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب

ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي

وسط الضباب وفي الزحامِ

يهزني في مضجعي

ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب

أحشاؤها حُبلى بطفلٍ

غير معروف الهوية

أحزانها كرمادِ أنثى

ربما كانت ضحية

أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين

طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين

أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل

كم من دماء الناس

ينـزف دون جرح .. أو طبيب

لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل

هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام

ما أثقل الدنيا ...

وكل الناس تحيا .. بالكلام

(4)

وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء

أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف

جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف

ماتوا يريدون الرغيف

شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب

ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام

قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام

قد كان لي عقل يفجر

في صخور الأرض أنهار الضياء

لم يبق في الدنيا حياء

قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني

المجنونُ .. بين العقلاء

قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء

(5)

دربُ المدينة صارخُ الألوانِ

فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني

والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ

هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ

أبتاه .. أيامي هنا تمضي

مع الحزن العميق

وأعيشُ وحدي ..

قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق

دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق

تتربع الأحزانُ في أرجائه

ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03/09/2007, 20h39
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: فاروق جويدة

تكملة

(6)

ماذا ستفعل يا أبي

إن جئتَ يوماً دربنا

أترى ستحيا مثلنا ؟؟

ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا

وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا

وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب

أين المفر؟

والعمرُ يسرع للغروب

(7)

أبتاهُ .. لا تحزن

فقد مضت السنين

ولم أصلِّ .. في الحسين

لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي

لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء

بالرغم منا .. قد نضيع

بالرغم منا .. قد نضيع

من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟

من يجعل الغصنَ العقيمَ

يجيء يوماً .. بالربيع ؟

من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟

(8)

أبتاهُ

بالأمس عدتُ إلى الحسين

صليتُ فيه الركعتين

بقيت همومي مثلما كانت

صارت همومي في المدينةِ

لا تذوب بركعتين
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02/01/2008, 22h34
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: February 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 246
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أول كلامي سلام ..

كان فاروق جويدة هو ضيف المذيعة المتألقة منى الشاذلي وبرنامج العاشرة مساء آخر حلقات 2007 ، وفي هذه الحلقة تحدث كعادته بالصراحة والمكاشفة ، وألقى قصيدته التي كما فهمت كانت الوحيدة التي كتبها في 2007 كمدا وألما على حلم ضاع مع من ابتلعهم البحر على سواحل أوروبا.



كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي
أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي
لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا
غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد
هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه
قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ
قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي
أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ
أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي
لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي
أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي
يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي
أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا
صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ
اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي
غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي
فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ
وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ
وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ
نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ
هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا
وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ
لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي
تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ
فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي
تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ
لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا
حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي
لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ
وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ
وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا
بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ
مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ
مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ
تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا
وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ
شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا
ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي
أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا
بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ
لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ
وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ
لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي
عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي
فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ
كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي
الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ
خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ
تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا
والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي
نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ
وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ
وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ
فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ
أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا
كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ
البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا
تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ
حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً
وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي
هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي
وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي
رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ
مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي
وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ
حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ
شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا
للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ
كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا
وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي
مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا
وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي
عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا
وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ
كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا
وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ!
في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ
حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ
قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي
وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ
قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ
وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي
وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي:
هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

فاروق جويدة

========================

النص منقول عن صحيفة المصري اليوم ، عدد 2/يناير/2008

تحياتي

محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07/09/2007, 20h51
MAAAB1 MAAAB1 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:16330
 
تاريخ التسجيل: February 2007
الجنسية: المانية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 1,194
افتراضي فاروق جويدة ـ المجموعة الكاملة

مساء الورد

فاروق جويدة ـ المجموعة الكاملة

المجموعة مكونة من الدواويين وهي :

حبيبتي لاترحلي
ويبقى الحب
وللأشواق عودة
في عينك عنواني
دائما أنت بقلبي
لأني أحبك
شئ سيبقى بيننا
طاوعني قلبي بالنسيان
ملعون يا سيف أخي


مسرحيتان شعريتان :

