* : من الجانى ـ شافيه ـ دريه أحمد ـ محمد البكار ـ إ يس ـ ث حلمى 1944 (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h07 - التاريخ: 25/05/2024)           »          ١٧ يناير ١٩٦٣ سينما قصر النيل حفله خيريه * الحب كده * (الكاتـب : tarab - آخر مشاركة : باسل درويش - - الوقت: 21h55 - التاريخ: 25/05/2024)           »          نجـاح ســلام- 13 مارس 1931 - 28 سبتمبر 2023 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : محمد الصباح - - الوقت: 19h44 - التاريخ: 25/05/2024)           »          يوسف عمر- 1918 - 1986 (الكاتـب : طبيب نفسي - آخر مشاركة : جواد كاظم سعيد - - الوقت: 17h29 - التاريخ: 25/05/2024)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - - الوقت: 16h45 - التاريخ: 25/05/2024)           »          المربعات البغدادية (الكاتـب : alrassam - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 16h43 - التاريخ: 25/05/2024)           »          صور الفنانة وردة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h41 - التاريخ: 25/05/2024)           »          مقام الحجاز آچـغ - المجلد السادس والخمسون- المكتبة الحسنية للمقام العراقي (الكاتـب : محمد الساكني - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 15h41 - التاريخ: 25/05/2024)           »          امل مرقص (الكاتـب : talal_adnan - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 15h33 - التاريخ: 25/05/2024)           »          عوض دوخي - الأغانى العاطفيه (الكاتـب : صالح المزيون - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 12h39 - التاريخ: 25/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 24/11/2007, 21h32
الصورة الرمزية عماد جمعة
عماد جمعة عماد جمعة غير متصل  
مميز
رقم العضوية:39570
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 53
المشاركات: 132
افتراضي

حسان بن ثابت

نبذة من حياته

هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز وأقامت في المدينة مع الأوس . ولد في المدينة قبل مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنحو ثماني سنين ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين أخرى . شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل . فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي ، من سادة قومه وأشرافهم . وأمه " الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون " خزرجية مثل أبيه . وحسان بن ثابت ليس خزرجيا فحسب بل هو أيضا من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فله به صلة وقرابة.
وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين الأوس والخزرج ، تكثر فيها الخصومات والحروب ، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس ، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية ، فطارت له في البلاد العربية شهرة واسعة .
وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة ، يمدحهم بشعره ، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان . فقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارف ظلالها . ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر ، فحل محل النابغة ، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان ، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان ، فتركه حسان مكرها ، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة بالشعر المدحي وأساليبه ، ومعرفة بالشعر الهجائي ومذاهبه . ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم ، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية .
وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام ، والمناضلة دونه بسلاحي مدحه وهجائه .
لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره ، هاجر إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فدخل في الإسلام . وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانية ، ويدافع عن محمد والإسلام ، ويهجو خصومهما . قال صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار :
" ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ " فقال حسان بن ثابت : أنا لها ، وأخذ بطرف لسانه ، وقال عليه السلام :
" والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء "
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء ، بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صح إسلامهم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان ، وكان يحثه على ذلك ويدعو له بمثل :" اللهم أيده بروح القدس" عطف عليه ، وقربه منه ، وقسم له من الغنائم والعطايا . إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان ، إنما كان يهجوهم بالأيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب . ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا . كان حسان بن ثابت لا يقوى قلبه على الحرب ، فاكتفى بالشعر ، ولم ينصر محمدا بسيفه ، ولم يشهد معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوة .
مما لا شك فيه أن حسان بن ثابت كان يحظى بمنزلة رفيعة ، يجله الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء . في نفس الوقت ، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه موقفا خاصا من الشعر ، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردة لم تدع له وقتا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم . في حين نجد أن عمر رضي الله عنه يحب الشعر ، خاصة ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى . وقد روي عن كل من الخليفتين الراشدين عددا من الأبيات لسنا في صدد إيرادها .
يقول الدكتور محمد مصطفى سلام : لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أو رثاهم به.
حادثة الإفك : يذهب بعض الرواة إلى أن حسان بن ثابت كان ممن خاض في حديث الإفك الكاذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قبل إسلامه ، ونراه يعلن براءته من هذا القول الآثم بأشعار يمدحها بها مدحا رائعا مثل قوله :
حصان رزان ما تـزن بريبـة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فإن كان ما قد قيل عني قلته
فلا رفعت سوطى إلي أنامـل
ويظهر أن بعض المهاجرين وعلى رأسهم صفوان بن المعطل أثاروه في هذا الحادث ، حتى وجد وجدا شديدا فقال :
أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا
وابن الفريعة أمسى بيضـة البلـد
وفاته
توفي حسان بن ثابت في المدينة المنورة سنه 54 للهجرة. قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام. وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.



عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،
عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ، إلى عذراءَ منزلها خلاءُ
دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ، تعفيها الروامسُ والسماءُ
وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ، خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ
فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ، يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ
لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ، فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ
كَأَنَّ خَبيأَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ
عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ
إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً، فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ
نُوَلّيَها المَلامَة َ، إنْ ألِمْنَا، إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ
ونشربها فتتركنا ملوكاً، وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُبَارِينَ الأعِنّة َ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ، تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا، وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ، يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا، وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ
شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ! فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً، همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ
لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ
فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا، ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني، فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ
وأن سيوفنا تركتك عبدا وعبد الدار سادتها الإماء
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ، تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ
هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ، وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ، فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ
هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً، أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ، ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ
فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
فإما تثقفنّ بنو لؤيٍ جُذَيْمَة َ، إنّ قَتْلَهُمُ شِفَاءُ
أولئكَ معشرٌ نصروا علينا، ففي أظفارنا منهمْ دماءُ
وَحِلْفُ الحارِثِ بْن أبي ضِرَارٍ، وَحِلْفُ قُرَيْظَة ٍ مِنّا بَرَاءُ
لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ، وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ


هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ

هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ
ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ
فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدة ٍ بَيْضَاءَ، آنِسَة ِ الحدِيثِ، كَعَابِ
واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ
أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ، وألّبُوا أهْلَ القُرَى ، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ
جَيْشٌ، عُيَيْنَة ُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم، متخمطينَ بحلبة ِ الأحزابِ
حتّى إذا وَرَدُوا المَدينة َ وارتَجَوْا قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ
وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ، ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ
بهُبُوبِ مُعصِفَة ٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ، وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ
وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ
مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا، فَفَرّجَ عَنهُمُ تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ
وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ، وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ، والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ، فَأرَانَهُ في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب


عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ

عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيبِ
تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ
فأمْسَى رَسْمُها خَلَقاً، وأمْسَتْ يَبَاباً بَعْدَ سَاكِنِها الحَبيبِ
فَدَعْ عَنكَ التذكّرَ كلَّ يومٍ، وَرُدَّ حَرارة َ الصّدْرِ الكَئيبِ
وَخَبّرْ بالّذي لا عَيْبَ فيهِ، بصدقٍ، غيرِ إخبارِ الكذوبِ
بمَا صَنَعَ المَلِيكُ غَدَاة َ بَدْرٍ لنا في المشركينَ منَ النصيبِ
غداة َ كأنّ جمعهمُ حراءٌ بَدَتْ أرْكَانُهُ جِنْحَ الغُرُوبِ
فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ
أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً، وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا: صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ


تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ

تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ تهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا
أبيتُ أراعيها كأنيموكلٌ بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا
إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا
غَوَائِرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغَّبا
أخَافُ مُفَاجَاة َ الفِرَاقِ بِبَغْتَة ٍ، وصرفَ النوى من أن تشتّ وتشعبا
وأيقنتُ لما قوضَ الحيُّ خيمهمْ بِرَوْعاتِ بَيْنٍ تَترُك الرّأسَ أشْيَبَا
وَأسْمَعَكَ الدّاعي الفَصِيحُ بفُرْقَة ٍ، وقدْ جَنَحَتْ شمسُ النّهارِ لِتَغْرُبا
وَبيّنَ في صَوْتِ الغُرَابِ اغتِرَابُهُمْ، عَشِيّة َ أوْفَى غُصْنَ بانٍ، فَطَرّبَا
وَفي الطّيرِ بالعَلْيَاءِ إذ عَرَضَتْ لَنَا، وَمَا الطّيرُ إلاّ أن تَمُرّ وَتَنْعَبَا
وكِدتُ غَداة َ البعينِ يَغْلِبُني الهوَى ، أُعَالِجُ نَفْسي أنْ أقُومَ فأرْكَبَا
وكيفَ ولا ينسى التصابيَ بعدما تجاوَزَ رَأسَ الأرْبَعينَ وَجَرّبَا
وقدْ بَانَ ما يأتي من الأمرِ، واكْتَسَتْ مَفَارِقُهُ لَوْناً مِنَ الشّيْبِ مُغْرَبا
أتجمعُ شوقاً إن تراختْ بها النوى وصداً، إذا ما أسقبتْ، وتجنبا
إذا أنبتّ أسبابُ الهوى ، وتصدعتْ عَصَا البَينِ لم تسطِعْ لِشعثَاءَ مَطْلَبا
وكيْفَ تَصَدّي المرْءِ ذي اللبّ للصِّبَا، وَلَيْسَ بمَعْذُورٍ، إذا ما تَطَرَّبَا
أطيلُ اجتناباً عنهمُ، غيرَ بغضة ٍ وَلكِنّ بُقْيَا رَهْبَة ٍ وَتَصَحُّبَا
ألا لا أرَى جاراً يُعلِّلُ نَفْسَهُ مطاعاً، ولا جاراً لشعثاءَ معتبا


قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ مَا بهِ بَادَ وَلا قَارِبُ
غَيّرَتْهُ الرّيحُ تَسْفي بِهِ، وَهَزيمٌ رَعْدُهُ وَاصِبُ
وَلَقَدْ كانَتْ تَكُونُ بِهِ طفلة ٌ،ممكورة ٌ، كاعبُ
وَكّلَتْ قَلبي بِذِكْرَتِهَا، فالهوى لي فادحٌ، غالبُ
ليسَ لي منها مؤاسٍ، ولا بُدَّ ممّا يَجْلُبُ الجالِبُ
وكأنّي، حينَ أذْكُرُهَا، مِنْ حُمَيّا قَهْوَة ٍ شَارِبُ
أكَعَهْدي هَضْبُ ذي نَفَرٍ، فَلِوَى الأعْرَافِ، فالضّارِبُ
فَلِوَى الخُرْبَة ِ، إذْ أهْلُنَا، كلَّ ممسى ً، سامرٌ، لاعبُ
فابْكِ ما شِئْتَ على ما انْقَضَى ، كلُّ وصلٍ منقضٍ ذاهبُ
لَوْ يَرُدّ الدّمْعُ شَيْئاً لَقَدُ ردّ شيئاً دمعكَ الساكبُ
لم تكنْ سعدى لتنصفني قلما ينصفني الصاحبُ
كأخٍ لي لا أعاتبهُ وبما يستكثرُ العاتبُ
حَدّثَ الشّاهِدُ مِنْ قَوْلِهِ بالذي يخفي لنا الغائبُ
وَبَدَتْ مِنْهُ مُزَمَّلَة ٌ، حلمهُ في غيها ذاهبُ

