محمد عبد الوهاب وخلفاؤه بقلم عامر ندروس
(الجزء الاول)
منقول من صفحة عيون التراث facebook
عاش عبد الوهاب طوال حياته الفنية بلا منافس حقيقي بالرغم من كثرة منافسيه وخلفائه ماهو السر؟ صوته أم ألحانه أم شيء ما غامض يتعلق بشخصيه الفنية؟؟
من يستمع إلى الاسطوانات الأولى لعبد الوهاب والتي سجها عام 1920 (أتيت فألفيتها ساهرة) (ويلاه ماحيلتي ويلاه ماعملي) يظن لأول وهلة انه يستمع للشيخ سلامة حجازي بصوته النحيل الحاد الكثير الذبذبة والارتعاش .
وكما استمات عبد الوهاب في اقتفاء اثار الشيخ سلامة حجازي استمات في تتبع خطوات الشيخ سيد درويش فانقلب من يمين الفن الى يساره ومن مطرب قديم الى مطرب جديد والذي يسمع عبد الوهاب وهو يغني في منتصف العشرينيات من القرن الماضي يخيل اليه انه نقل ألحان سيد درويش بلا تصرف ولولا اختلاف صوتيهما لكان التمييز بينهما شديد الصعوبة.
فصوت عبد الوهاب القديم بين أعوام (1926 – 1932) ينتمي إلى قسم (التينور) في الأصوات الرجالية و (الباريتون) أيضا فهو يمتد على مساحة من الباريتون تبلغ عشر مقامات تقريبا ثم يمتد فوقها على مساحة من التينور الثاني تبلغ خمسة مقامات تقريبا والنسب بين مقاماته العالية والمنخفضة مضبوطة ضبطا محكما ونبراته صافية وذبذباته واسعة وحلاوته ظاهرة
فمنذ أواخر العشرينيات أصبح صوته ناضجا مكتمل النبرات مصقول المساحة قرارا وجوابا وكان اشهر المطربين المحافظين على ذاك العهد العملاق صالح عبد الحي ومحمود صبح وزكي مراد وامين حسنين فتراجع زكي مراد وجلس عبد الوهاب على عرش الغناء الجديد وهناك ميزة تفرد بها عبد الوهاب وهي الموهبة الجبارة في تذوق الانغام واختراع الجديد منها ومزجها وتفريع غصن من اصل او استنبات أصل من فرع فكان متفوقا عليهم تفوقا لاسبيل الى لحاقهم به وبذلك اكتملت له اسباب التفوق على معاصريه فاطفأهم جميعا وتفرد وحده بالسيطرة على الأسماع.
ان عبد الوهاب الذي يقتبس من الموسيقى الأوروبية هو عبد الوهاب الذي أصغى جيدا إلى تجويد الشيخين علي محمود ومحمد رفعت.
الحديث لن ينتهي عند هذا الحد فتابعونا .
|
العرض المتطور