الوزير العاشق
دماء على ستار الكعبة


تقبلوا تحياتي
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf Farouq 3.pdf‏ (455.0 كيلوبايت, المشاهدات 142)
نوع الملف: pdf Farouq 2.pdf‏ (3.64 ميجابايت, المشاهدات 141)
نوع الملف: pdf Farouq 1.pdf‏ (3.31 ميجابايت, المشاهدات 182)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12/11/2008, 22h28
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أنا لا أبيع العمر

لاتشعريني أن عمري
كان عندكِ ليلةََ ثم انتهت
ومضت كما يمضي الزمن
فالعمر بعدكِ لحظةٌ خرساء
تسبح في الوجود بلا وطن
لا تشعريني أنني
أصبحت يوماََ عابراََ وطويتهِ
أنا لا أبيع العمر يا عمري
ولا أرضى الثمن
العش تحمله الرياح
يضيق وجه الأرض
ترتعد الطيور
تدور تبحث عن سكن
ماذا سيُبقي الحزن في قلب ٍ جريح
غيرأطلال الشجن .

ما زلتُ أذكر وجهكِ الفضي
حين أتيتِ خلف الليل نهراََ من شعاع
كم كان طيفكِ يحتويني من ظلال الخوف
كيف الآن يلقيني الى هذا الضياع
أمضي على الطرقات وحدي
ألقي بعض اخفاقي على هذا القناع
لا تشعريني أنني أخطأت
حين أتيت ألتمس الأمان
فوجدتُ خلف الجنّة الخضراء
أنقاضاََ وأطلالاََ وخوفاََ وامتهان

لا تشعريني أنّ حبكِ
كان أكبر معصية
قولي سئمنا ربما
قولي كرهنا ربما
قولي بأنّي كنت وهماََ
أو خيالاََ في حياتك
لكن بربك لاتقولي
ان عمري كان عندكِ ليلةََ من أمنياتك
ما عدت أملك من زماني
غير ما عشنا معاََ
لا تشعريني أنني ما كنت شيئاََ
غير تأكيدٍ لذاتك

اني أحبكِ
آه ما أقسى النهاية
قد كنتُ عندكِ ليلةََ
ثم انتهت كل الرواية
هذا جنين الحب أحمله قتيلاََ
من ترى ارتكب الجناية
الله يعلم أنني يوماََ وهبتكِ
كل ما عندي .. وصدّقت الحكاية
ان كنتُ عندكِ ليلةََ
قد كنتِ في عمري النهاية والبداية
والله يهدي من يشاء
وليس لي سر الهداية !!
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09/01/2009, 09h01
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: November 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 79
المشاركات: 686
افتراضي فاروق جويده يودع بوش بحذاء شعرى

قصيدة للشاعر الكبير فاروق جويدة
ارحلْ.. وعارُكَ فى يديكْ

المصرى اليوم :٩/ ١/ ٢٠٠٩
اللوحة للفنانة السعودية شاليمار الشربتلى

فى وداع بوش

كل الذى أخفيته يبدو عليكْ
فاخلع ثيابك وارتحلْ
اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ يوماً عارياً
فارحل وعارُكَ فى يديكْ

لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة
أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ

لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابكَ
ربما سكنتْ إليكْ

لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ
لعلها تبكى عليكْ

لا تنتظر صفحاً جميلاً
فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ

وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ
مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ

كل الصغار الضائعين
على بحارِ الدم فى بغدادَ صاروا..
وشمَ عارٍ فى جبينكَ
كلما أخفيتَه يبدو عليكْ

كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ
الآن تحمل سخطَها الدامى
وتلعنُ والديكْ

ماذا تبقى من حشود الموتِ
فى بغدادَ.. قلْ لى
لم يعد شىء لديكْ

هذى نهايتك الحزينة
بين أطلال الخرائبِ
والدمارُ يلف غزةَ
والليالى السودُ.. شاهدةً عليكْ

فارحل وعاركَ فى يديكْ
الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ..

■ ■ ■

ارحل وعارُكَ فى يديكْ

انظرْ إلى صمتِ المساجدِ
والمنابر تشتكى
ويصيحُ فى أرجائها شبحُ الدمارْ

انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها
ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ

الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
خلفَ جنودك القتلى
وعارك أى عارْ

مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ
لن يفيدكَ الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!

لعيونِ طفلٍ
مات فى عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!

لدموعِ أمٍّ
لم تزل تبكى وحيداً
صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟!

لمواكبٍ غابت
وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟

لأماكنٍ تبكى على أطلالها
ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟!

للّهِ حين تنام
فى قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!!

