الميلاد الجديد
أدخلوه دَفْعاً، أجْلَسُوه ... خرّْ جسَدُه الهزيل على الكرسى بلا مقاومة، نظرته مكسورة، جفناه يكادان يغطيان مقلتيه قسراً، ملابسه تفوحُ منها رائحةُ المهانةِ و الإهانةِ و الهوانِ و كلُ ما يتمناه من الدنيا أن ينام.
سألوه عن إسمِه، ردَّ بتثاقلِ لسانٍ: أحمد عبدالمنعم حسنين 32 سنة ش دويدار الحدايق هندسة باورعين شمس دفعة 99 معاف من الخدمةِ العسكرية لا يعمل وحيد و ليس لى إخوة أو أخوات سيادتك
نظر إليه المحقق دَهِشاً و صَمَت قليلاً ثم أتْبَع : إنتَ هِنا ليه؟
أجابَ بصوتٍ يخرجُ من عمقِ بحرِ التيه: مش عارف سيادتك
أخرجوه .... فيَّشُوه .... ثم أطلَقُوه، لم تستطع عيناه رؤية ضوءَ النهار، هام بالطريق محاولاً الإنغماسَ وسَطْ طوفان البشر فى الشارع، حاول أن يذوبَ مع المارة بالشارع، لم يستطع، فهناك ثمَّة فارق يفصله عنهم.
جلس القرفصاء بجانب الطريق ناظراً بأسىً نحو البابِ الكبير الذى خرج منه و أطال ثم شاحَ بوجههِ ناحيةَ المارة، أحسَّ أنه ليس الذى كانه، أوجَعَتْه غُربتُه فَجَرَّ جَسدَه و مضى.
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس