دبلوماسية وحنكة الموسيقار ... قصة عيني ع العاشقين أو ودارت الأيام ..

[lotlatif]

أقدم لكم أيها الأصدقاء الكرام .. عملين جميلين
1- موسيقى ودارت الأيام عزف خماسي الإذاعة المصرية .. بمصاحبة كمان عازف الكمان الأول في مصر والعالم العربي أحمد الحفناوي
2- قصة أغنية ودارت الأيام ... والتي كان عبد الوهاب يري أن يسميها "عيني ع العاشقين" .. وهو الأمر الذي لاقى رفضاً تاماً من كوكب الشرق أم كلثوم .. وصادفت هذه الأغنية الرائعة التي ألف كلماتها الشاعر الرقيق مأمون الشناوي .. وشدت بها أم كلثوم على نغمات وألحان عبد الوهاب .. قصة طريفة جديرة بالإستماع .. وهذه القصة الطريفة يحكيها عبد الوهاب بنفسه في التسجيل المرفق .. وملخصه أن عبد الوهاب طلب من مأمون الشناوي أن يضع ضمن كلمات الأغنية ليالي وعيون .. كي تتيح له الفرصة أن يسلطن أم كلثوم .. وأبدع مأمون الشناوي في كتابة بعض الأبيات .. التي بدأت بـ "عيني ع العاشقين ... إلخ" .. وهذا أراده عبد الوهاب كي يفتح الباب للست أن تتغنى ببعض الليالي خلال الأغنية الرومانسية .. ولما قرأت أم كلثوم الإضافات الجديدة أعلنت عن عصيانها التام أن تغني مثل المطربات الآخريات ليالي بهذا الشكل .. ورفضت أن تغنيها .. بل وصل الأمر أن الست كانت تتوقف عند هذا المقطع .. وقالت لا أغني مثل هذه الكلمات بتاتاً .. ورجاها عبد الوهاب .. وبعض الموسيقيين المقربين للعملاقين .. أن تغنيها .. ولكنها امتنعت عن غنائها .. لدرجة أنها رفضت بإباء وشمم حتى أن تغني هذه المقاطع في الحفلة القادمة .. وأخذها عبد الوهاب ذريعة لقفشة طريفة .. ووعدها .. أنه حين قدوم هذا المقطع في الحفلة .. سيترك مقاعد المشاهدين .. ويصعد على المسرح كي يقول هذا المقطع .. ثم تكمل الست الأغنية .. والمدهش أن الست لم تغير موقفها ... وأصرت على الرفض التام .. فكان عبد الوهاب يتدخل ليقول "يغني" هذا المقطع بنفسه .......

وأترككم حتى تتبينوا ماذا حدث .. وأعتقد أن أغلب الأصدقاء يعرفون هذه القصة .. ولكنها جديرة أن تستمعوا إليها من فم الموسيقار نفسه ..
رحم الله الموسيقار .. وأم كلثوم .. ومامون الشناوي .. وجميع موتانا ..
لقد كانت العبقرية تتمثل في جميع صفاته .. مطرب متميز لم يرق إلى مستواه أحد .. موسيقار مبدع .. صنع المجد للموسيقى العربية .. وطورها مع المحافظة على شرقيتها .. وكان رحمة الله عليه متحدثاً لبقاً .. لا يشق له غمار ..
برجاء أن تستحسنوا هاتين الفقرتين

أ. د. لطفي أحمد عبد اللطيف