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 24/07/2009 الساعة 06h25
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25/11/2007, 01h10
الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
يوسف أبوسالم يوسف أبوسالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:47645
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: أردنية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 241
افتراضي رد: شعراء العصر الجاهلى

أخي عماد جمعة
صباح الخير

شكرا لك على هذا المجهود الكبير لإبراز شعراء
العصر الجاهلي...
ولكن لي بعض الملاحظات أرجو أن تتقبلها استكمالا للفائدة
1- النبذة عن حياة حسان بن ثايت ..قصيرة جدا
ولا تغطي كثيرا من حياة هذا الشاعر
2- القصائد المرفقة ..
حبذا لوتم ذكر بعض الإضاءات على كل قصيدة مثل ..
المناسبة التي قيلت فيها
الظروف المحيطة بها
في أي مرحلة من مراحل حياة الشاعر قيلت
3- تم ذكر بعض المراجع في النبذه عن حياة الشاعر
لكن لم تذكر من أي مصدر جاءت هذه القصائد

4- قصيدة عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ

أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً، وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا: صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ

من الواضح أن هذه القصيدة قيلت في العصر الإسلامي
لأن فيها ذكر للرسول ومقتل أبي جهل ..
وبذلك فأنت تتحدث هنا عن العصر الإسلامي وشعرائه
وليس عن حسان بن ثابت ..الجاهلي
أي أن هذه القصيدة ما كان يجب أن توضع ضمن أعمال
شعراء العصر الجاهلي بل الإسلامي
وتحياتي













__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع


مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24/02/2008, 21h04
مصطفى جابر مصطفى جابر غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:171169
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1
افتراضي الشعر الجاهلى

السلام عليكم باذن الله ساااشارك بموضوع جديد وهوعن الشعر الجاهلى وكا ن رائد لهذا الشعر الاعشى هو ميمون بن قيس كان أعمى جاهلياً قديماً أدرك الإسلام فخرج يريد الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية قيل أن أبو سفيان لقيه فسأله عن وجهه الذي يريد فقال أريد محمد فقال له أبو سفيان أنه يحرم عليك الخمر والزنا والقمار فقال: أما الزنا فقد تركني ولم أتركه ، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً وأما القمار فلعلي أصيب منها خلفاً قال : أبو سفيان فهل لك إلى خير : قال : ما هو ؟ بيننا وبينه هدنة فترجع عامك هذا وتأخذ مائة ناقة حمراء فأن ظهر ظهر بعد ذلك أتيته ، وأن ظفرنا به كنت قد أصبت عوضاً فجمت له قريش مائة ناقة حمرا فانصرف فلما كان بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله . وكان يسمى صناجة العرب لأنه ذكر الصَّنج في شعره إذ شبه العود بالصنج ، وقد كثرة الألفاظ الفارسية في شعره لما كان يفد على ملوك فارس
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc New مستند Microsoft Word.doc‏ (80.5 كيلوبايت, المشاهدات 58)
نوع الملف: doc New مستند Microsoft Word (2).doc‏ (68.5 كيلوبايت, المشاهدات 23)
نوع الملف: doc New مستند Microsoft Word (3).doc‏ (52.5 كيلوبايت, المشاهدات 25)
نوع الملف: doc New مستند Microsoft Word (5).doc‏ (71.0 كيلوبايت, المشاهدات 22)
نوع الملف: doc New مستند Microsoft Word (4).doc‏ (53.0 كيلوبايت, المشاهدات 23)
نوع الملف: doc New مستند Microsoft Word (6).doc‏ (61.5 كيلوبايت, المشاهدات 23)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25/02/2008, 00h10
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الشعر الجاهلى

[COLOR="Purple"][SIZE="5"]الأعشى بن قيس
(... - 7 هـ = ... - 628 م)

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، من بني قيس بن ثعلبة، وصولاً إلى علي بن بكر بن وائل، وانتهاء إلى ربيعة بن نزار. يعرف بأعشى قيس، ويكنّى بأبي بصير، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره.

من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعراً منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وذهب إلى أنّه تقدّم على سائرهم، ثم استدرك ليقول: ليس ذلك بمُجْمَع عليه لا فيه ولا في غيره.

أما حرص المؤرخين على قولهم: أعشى بني قيس، فمردّه عدم اقتصار هذا اللقب عليه دون سواه من الجاهليين والإسلاميين، إذ أحاط هؤلاء الدارسون، وعلى رأسهم الآمدي في المؤتلف والمختلف، بعدد ملحوظ منهم، لقّبوا جميعاً بالأعشى، لعل أبرزهم بعد شاعرنا- أعشى باهلة، عامر ابن الحارث بن رباح، وأعشى بكر بن وائل، وأعشى بني ثعلبة، ربيعة بن يحيى، وأعشى بني ربيعة، عبد الله بن خارجة، وأعشى همدان، وأعشى بني سليم.

