حياتى أنت وعبد الوهاب
هل لو قدر لأحد منا أن يقع فى حب كبير ( مثلا...فقط مثلا...) – هل يعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حب مثل تعبير عبد الوهاب فى حياتى انت !!
لقد كتب الشعراء والكتاب أجمل الكلمات التى تبهر النفس وتخلب اللب وتثير الخيال والمشاعر السامية الرومانسية فى تعبيرها عن معانى الحب
وعموما يظهر أننا نخجل من الحديث عن الحب وهذا موضوع له مدخل آخر فى حديث لاحق حيث السؤال من منا لم يحب ومن منا لم يتاثر بأغنيات الحب وخصوصا فى ايامنا التى كانت الرومانسية فيها الغالبة وكانت الماديات متراجعة وكانت التعبيرات الجميلة تطل علينا ولم تكن الأيحاءات الخادشة فى معانى الحب شيئا معتادا
ولقد تناول الأستاذ محمد عبد الوهاب معانى الحب التى كتبها له الشعراء تناولا رائعا فى الحانه وقد اختلف هذا التناول حسب المرحلة أو الفترة اللحنية فى عمر عبد الوهاب الفنى فقد عبر عنها فى مراحله الأولى من الثلاثينات بطريقة قد تختلف عنها فى الأربعينات أو الخمسينات - فقد تناول مشاعر الحب فى الثلاثينات فى أعمال مثل "امتى الزمان وحبيب القلب وكل اللى حب اتنصف وحتى القصائد مثل سهرت منه الليالى" بطريقة تختلف عنها فى أعمال الأربعينيا حيث شدا الثلاثية الرائعة حياتى انت والحبيب المجهول وهمسة حائرة وفى الفترة التالية من حياته فقد تناول التعبير عن الحب بشكل آخر ربما كانت الأغنيات أقصر وتغيرت الى حد ما معانى الكلمات التى تعامل معها وتناول الألحان بشكل مختلف فى التركيبات اللحنية واستخدام الآلات والحالة المزاجية لعبد الوهاب بالأضافة الى انتاج الحان أكثر ملا ئمة مع تطور صوته ولا ننسى أن الأحساس بالحب والتعبير عنه يختلف عموما بالتغير فى مراحل العمر من حيث نضوج المشاعر وأفرزت هذه المرحلة مجموعة رائعة من الألحان منها الكثير الذى يمس شغاف القلب مثل " على ايه بتلومنى و كان أجمل يوم ومن أد ايه كنا هنا وكل ده كان ليه وتراعينى قيراط وافتكرنى" وغيرها.
وطبيعى أن تناول عبد الوهاب لهذه الألحان اعتمد الى حد كبير على الكلمات التى قدمت له ولكننا هنا نتحدث عن طريقة تناوله لها فى التعبير عن هذه المعانى واستخدامه للمقامات التى رأى أنها تناسب وجهة نظره اللحنية فى التعبير عن المعانى بحيث أنه قام باعادة الصياغة الشعرية للكلمات بطريقة لحنية موسيقية.
يتبع ...
الحب فى أغانى عبد الوهاب
العرض الشجري