الطفل الحائر
في صمت الليل وظلمته . يرقد طفل مجروح . بجوار ركام البيت المتهدم . يستند على حائط مائل
الليل الحالك ينظر للطفل الجالس . يأتي عصفور يرفرف بجناحيه ثم يحط
ينظر إلية الطفل وبراءة كل ملائكة الخالق تتجسد في عينية . ويهلل فرحا . يشرق وجهة .
فلقد وجد صديق . يتسامر معه بعد مرور الوقت كجبال سود على صدره
ويبادره الطفل العصفور بسؤال . هل رأيت أمي ؟ أو أبى ؟ هل رأيت أحد من اخوتي ؟
جيراني ؟ أو أولاد العم ؟
ما عدت أراهم . تركوني وحيدا . ولا اعلم إلى أين ؟ مللت اللعبة . ولا اعلم كيف اخبرهم بذلك .
كما أنى اشتاق إلى رشفة ماء بارد .
يدور العصفور برأسه . يجد الأم صريعة تحت جدار متهدم . يستر أعضاء الجسد المهتوك .
أما الأولاد فكما كانوا مشتبك الأيدي . وأنظارهم الى السماء . تملأ أعينهم فرحة ولكن ينقصهم شيء واحد .
الحياة
فقد فارقوها . لم تسعهم الأرض بما رحبت . فذهبوا إلى مكان أخر . يجدوا فيه سعة المكان وحلاوة الأوطان
و يسرد الطفل للعصفور القصة
كنا فى البيت الأصفر هذا . ويحاول عبثا أن يحرك إحدى يداه ليشير إلى بيته .
ويكمل كنا نأكل نشرب نلعب خارج جدران البيت . كنت أهيم على وجهي متسكع فى طرقات البلدة .
لا يسألني أحد أبدا . إلى أين ؟ أو يمنعني .
ما كنت أجد باب موصد في وجهي . افعل ما يحلو لي . والكل يساعد ويساند إذا ما تعثرت قدمي في حجر .
بل ويل للحجر إذا ما أوقعني . اضربه بشدة والقيه على الأرض بقوة . والكل يساعد ويساند
حتى جاء اليوم المزعوم
حيث خرجت إلى البلدة . ووصلت إلى كهف مهجور . ودخلت ولعبت حتى أجهدني اللعب فنمت مكاني .
ولكنى لم أغفو كثيرا . حيث سمعت الصوت . فخرجت ورأيت بنفسي . فوجدت طيور من حديد .
تحلق فوق القرية . وتلقى من باطنها أكوام من بيض ناري . يرتفع الصوت . ويعلو الدخان .
اسمع صرخات القرية . الكل يهرول فى الطرقات .
وينادى أبى ويصرخ يا ولدى . أقدم . وقبل أن أجيبه . أراه يسقط يهوى أمام عيني .
يركع وينفجر الدم من القلب الطيب . يسجد ويحنى رأسه
وهو ممسك بسنابل قمح بيده اليمنى والأخرى تمسك بتراب الأرض ويعود الطفل بنظرة إلى العصفور .
فبجدة قد وقع صريعا . لم يتحمل قلب العصفور المرهف قصة من آلاف القصص المروية
والراوي طفل