وأبوه قيس بن جندل هو الذي سمّي بقتيل الجوع، سمّاه بذلك الشاعر جهنّام في معرض التهاجي فقال:
أبوك قتيلُ الجوع قيس بن جندلٍ- وخالُك عبدٌ من خُماعة راضعُ
وتفسير ذلك أن قيساً لجأ إلى غار في يوم شديد الحرارة فوقعت صخرة كبيرة سدّت عليه مدخل ذلك الغار فمات جوعاً.
يفهم من قول ابن قتيبة: وكان ميمون بن قيس- أعمى، أن لقبه كما يرى- إنّما لحقه بسبب ذهاب بصره، ولعلّ الذين كنّوه بأبي بصير، فعلوا ذلك تفاؤلاً أو تلطفاً، أو إعجاباً ببصيرته القوية، ولذا ربطوا بين هذا الواقع الأليم وبين كنيته "أبي بصير" لكنّ آخرين لم يذهبوا هذا المذهب والعشى في نظرهم تبعاً لدلالته اللغوية ليس ذهاب البصر بل ضعفه، فلئن كان الأعشى لا يبصر ليلاً فلا شيء يحول دون أن يكون سليم البصر نهاراً. ومن هذه الزاوية اللغوية على الأرجح كنّي الأعشى بأبي بصير بباعث الثناء على توقّد بصيرته، وتعويضاً يبعث على الرضا في مقابل سوء بصر، ولعلّ ما جاء في شعر الأعشى حين طلبت إليه ابنته- كما قال في بعض قصائده- البقاء إلى جانبها لتجد بقربه الأمن والسلام ولتطمئن عليه بالكفّ عن الترحال وتحمل مصاعب السفر والتجوال- هو الأقرب إلى تصوير واقعه وحقيقة بصره، فهو يصف ما حلّ به في أواخر حياته من الضعف بعد أن ولّى شبابه وذهب بصره أو كاد وبات بحاجة إلى من يقوده ويريه طريقه، وإلى عصاه يتوكأ عليها، هكذا يصف نفسه فيقول:

رأتْ رجُلاً غائب الوافدي- ن مُخلِف الخَلْق أعشى ضَريراً
وأما تفسير لقب الأعشى الآخر- أي: "صنّاجة العرب"- فمختلف فيه هو الآخر، فقد سمّي- كذلك- لأنه أول من ذكر الصّنج في شعره، إذ قال:

ومُستجيبٍ لصوتِ الصَّنْج تَسَمعُهُ- إذا تُرَجِّع فيه القينةُ الفُضلُ
لكن أبا الفرج أورد تعليلاً مخالفاً حين نقل عن أبي عبيدة قوله: وكان الأعشى غنّى في شعره، فكانت العرب تسميه صنّاجة العرب. وإلى مثل هذا أشار حمّاد الرواية حين سأله أبو جعفر المنصور عن أشعر النّاس، فقال "نعم ذلك الأعشى صنّاجها".

وموطن الأعشى هو بلدة منفوحة في ديار القبائل البكرية التي تمتد من البحرين حتى حدود العراق. التي نشأ فيها أبو بصير شاعر بني قيس بن ثعلبة. وكانت دياره أرضاً طيبة موفورة الماء والمرعى بغلالها وثمار نخيلها. ولئن كان الأعشى قد رأى الحياة في بلدته منفوحة وأقام فيها فترة أولى هي فترة النشأة والفتوّة، فالراجح أنّه بعد أن تتلمذ لخاله الشاعر المسيّب بن علس، خرج إثر ذلك إلى محيطه القريب والبعيد فنال شهرة واكتسب منزلة عالية بفضل شاعريته الفذّة في المديح بخاصة والاعتداد بقومه البكريين بعامّة. فاتصل بكبار القوم، وكان من ممدوحيه عدد من ملوك الفرس وأمراء الغساسنة من آل جفنة وأشراف اليمن وسادة نجران واليمامة. ومن أبرز الذين تعدّدت فيهم قصائده قيس بن معد يكرب وسلامة ذي فائش وهوذة بن علي الحنفي.

ولقد بات الأعشى بحافز من مثله الأعلى في الّلذة التي تجسّدت في الخمرة والمرأة، في طليعة الشعراء الذين وظّفوا الشعر في انتجاع مواطن الكرم يتكسب المال بالمدح، ويستمطر عطاء النبلاء، والسادة بآيات التعظيم والإطراء حتى قيل عنه، كما أورد صاحب الأغاني: " الأعشى أوّل من سال بشعره" لكنّ هذا الحكم لا يخلو من تعريض تكمن وراءه أسباب شتّى من الحسد وسطحية الرأي وربما العصبيّة القبليّة. إن الأعشى نفسه لم ينكر سعيه إلى المال، ولكنّه كان دائماً حريصاً على تعليل هذا المسعى والدافع إليه، فلم يجد في جعل الثناء قنطرة إلى الرخاء والاستمتاع بالتكسّب عاراً فهوعنده جنى إعجابٍ وسيرورة شعر. وفي مثل هذا الاتجاه يقول لابنته مبرّراً مسعاه إلى الثروة، رافضاً الثّواء على الفقر والحرمان:

وقد طُفتُ للمالِ آفاقَهُ- عُمانَ فحِمص فأورى شِلمْ
أتيتُ النّجاشيَّ في أرضه- وأرضَ النَّبيط، وأرضَ العجمْ
فنجران، فالسَّروَ من حِمْيرٍ- فأيَّ مرامٍ له لم أَرُمْ
ومن بعدِ ذاك إلى حضرموت- ت، فأوفيت همّي وحينا أَهُمْ
ألمْ تري الحَضْرَ إذ أهلُه- بنَعُمى- وهل خالدٌ من نَعِمْ

كان الأعشى بحاجة دائمة إلى المال حتى ينهض بتبعات أسفاره الطويلة ويفي برغباته ومتطلباته فراح بلاد العرب قاصداً الملوك.. يمدحهم ويكسب عطاءهم. ولم يكن يجتمع إليه قدر من المال حتى يستنزفه في لذّته.. ثم يعاود الرحلة في سبيل الحصول على مال جديد، ينفقه في لذّة جديدة.

