سلمت يا اكرام 
و... يفتتح الهوى كلماتك المتراقصة 
وهو ... لم يأت من بعيد ...
بل لعله : حبيس الضلوع 
يأتي الهوى متسائلا بحرقة و لوعة : 
هل لما مضى عودة ؟!
 
 
هل تُرَى يأتي ويُسعُدني
 
مِثل َ ذاكَ الأمس مِنْ عُمُري
 
 
 
 
و أحسب أن تحريك " مِثل َ " بالفتح 
إنما جاء ليصرف أذهاننا عن الأمس 
إذ ليس المراد رجوع الأمس ...
بل رجوع الحبيب كرجوعه في الأمس 
أما إن قصدت رجوع الأمس
فالصحيح فيه " مِثل ُ " بالضم و هو الأولى
إذ يستلزم رجوع الأمس بكل مافيه .
ويرحم الله علياً القيرواني إذ يقول :
 
 
عشيات أيام الحمى جادك الحيا
 
 
لقد كنت ريحان المحبين فارجعي
 
 
و ... نقلة من التمني إلى الواقع 
 
 
ذُبتُ شوقاً والهوى قدَر ِ
 
ليسَ لي منجى َّ مِن َالقَدْرِ
 
 
 
 
 
و الخطأ – و لعله الطباعي هنا - جاء ليعكر علينا استسلامنا لهدهدة الأشواق . ف" قدَر ِ " لازِمها الرفع منوناً . و " منجى َّ " الشدة على الياء خطأ لا زٍمه الفتح منوناً
 
 
ذُبتُ شوقاً والهوى قَدَرٌ
 
ليسَ لي منجىً مِن َالقَدْرِ
 
 
 
 
و ... يا لأريج الحبيب ما أزكاه 
 
 
عطرُهُ أضحى يحاصرني
 
كحصار ِ العطر ِ للزّهرِ
 
 
 
 
 
و ... همسة ود في مسمعك 
هل العطر يداهم الزهر و يحاصره من خارجه
و المحاصِر ليس من جنس المحاصَر
و بخاصة في العبق ... 
أم ... هو ينبثق و يضوع منه ؟ .. ! ..
 
و ... جميل لثم العطف من الحبيب للمحبوب
 
 
عطفُهُ أَمسى يُلثُمني
 
كضياء ِ الشّمس للقمرِ
 
 
 
 
و لكن الصورة أفسدها كسر في الشطر الأول 
و لن أدخل إلى بنيان كلماتك كما فعلت في مقطوعتك "ذبتُ وجدًا " التي لم تعلقي فيها على مداخلتي بشيء .
و ياء المضارعة للفعل الثلاثي " لثم " مفتوحة و ليست مضمومة 
و كم هو مرهف احساسك حين يوصلك مجرد اشراق الحبيب إلى النشوة و الخدر
 
 
راقني إشراقُهُ فأنا
 
في إنتشاء ٍ مِنه أو خَدَرِ
 
 
 
 
 
و تأتي الخاتمة لتوضح لنا ما التبس علينا في البيت الثاني فالحبيب هو المقصود و ليس الأمس 
 
 
ليسَ لي في الناس يَشبهُهُ
 
وهو أحلى الناس في نظري
 
 
 
 
و لتربط ما ذهبت إليه في المقدمة من أن آل سماعي هم كحبيبك...أحلى الناس في نظرك . و إن كان وجه الشبه ليس بالقريب .
 
سلمت 
و سلمت كلماتك
و جمعك الله بمن تحبين .