قالت له أتُحبُني؟أتقولها ؟
قالـت لــه أتُحبُني؟أتقولـهـا ؟
أم أن قلبَـكَ لا يـزال عنـيـدا؟
ماذا جَنيتَ من العناد؟ وقد مضتْ
خمسونَ عاما مذ خلقـتَ وحيـدا
تخشى الهوى وتَحيدُ عن طُرقاتِـه
ما كنت أحسبُ عاشقـي رعديـدا
هل كل من سبقوكَ كانـوا سُذَّجـاً
إلاكَ أنـتَ فقـد خُلقـتَ فَريـدا
أتلـومُ قلبَـك إذ تسـارع نَبضُـه
مذ فاجأتـك صراحتـي تَحديـدا
فوددتُ أنك إذ لمحـت نضارتـي
صافحتَ كفـاً أو لثمـت خـدودا؟
أو ذقتَ من شَهْدِ الرُضابِ عَصائراً
سُكِبَتْ على تلـك الخـدود ورودا
لَمَعَتْ بِعينِكَ مـذ رأيتـك شعلـةُ
فأتيتُ كي أهـدي إليـك وَقـودا
وأصبَ نَسغي في المسام لترتـوي
وأصوغ فصلا في هـواك جديـدا
فَدمـي تَشَبَّـع بالغـرام كـأنـه
مََرجٌ من القَمْحِ المُريـدِ حَصيـدا
فاحصد بأطراف المناجل سنبلـي
فلسوف نَزرع في الحقول مزيـدا
واملأ دنانك من عَصائر كَرْمتـي
فدمي تخمر في العـروق عقـودا
ولقد حَفرتُ على الجبين عَلامَتـي
وشماً تغلغلَ فـي الفـؤاد نشيـدا
فإذا ابتعدتَ فسوف تدرك عندهـا
إن كنت تحمـل خافقـا ووريـدا
فأجابها والله مـا تـرك الهـوى
لسواك فـي قلبـي الكبير رصيـدا
مازلت أطمح أن تعانـق مهجتـي
ذاك الأديـم مُعفـراً و شَهيـدا ..