| 
				 خيَالُ النَّدَامى 
 
			
			خيَالُ النَّدَامى
 نَلْتَقِي ؟ لَا صَارَ اللُّقَى ظِلَ وَهْمٍ =بَعْدَ عِشْقٍ مَلَّ النَّوَى ، وَاغْتِرَابَا
 لَمْ يَعدْ نَهْرُ الشَّوقِ عَذْبًا رَوَاءً = وَالجَفَا في القُلُوبِ صَارَ مُجَابَا
 وَ اشْتَرَى الْهَجْرُ بِالْحَنِينِ عَزَاءً= وَالْمُنَى قَاسَتْ شِقْوَةً ، وَ غِيَابَا
 وَ ديارٌ آلَتْ رُكامًا ، وَ ذْكْرَى =قَد غَشَتْهَا النَّجْوَى وَ صَاحَتْ عِتَابَا
 أَينَ مِنَّا زَهْرٌ بِسَفْحِ الرَّوَابِي = كَانَ يَحْنُو إِنْ حَسَّ فِيْنَا مُصَابَا
 فَاذْكُرِي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَ الْأَمَانِي = رَاقَصَتْ آمَالَ الْهَوَى وَ الشَّبَابَا
 حِينَ نَخْطُو ، وَ الْكَفُّ تغفُو بِكَفٍّ = وَ عُيُونٌ فيهَا الهَوَى قَد أجَابَا
 عَنْ زمَانٍ ينعِي زَوَالِ الْأَمَاني =كَيفَ آخَي الحُبُّ الجوَى ، وَ تحَابَا
 قُلْتُ : يَا آمالي ، وَ مِرْآةَ ذَاتِي = أَنَا طِفْلٌ يبكي النَّوَى وَ الغِيابَا
 أسعِدِي بالوَصلِ الجَميلِ انتِظَارِي=إنَّ عهدَ البينِ ابْتَكى وَ اسْتتَابَا
 كَيفَ آلَتْ أَزْهَارُنَا لِخَريفٍ = وَانْذَوَى حُلْمُ العُمرِ يَجْنِي سَرَابَا ؟
 هَلْ أُصِيْبَتْ آمَالُنَا بِانْكِسَارٍ ؟ = بَينَ أَطلَالِ الْأمْسِ تَلْقَى عَذَابَا ؟
 يَامُنَى الْأَيَّامِ التي لَا تُبَالِي = مُهْجَةً عَانتْ جَفْوَةً ، وَ اضْطرَابَا
 جِئتُ شَوَقًا أَعْدُو إلَيكِ وَلَكَنْ = قَدْ نَهَيْتِ الْوَصلَ الَّذِي كَانَ قَابَا
 عَادَ دَرْبِي يَهْجُو فُؤَادِي وَ يَنْعِي = لَهْفَةً صَاحَتْ لَوْعَةً ، وَ وَصَابَا
 يَا ضُحَى الْعُمرِ إنَّ عُمرِي تَجَافَى = عَنْ لِقَاءٍ مَا عَاد يَصبُو اقْتِرِابَا
 بَعْدَمَا ذَاقَ الصِّدَّ مْنِكِ سِنِيْنًا = وَاكْتَوَى الْقَلبُ مِنْ فِرَاقٍ ، وَ شَابَا
 لَا تَقُولِي :كُنَّا طُيُوفَاً تَلَاشَتْ = وَ افْتَرَشْنَا ظَنًّا يَقِينًا ، فَخَابَا
 وَالْهَوَى بَعْضٌ مِنْ خَيَالِ النَّدَامَى = بَيْنَ غَيْمَاتِ الْوَهْمِ هَامَ ، وَ غَابَا
 أَنَا قَلْبٌ جَابَ الْحَيَاةَ شَدِيًّا = أَنَا نَجْمٌ مَا زَالَ يَعْلُو السَّحَابَا
 وَكِتَابٌ ، وَ قِصَّةٌ ، وَ مِدَادٌ = وَقَصِيدٌ يَسْرِي شَذِيًّا طِرَابَا
 لَا أُبَالِي حَدَّ الْعَوَالِي وَ أَمْضِي = لَنْ تَنَالَ الْأيَّامُ مِنِّي مُصَابَا
 يَلْثُمُ الطَّيرُ رَاحَتَيَّ ذَهَابًا = وَالرُّبَا تَزْهِي حِينَ أَغْدُو إِيَابَا
 رَغْمَ أَحْمَالٍ قَدْ نَزَعْتُ قُيُودِي = لِلْعُلَا أَعْدُو ثُمَّ أَغدُو شِهَابَا
 فَاجْتَبي دَارَ الْهَجرِ ظِلاً ، و َجَارًا = إنَّني مَا زِلْتُ السَّنَى ، وَ الشَّبَابَا
 وَسَلِي أيَّامًا خَلَتْ رَجْعَةً لَنْ = تَسْمَعِي غَيْرَ الرِّيْحِ تُصْفِقُ بَابَا
 وَدُرُوبٍ تَأسُو طُيُوفَ الْأَمَاني = وَاصْطبِارٍ ذَاقَ الْجَوَى ثُمَّ ذَابَا
 وَاحْتَسِي وَهْمَ الْقُرْبِ كَأسًا زِهَاقًا = وَالْتَقِي فِي جُنْحِ اللَّيَالِي غِلَابَا
 وَارْقُبِي نَارَ الشَّوقِ تَغدُو رَمادًا = وَجَفَاءَ الْأَقْدَارِ يَعْدُو عِقَابَا
 حِيْنَهَا الذِّكْرَيَاتُ أَبْقَى وَأَنْدَى = مِنْ وِصَالٍ يُسْقِي قُلُوبًا عَذَابَا
 
 شعر : ساري الليل
 
		
		
		 
			
			
			
			
				  |