هذا هو الغرض من استدرار العطاء بعبارة الثناء، فكسبه النوال إنما كان لتلك الخصال التي عدّدنا، ولم يكن الأعشى في حياته إلا باذلاً للمال، سخيّاً على نفسه وذويه وصحبه من النّدامى ورفاقه في مجالس الشراب، فلا يجد غضاضة أن يحيط ممدوحه بسيرته هذه كقوله مادحاً قيس بن معد يكرب:

فجِئتُكَ مُرتاداً ما خبّروا- ولولا الذي خبّروا لم تَرَنْ
فلا تحرِمنّي نداكَ الجزيل- فإنّي أُمرؤ قَبْلكُمْ لم أُهَنْ

بحكم ما تقدّم من فعل النشأة وتكوين العرى الأولى في شخصيّة الأعشى تطالعنا في ثنايا ديوانه، وبالدرس والتحليل والاستنتاج جوانب غنيّة من عالم الشاعر نكتفي منها بلُمع نتلمس مصادرها في قصائده ومواقفه وردّات أفعاله وانفعالاته. وفي قمة ما يمور به عالمه النفسي والفكري اعتقادٌ أملاه الواقع بعبثية الحياة، وتداخل مهازلها بصلب طبيعتها التي لا تني في تشكيلها وتبدّلها بصور شتى لا تغيّر من جوهرها المرتكز على ظاهرة التلوّن وعدم الثبات والزوال. وقد ضمّن الأعشى شعره هذه التأمّلات وهو يصف الموت الذي يطوي الملوك والحصون والأمم والشعوب كمثل قوله في مطلع مدحه المحلّق:

أرقتُ وما هذا السُّهادُ المؤرّقُ- وما بي من سقم وما بي مَعْشَقُ
ولكن أراني لا أزالُ بحادثٍ- أُغادي بما لم يمسِ عندي وأطرقُ
فما أنتَ إنْ دامتْ عليك بخالدٍ- كما لم يُخلَّدْ قبل ساسا ومَوْرَقُ
وكِسرى شهِنْشاهُ الذي سار مُلكُهُ- له ما اشتهى راحٌ عتيقٌ وزنْبقُ
ولا عادياً لم يمنع الموتَ مالُه- وحصنٌ بتيماءَ اليهوديّ أبلقُ

والأعشى من كبار شعراء الجاهلية: جعله ابن سلاّم أحد الأربعة الأوائل، في عداد امرئ القيس والنّابغة وزهير فهو "بين أعلام" الجاهلية، وفحول شعرائها، وهو متقدّم كتقدّم من ذكرنا دونما إجماع عليه أو عليهم، ومع ذلك فليس هذا بالقليل:
أو ألم يُسأل حسّان بن ثابت ... عن أشعر الناس كقبيلة لا كشاعر بعينه فقال: "الزّرق من بني قيس بن ثعلبة" ولا غرو أنّه عنى في المقام الأول الأعشى أبا بصير، وهو ما أكده الكلبي عن مروان بن أبي حفصة حين أشاد بالأعشى وأحلّه مرتبة الشاعر الشاعر لقوله:
كلا أبَويْكم كان فرعَ دِعامةٍ- ولكنّهم زادوا وأصبحت ناقصاً

وحدّث الرياشي نقلاً عن الشعبيّ ففضّل الأعشى في ثلاثة أبيات واعتبره من خلالها أغزل النّاس وأخنثهم وأشجعهم، وهي على التوالي:
غرّاء فرعاءُ مصقولُ عوارضُها- تمشي الهُوَيْنى كما يمْشي الوَجى الوَحِلُ
قالتْ هريرةُ لمّا جِئتُ زائرَها- ويلي عليكَ وويلي منك يا رجلُ
قالوا الطّرادُ فقلْنا تلكَ عادتُنا- أو تنزِلونَ فإنّا معْشرٌ نُزُلُ
كان الأعشى يعتبر الشرّ في الطبيعة البشرية قدراً ليس يدفع فهل غذّى فيه هذا الاعتقاد الكفاح في سبيل متع الوجود وجعله يرتضي بالتالي مصيره، وهو مصير الورى جميعاً أي حتمية الزوال.

وأوجز ما يقال في الأعشى شاعراً، أّنه صورة الرجل فيه: فقد كان جريئاً في غزله وخمرته وكانت جرأته واضحة المعالم في صدق مقالته حين يمدح أو يفتخر أو يهجو وهكذا اكتسب شعره سيرورة ونزل من القلوب منزلة رفيعة فكان أقدر الشعراء على وضع الرفيع، ورفع الوضيع، ويكفي برهاناً على الطرف الآخر خبره من المحلَّق الكلابي وهو الخبر الذي تناقلته كتب الأدب وجعلت منه مثالاً، لا لتأثير الشعر في نفوس العرب وحسب، بل ولسموّ الشاعر في صنيعه وهو ما أتاح له أن ينتزع إعجاب الأدباء والشرّاح من ناحية، وأن يتبوّأ بالتالي منزلة رفيعة في تاريخ الشعر الجاهلي، إن لم نقل في تاريخ العربي على مرّ العصور.

ولئن تعذر أن نمضي على هذا المنوال، في ثنايا شعر أبي بصير، المقدّم في نظر نفر صالح من النقّاد، على أكثر شعر الجاهليين كافة، ولا سيّما في غزله ومدائحه وملاهيه وأوصافه. ولئن كنّا نتجاوز المواقف المختلفة من سعي الأعشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومسألة إسلامه فنحن نقف عند واحد جامع من آراء الشرّاح القدامى، نرى فيه غاية ما نرمي إليه في هذا الموضع، قصدنا قول أبي زيد القرشي في جمهرته: "الأعشى أمدح الشعراء للملوك، وأوصفهم للخمر، وأغزرهم شعراً وأحسنهم قريضاً".