■ ■ ■

ارحل وعارك فى يديكْ

لا شىء يبكى فى رحيلك..
رغم أن الناس تبكى عادة
عند الرحيلْ

لا شىء يبدو فى وداعك
لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ

مالى أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ

مالى أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ

اسمعْ جنودكَ
فى ثرى بغدادَ ينتحبون فى هلعٍ
فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ..

جثث الجنودِ على المفارقِ
بين مأجورٍ يعربدُ
أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ

ماذا تركتَ الآن فى بغدادَ من ذكرى
على وجه الجداولِ..
غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ

صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات فى الثرى الدامى
صراخٌ.. أو عويلْ..

طفلٌ يفتش فى ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ فى فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ

سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!

الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
تحمل عارك المسكونَ
بالنصر المزيفِ
حلمَكَ الواهى الهزيلْ..

■ ■ ■

ارحلْ وعارُكَ فى يديكْ

هذى سفينَتك الكئيبةُ
فى سوادِ الليل ترحلُ
لا أمانَ.. ولا شراعْ

تمضى وحيداً فى خريف العمرِ
لا عرشٌ لديكَ.. ولا متاعْ

لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سنداً.. ولا أتباعْ

كلُّ العصابةِ فارقتكَ إلى الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ

الكونُ فى عينيكَ كان مواكباً للشرِّ..
والدنيا قطيعٌ من رعاعْ

الأفق يهربُ والسفينةُ تختفى
بين العواصفِ.. والقلاعْ

هذا ضميرُ الكون يصرخُ
والشموعُ السودُ تلهثُ
خلفَ قافلةِ الوداعْ

والدهر يروى قصةَ السلطانِ
يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ
ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ

هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ
موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ

■ ■ ■

ما عاد يُجِدى..
أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ..
يوماً للوراءْ

أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ..
وأنت تُخفى من حياتكَ صفحةً سوداءْ

هذا كتابك فى يديكَ
فكيف تحلم أن ترى..
عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ

الأمسُ ماتَ..
ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ

وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ
فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ

وإذا برئتَ من الدماءِ..
فلن تُبَرئَكَ السماءْ

لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ
لن يطهرَكَ البكاءْ

كل الذى فى الأرضِ
يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداءْ

أخطأتَ حين ظننتَ يوماً
أن فى التاريخ أمجاداً
لبعضِ الأغبياءْ..

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

وجهٌ كئيبٌ
وجهك المنقوشُ
فوق شواهدِ الموتى
وسكان القبورْ

أشلاءُ غزةَ
والدمارُ سفينةٌ سوداءُ
تقتحمُ المفارقَ والجسورْ

انظر إلى الأطفال يرتعدون
فى صخب الليالى السود..
والحقدُ الدفينُ على الوجوهِ
زئيرُ بركانٍ يثورْ

وجهٌ قبيحٌ وجهك المرصودُ
من عبثِ الضلالِ.. وأوصياءِ الزورْ

لم يبق فى بغداد شىءٌ..
فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارع
والرَّدَى شبحٌ يدورْ

حزن المساجد والمنابرِ تشتكى
صلواتُها الخرساءُ..
من زمنِ الضلالةِ والفجورْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

ما عاد يُجدى
أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ
أن تبدى أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ

فيداكَ غارقتانِ فى أنهار دمْ
شبحُ الشظايا والمدى قتلى
ووجه الكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ
من ألفِ عامٍ لم ينمْ

جثثٌ النخيل على الضفافِ
وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزناً.. والعدمْ

شطآن غزةَ كيف شردها الخرابُ
ومات فى أحشائها أحلى نغمْ

وطنٌ عريق كان أرضاً للبطولةِ..
صار مأوىً للرممْ!

الآن يروى الهاربونَ من الجحيمِ
حكايةَ الذئبِ الذى أكل الغنمْ:

كان القطيع ينام سكراناً
من النفطِ المعتَّقِ
والعطايا.. والهدايا.. والنعمْ

منذ الأزلْ
كانوا يسمونَ العربْ
عبدوا العجولَ.. وتَوَّجوا الأصنامَ..
واسترخت قوافلُهم.. وناموا كالقطيع
وكل قافلةٍ يزينها صنمْ

يقضون نصفَ الليلِ فى وكرِ البغايا..
يشربونَ الوهمَ فى سفحِ الهرمْ

الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت ـ وربِّ الناس ـ
من خير الأممْ..

يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ فى دم الفراتِ..
وهام فى نفطِ الخليج..
وعَاثَ فيهم وانتقمْ

سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً فى الحرمْ

قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ

الأمةُ الخرساءُ تركع دائماً
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ

لم يبق شىء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ

أطفالُ غزةَ يرسمونَ على
ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ..
وألفَ وجهٍ للألمْ

الموتُ حاصرهم فناموا فى القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ

يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ
أطلقَ الفئرانَ ليلاً فى المدينةِ
ثم أسكره الدمارُ
مضى سعيداً.. وابتسمْ..

فى صمتها تنعى المدينةُ
أمةً غرقتْ مع الطوفانِ
واسترختْ سنيناً فى العدمْ

يحكون عن زمنِ النطاعةِ
عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ

والراكعون على الكراسى
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ

الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ
يجمع الحراسَ فيها.. والخدمْ

ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاء مشانقاً
سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ

والأمةُ الخرساءُ
تروى قصةَ الذئبِ الذى
خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

مازلت تنتظر الجنود العائدينَ..
بلا وجوه.. أو ملامحْ

صاروا على وجه الزمانٍ
خريطةً صماءَ تروى..
ما ارتكبتَ من المآسى.. والمذابح

قد كنت تحلمُ أن تصافحهم
ولكن الشواهدَ والمقابرَ لا تصافِحْ

إن كنتَ ترجو العفو منهم
كيف للأشلاءِ يوماً أن تسامحْ

بين القبورِ تطل أسماءٌ..
وتسرى صرخةٌ خرساءُ
نامت فى الجوانحْ

فرقٌ كبيرٌ..
بين سلطانٍ يتوِّجُه الجلالُ
وبين سفاح تطارده الفضائحْ

■ ■ ■

الآن ترحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ

فى موكبِ التاريخِ
سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الدمارِ وعصبةِ الطغيانْ

ارحل وسافرْ..
فى كهوفِ الصمتِ والنسيانْ

فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ

الآن تسكر.. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الأكفانْ

سيطل وجهك دائماً
فى ساحةِ الموتِ الجبانْ

وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الحقدِ.. والعدوانْ

فى كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ

فى كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ

فى كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ

قُلْ لى بربكَ..
كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!

ما أسوأَ الإنسانَ..
حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

فى قصرك الريفى..
سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ

وترى الجنودَ الراحلينَ
شريط أحزانٍ على الجدرانْ

يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ
أفواجاً على الميدانْ

يتسللونَ من الحدائقِ.. والفنادقِ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ

وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك فى جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ

أين المفر وكل ما فى الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!

الناسُ.. والطرقاتُ.. والشهداءُ والقتلى
عويلُ البحر والشطآنْ

والآن لا جيشٌ.. ولا بطشٌ.. ولا سلطانْ

وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟

يرتد صوتُ الموت يجتاح المدينَةَ
لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ

هربوا جميعاً..
بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!

ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ

حشدُ الجنودِ العائدينَ
على جناحِ الموتِ
أسماءً بلا عنوانْ

صور الضحايا والدماءُ السودُ..
تنزف من مآقيهم بكل مكانْ

أطلالُ بغدادَ الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ

صوتُ الشهيدِ على روابى القدسِ..
يقرأ سورةَ الرحمنْ

وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجرِ
فى شوقٍ تعانق مريم العذراءَ
يرتفع الأذانْ

الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رؤوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ

مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟

هذى أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ

يتظاهرُ العربى.. والغربى
والقبطى والبوذى
ضد مجازر الشيطانْ

حين استوى فى الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه فى الأديان

فتوحدت فى كل شىء صورةُ الإيمانْ

وأضاءت الدنيا بنور الحق
فى التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ

اللّه جل جلاله.. فى كل شىء
كرم الإنسانْ

لا فرقَ فى لونٍ.. ولا دينٍ
ولا لغةٍ.. ولا أوطانْ

«خلق الإنسان علمه البيان»
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيانْ

العدلُ والحقُ المثابر
والضميرُ.. هديً لكل زمانْ

كل الذى فى الكون يقرأ
سورةَ الإنسانْ..
يرسم صورةَ الإنسانْ..
فاللّه وحدنا.. وفرق بيننا الطغيانْ

■ ■ ■

فاخلعْ ثيابكَ وارتحلْ
وارحل وعارك فى يديكْ
فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكْ


سمير عبد الرازق
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 20h15.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd