شهاب أحمد إسماعيل الأعظمي 1918-2004 م

[بغدادي]

فهرسالروابط : أعمال شهاب أحمد إسماعيل الأعظمي 1918-2004
(( هنـــــــــــــاااااا ))



ولد الفنان شهاب أحمد إسماعيل الدباغ الأعظمي سنة 1918م بمحلة الحارة مسقط آبائه وأجداده منذ القِدم في الأعظمية ببغداد .. نشأ منذ نعومة أظفاره على سماع المقامات العراقية من أساطينها وعلى رأسهم الأستاذ رشيد القندرجي علما أن الغالبَ على عائلة الحاج إسماعيل الدباغ حبُّها لسماع المقامات مما تحصّل لديها اطلاع وبعض أداءٍِ وخبرة في هذا الفن تحتفظ بها لنفسها بحكم صدارة العائلة .. حتى أن الحاج مهدي عم َ الاستاذ شهاب استنكر عليه جرأته وذهابه للاذاعة لتسجيل بعض المقامات الصعبة التي أخذها عن أبيه أحمد..

ـ وأول مقام سجله في عام 1953 هو مقام الابراهيمي المقام الصعب والأصل فيه أنه مقام بيات ولكن فيه من أوصال لا تمت إليه بصلة عائلية ..ومن أجاد هذا المقام تسهل عليه البقية كالخطاط الذي مهر خط الثلث .. أذيع التسجيل في حينه قبل نشرة أخبار العاشرة مساءً وأنصت إليه جمهور من محبي المقامات ، ومن وقتها لم يذع التسجيل الأمر الذي بعث في النفوس الريبة والشك من أن تكون أياد خفية لعبت دوراً أنانيا حقيرا في مسح التسجيل أو أن ما حدث كان قضاء وقدراً .. كل الدلائل تؤكد الاحتمال الأول وليس أدل على ذلك من أن أناسا ذهبوا إلى القبانجي وأشاروا عليه أن قارئا من الأعظمية سجل لمقام الابراهيمي فاستكثر عليه ذلك بقوله لهم: هذا مستحيل.. لكن عندما سمعه جاء بنفسه إلى الأعظمية يسأل عن شهاب وفعلا تم اللقاء سريعا بحضور شهود على هذه الواقعة منهم جعفر الخابور من المقربين للقبانجي بحكم التجارة .. ومن بين ما سأله عن وصلتين غير معهودتين عند أهل الصنعة أدخلهما في مقام الابراهيمي وعمن أخذها فأجابه شهاب الأعظمي: الأولى أخذتها عن والدي والأخرى عن الحشامات..مما لم يرُق هذا الكلام للقبانجي وانصرف..ُومن يومها لم يَعُدْ للتسجيل أي أثرٍ يذكر رغم ادعاء البعض من هواة التسجيلات أنهم سجلوه فهذا إنما كلام ليس عليه جمرك!!
ولعل هذا ما أثر في نفسية الاستاذ شهاب فبدأ اليأس والإحباط يدبّان إلى نفسه مما أثر ذلك على أحبال حَنجرته فتقطعت أوصالها ولم يعد يقوي حتى على الكلام والدندنة
ومما سجله لإذاعة بغداد من مقامات : البهيرزاوي .. الحديدي .الناري .. المخالف. عريبون عجم وعريبون عرب
وعلى أي حال فهذا الذي حدث له لا يقلل من أهمية الرجل وقدرته على أداء أصعب المقامات وظل حتى وفاته خبيرا أمينا ومرجعا يرجع إليه في كل صغيرة وكبيرة ويشهد لذلك أقرانه كالموسيقار الخبير الموسوعي الحاج هاشم الرجب الذي تجمعه بعائلتنا حسن الجيرة في محلة الحارة بل وجيرة العمر.. ومن بين من كان يرجع اليه حمزة السعداوي وحامد السعدي
رحم الله أبا إياد
وكتبه من المغرب د صفاء الدين الأعظمي البغدادي