أما ديوان الأعشى فليس أقلّ من دواوين أصحاب المعلقات منزلة عند النقّاد والرواة. عني به بين الأقدمين أبو العباس ثعلب- كما ذكر صاحب الفهرست- ثمّ عكف الأدباء على ما جمعه ثعلب، ينتقون منه القصائد والشواهد، وفي طليعة هؤلاء التبريزي الذي جعل قصيدة الأعشى اللامية "ودّع هريرة" إحدى معلقات الجاهليين كذلك اعتبرت لامية الأعشى: "ما بكاءُ الكبير بالأطلال" .. من المعلقات العشر في شرح آخر لتلك القصائد. وبين المستشرقين الذين أكبوا على شعر أبي بصير جمعاً واستدراكاً وشرحاً سلفستر دي ساسي (1826م- 1242هـ)، ثوربكه (1875م- 1292هـ)، ورودلف جاير الذي أمضى نصف قرن في صحبة الأعشى وشعره، بحيث أصدر في (1928م- 1347هـ) ديوان الشاعر القيسي في طبعة بعنوان: "الصبح المنير في شعر أبي بصير"..
أنظر في ذلك: ابن الخطيب التبريزي، شرح المعلقات العشر المذهبات، تحقيق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص293-300. وأنظر أيضاً: أعلام الزركلي.

المصدر : الوراق
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04/05/2008, 10h07
الصورة الرمزية hasanh
hasanh hasanh غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:56349
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: عربي
الإقامة: هذه الدنيا
المشاركات: 1,256
افتراضي رد: الشعر الجاهلى

طرفة بن العبد
*
هو عمرو بن العبد. و"طرفة" لقب غلب عليه. ولد في البحرين سنة 543 م، وقتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل".
وينتمي طرفة لأسرة عرفت بكثرة شعرائها من جهة الأب والأم. وكان في صباه عاكفا على حياة اللهو، يعاقر الخمر وينفق ماله عليها. ولكن مكانه في قومه جعله جريئا على الهجاء. وقد مات أبوه وهو صغير فأبى أعمامه أن يقسموا ماله وظلموه.
ولما اشتدّت عليه وطأة التمرد عاد إلى قبيلته وراح يرعى إبل أخيه "معبد" إلا أنها سرقت منه. ولما قصد مالكاً ابن عمه نهره. فعاد مجدداً إلى الإغارة والغزو.
موته
توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).
وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...
بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:
"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".
فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.
فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".
فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.
شعره
شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر.
وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة".
أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها:
1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة.
2 - وصف الناقة.
3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه.
4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.

لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُوْفَاً بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُـمْ يَقُوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنِ يَامِنٍ يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْرَاً وَيَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَدِ




طرفة الشاعر الجاهلي المبدع عانى من ظلم الأقرباء وهو أشنع ضروب الاستبداد لأنه يأتي من الأيدي التي نحبها والتي نظنّ أننا نأمن شرّها. ولم تمهله المؤامرات التي حيكت ضده كثيرا فمات في ربيع عمره عن (26) عاما، حيث قتل بوحشية لا لذنب اقترفه سوى إبداعه وإن كان بالهجاء.
سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك. وإذا صحّت الرواية حول موته وأنه حمل الكتاب الذي يحوي أمراً بقتله، فإنّ هذا يدلّ على مدى عزّة النفس والثقة التي كان طرفة يتمتّع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله.
عن (الخيمة)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10/05/2009, 15h53
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 1,294
افتراضي من عيون الشعر الجاهلى

الأعزاء رواد و أعضاء و مواطنى سماعى و خصوصا القسم الأدبى
هذه بعض من عيون الشعر العربى القديم فقط لتتملى بها عيوننا و تطرب بها أسماعنا خصوصا المبتدئين من أمثالى لتنظف آذانهم و تثرى الصورة لديهم و الأخيلة و الألفاظ و الموسيقى التى تصل للوجدان بحق و ليت كل من لديه إضافة لا يبخل بها لشاعر قد نكون نسيناه أو رأى أى منا أنه حرىٌّ بنا أن نقرأ له و هذه البداية
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس

التعديل الأخير تم بواسطة : Tarek Elemary بتاريخ 10/05/2009 الساعة 18h07
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10/05/2009, 15h56
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 1,294
افتراضي إمرؤ القيس

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ..... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ..... لما نسجتها من جنوب وشمال
ترى بعرالارام في عرضاتها..... وقيعانها كانه حب فلفل
كاني غداة البين يوم تحملوا ..... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفا بها صحبي علي مطيهم ..... يقولون لا تهلك اسى وتجمل
وان شفائي عبرة مهراقة ..... فهل عند رسم دارس من معول
كدابك من ام الحو يرث قبلها ..... وجارتها ام الرباب بماسل
اذا قامتا تضوع المسك منهما ..... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابة ..... على النحر حتى بل دمعي محمل
الا رب يوم لك منهن صالح ..... ولاسيما يوم بدارة جلجل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ..... فقالت لك الويلات انك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معا ..... عقرت بعيري يا امرا القيس فانزل
فقلت لها سيري وارخي زمامه ..... ولا تبعديني من جناك المعلل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ..... فالهيتها عن ذي تمائم محول
اذا ما بكى من خلفها انصرفت له ..... بشق وتحتي شقها لم يحول
ويوما على ظهر الكثيب تعذرت .....علي والت حلفة لم تحلل
افاطم مهلا بعد هذا التدلل.....وان كنت قد ازمعت صرفي فاجملي
اغرك مني ان حبك قاتلي.....وانك مهما تامري القلب يفعل
وان تك قد ساءتك مني خليقة.....فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وما ذرفت عيناك الا لتضربي.....بسهميك في اعشار قلب مقتل
وبيضة خدر لا يرام خبائها.....تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت احراسا اليها ومعشرا.....علي حراصا لو يسرون مقتلي
اذا الثريا في السماء تعرضت.....تعرض اثناء الوشاح المفصل
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها.....لدى الستر الا لبسة المتفضل
فقالت:يمين الله مالك حيلة.....وما ان ارى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها امشي تجر وراءنا.....على اثرينا ذيل مرط مرحل
فلما اجزنا ساحة الحي وانتحى.....بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
هصرت بفودي راسها فتمايلت.....على هضيم الكشح ريا المخلخل
مهفهفة بيضاء غير مفاضة.....ترائبها مصقولة كالسنجلجل
كبكر المقاناة الباض بصفرة.....غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن اسيل وتتقي.....بناظرة من وحش وجرة مطفل
جيد كجيد الرئم ليس بفاحش.....اذا هي نصته ولا بمعطل
وفرع يزين المتن اسود فاحم.....اثيث كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات الى العلا.....تضا العقاص في مثنى ومرسل
وكشح لطيف كالجديل مخصر.....وساق كانبوب السقي المذلل
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها.....نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
وتعطو برخص غير شئن كانه.....اساريع ظبي او مساويك اسحل
تضئ الظلام بالعشاء كانها.....منارة ممسى راهب متبتل
الى مثلها يرنو الحليم صبابة.....اذا ما اسبكرت بين درع ومجول
تسلت عمايات الرجال عن الصبا.....وليس فؤادي عن هواك بمنسل
الا رب خصم فيك ألوى رددته.....نصيح على تعذا له غير مؤتل
وليل كموج البحر ارخى سدوله.....علي بانواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه.....واردف اعجاز وناء بكلكل
الا ايها الليل الطويل الا انجلي.....بصبح وما الاصباح منك بامثل
فيا لك من ليل كان نجومه.....بامراس كتان الى صم جندل
وقربة اقوام جعلت عصامها.....على كاهل مني ذلول مرحل
وواد كجوف العير قفر قطعته.....به الذئب يعوي كالخليع المعيل
فقلت له لما عوى:ان شاننا.....قليل الغنى ان كنت لما تمول
كلانا اذا ما نال شيئا افاته.....ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
وقد اغتدي والطير في وكناتها.....بمنجرد قيد الاوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معا.....كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه.....كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كان اهتزامه.....اذا جاش فيه حميه غلي مرجل
مسح اذا ما السابحات على الونى.....اثرن الغبار بالكديد المركل
يزل الغلام الخف عن صهواته.....ويلوي باثواب العنيف المثقل
درير كخذروف الوليد امره.....تتابع كفيه بخيط موصل
له ايطلا ظبي وساقا نعامة.....وارخاء سرحان وتقريب تتفل
ضليع اذا استدبرته سد فرجه.....بضاف فويق الارض ليس باعزل
كان على المتنين منه اذا انتحى.....مداك عروس او صلاية حنظل
كان دماء الهاديات بنحره.....عصارة حناء بشيب مرجل
فعن لنا سرب كان نعاجه.....عذارى دوار في ملاء مذيل
فادبرن كالجذع المفصل بينه.....بجيد معم في العشيرة مخول
فالحقنا بالهاديات ودونه.....جواحرها في صرة لم تزيل
فعادى عداء بين ثور ونعجة.....دراكا ولم ينضج بماء فيغسل
فظل طهاة اللحم من بين منضج.....صفيف شواء او قدير معجل
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه.....متى ما ترق العين فيه تسفل
فبات عليه سرجه ولجامه.....وبات بعيني قائما غير مرسل
اصاح ترى برقا اريك وميضه.....كلمع اليدين في حبي مكلل
يضيئ سناه او مصابيح راهب.....امال السليط بالذبال المفتل
قعدت له وصحبتي بين ضارح.....وبين العذيب بعد ما متاملي
على قطن بالشيم ايمن صوته.....وايسره على الستار فيذبل
فاضحى يسح الماء حول كتفيه.....يكب على الاذقان دوج الكنهبل
ومر على القنان من نفيانه.....فانزل منه العصم من كل منزل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة.....ولا اطما مشيدا بجندل
كان ثبيرا في عرانين وبله.....كبير اناس في بجاد مزمل
كان ذرى راس المجيمر غدوة.....من السيل والاغثاء فلكه مغزل
والقى بصحراء الغبيط بعاهه.....نزول اليماني ذي العياب المحمل
كان مكاكي الجواء غدية.....صبحن سلافا من رحيق مفلفل
كان السباع فيه غرقى عشية.....بارجائه القصوى انابيش عنصل
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10/05/2009, 16h09
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 1,294
افتراضي رد: من عيون الشعر الجاهلى

ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي ..... وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ ..... قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه ..... ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ ..... ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا ..... من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا ..... بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً ..... وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنني ..... كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ ..... بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
يُضيء الفراشَ وجهها لضجيعها ..... كَأنيَ لَمْ أرْكَبْ جَوَاداً لِلَذّة ٍ
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل ..... أصاب غضى جزلاً وكفِّ بأجذال
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا ..... صباً وشمال في منازلِ قفّال
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ ..... لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها ..... تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه ..... بما احتسبا من لين مس وتسهال
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ ..... إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها ..... بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
أيَقْتُلُني وَالمَشْرَفيُّ مُضَاجِعِي ..... كُمَيتٍ كَأنّهَا هَرَاوَة ُ مِنْوَالِ
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10/05/2009, 19h46
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 1,294
افتراضي من هو إمرؤ القيس؟

نسبه

تباين المؤرخون تواترات ، بفعل تباين إتجاهات أصحاب الأنساب الا انهم يتفقون في نسبته إلى قبيله كنده وهي قبيله قحطانيه متحضره غير بدويه كانت تسكن في جنوب غرب نجد . نذكر من هذه تباينات أشهرها واكثرها ثقة:-
  • قال الأصمعي: هو "امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة."
  • قال ابن الأعرابي: هو "امرؤ القيس بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ثور الذي هو كندة."
  • قال محمد بن الحبيب: هو "امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الملك ابن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معارية بن كندة."
  • مع الإجماع بين هؤلاء ان كندة هو : "كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن أدو بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن ثور بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شامخ بن ارفحشذ بن سام بن نوح."
  • والذين قالوا من الرواة: هو "أمرؤ القيس بن السمّط بن امرؤ القيس بن عمرو بن عمرو بن معاوية بن ثور وهو كندة..."
  • أم أمرئ القيس فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير، أخت كليب و المهلهل أبني ربيعة التغلبيين.
  • جعل الرواة أم الشاعر تملك بنت عمرو بن زبيد بن مذحج، رهط عمرو بن معد يكرب، وقد اعتمدوا على ذلك قوله:
ألا هل أتاها والحوادث جمة - بأن أمرأ القيس بن تملك بيقرا

أسمه وكناياته حسب أراء الرواة


  • يذكر صاحب الأغاني عن أبي عبيدة، أن امرأ القيس كان يكنى أبا الحارث، ويذكر غيره انه كان يكنى أبا وهب.

  • ذكر صاحب بغية الطلب - الوزير ابن القاسم المغربي - أن أسمه حندج، وامرؤ القيس لقب غلب عليه لما أصابه من تضعضع الدهر ومعناه رجل الشدة.
  • ويذهب الأب لويس شيخو نقلاً عن مؤرخي الروم أن أسمه "قيس" وأنه مذكور بهذا الأسم، وأنه كان يقال له "الملك الضليل" و قيل له "ذي القروح" وفي ذلك قول الفرزدق :
وهب القصائد لي نوابغ إذ مضوا - أبو يزيد وذو القروح و جرول

ولادته مكاناً

حسب رؤية أبي فرج كانت ولادته في بني أسد، وعن محمد بن الحبيب، انه كان ينزل المشقر من اليمامة، وذكر غيره أنه كان ينزل في حصنبالبحرين.
ولادته تاريخاً
  • يذهب لويس شيخو إلى أن امرأ القيس ولد في نجد نحو سنة 520م
  • يذكر صاحب الروائع أن ولادته سنة 500م وعلّق على ما قاله شيخو بصدد تاريخ ولادته قائلاً:قد رجعنا...ما يذكره مؤرخو الروم عن شاعرنا، وقارنا بين حوادث حياته وماجرى على عهده في البلاد العربية... فرأينا أن نأخذ برأي دي برسفال الجاعل ولادته حول سنة 500م و وفاته حول 540م.
نشأته
  • كان امرؤالقيس أكثر أخوته قوة و شخصية وميلاً إلى الإندفاع الذاتي، متمتعاً مع ذلك بذهن ذكي و قلب متوقد . ولعل هذه الخلال كانت بعض إرهاصات شاعريته المبكرة. وما أنه بلغ سن الفتوة حتى قال الشعر. وفي نظر بعض النقاد أن خاله المهلهل هو الذي أذكى عنده روح هذا الفن، وأنه ما زال يوجهه حتى برز على سائر شعراء عصره آنذاك.
امرؤ القيس قبل مقتل أبيه


قال ابن قتيبة : هو من أهل نجد من الطبقة الاُولى28 . كان يعدّ من عشّاق العرب ، وكان يشبّب بنساء منهنّ فاطمة بنت العبيد العنزية التي يقول لها في معلّقته الشهيره والتي سماها لأسم فاطمه :

أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ... و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
و إن كنت قد ساءتك مني خليقةٌ ... فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
أغرك مني أن حبك قاتلي ... و أنك مهما تأمري القلب يفعل
و أنك قسمت الفؤاد فنصفه ... قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهمك في أعشار قلب مقتل
و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها و معشراً ... علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت ، و قد نضت لنوم ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله ، ما لك حيلةٌ ... و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل


  • سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، أتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك كما يذكر ابن الكلبي حيث قال:
كان -أي الشاعر- يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة ، لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير ويبتقل عنه إلى غيره.
  • وما جعل والده يغضب أنه كان ويبكي الأطلال ويقول الشعر في سن مبكرة، و يغير على أحياء العرب مع أصدقائه الشذاذ وهو لا يزال صغيراً ، فطرده والده من كنفه، وراح يعيش حياته العابثه من جديد.
نهاية حياته


لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في ارض الغربة داء كالجدري او هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م.
لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه, وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم ألان ما يقارب من مئة قصيدة ومقطوعة إلا انه جاء شاعرا متميزا فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.

ولذلك فقد عني القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العربوالمستشرقين, فاقبلوا على طباعته منذ القرن الماضي, القرن التاسع عشر في سوريةومصروفرنساوألمانيا وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة.
أقوال فيه
  • قال عمر بن الخطاب: امرؤ القيس سابق الشعراء، خسف لهم عين الشعر.
  • قال علي بن أبي طالب: رأيته أحسن الشعراء نادرة، واسبقهم بادرة، وأنه لم يقل الشعر لرهبة أو لرغبة.
  • اعترف له الفرزدق بأنه أشعر الناس.
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10/05/2009, 20h01
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 1,294
افتراضي شرح إمرؤ القيس قفا نبك

وهذا شرح المعلقة


المعلقة.pdf
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 23h17.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd