أحمد الزنجباري
إعداد: عبدالمحسن الشمري
أحمد الزنجباري.. فنان سبق زمانه
ولد في زنجبار وانتقل إلى الكويت
ربما قلة هم الذين يعرفون شيئا عن سيرة أحمد الزنجباري، ذلك الفنان الذي قال عنه سعود الراشد لقد تعلمت على يده العزف على العود، ويرجع اليه الفضل الكبير في استفادتي من روحه الفنية والوصول الى ما أنا عليه الآن، وكانت لنا ذكريات جميلة وحلوة، واعتقد ان هذا الفنان قد سبق زمانه في الأعمال التي قدمها، واعتقد انه حتى عشرين سنة لن نستطيع ان نقدم لحنا قدمه في آخر عمل له، وأعتقد ان هذا الفنان هو الوحيد الذي قدم الأغنية الكويتية الحقيقية.
تلك شهادة فنان كبير هو سعود الراشد في الفنان المبدع احمد الزنجباري، الذي يعد بحق فنانا متميزا سبق زمنه بسنوات طويلة وقدم العديد من الألحان الخالدة التي ساهمت في شهرة عدد من الفنانين.
ولادته
تشير معظم المصادر إلى ان الراحل احمد الزنجباري ـ واسمه الحقيقي أحمد سعيد الشعيبي ـ قد ولد في زنجبار عام 1917 ومن هنا جاءت تسميته «الزنجباري» نسبة الى زنجبار.
وقضى طفولته هناك، وتشير المصادر الى أنه على الأغلب عربي من اليمن اطلع مبكرا على الغناء، وفنونه، وتعلم العزف، وأتى الى الكويت وهو لم يزل في مقتبل عمره في عام 1933، على الأرجح اي ان عمره آنذاك لم يتجاوز 16 عاما. ويقول الزميل صالح الغريب في مقال نشره في جريدة «السياسة» في عددها الصادر بتاريخ الأول من ديسمبر 2001، أحمد الزنجباري، ملحن عشق الكويت وأخلص لهذه الأرض، عشق غناء فن الصوت فجاء له من زنجبار عام 1933، مع النوخذة احمد عبدالهادي، وهناك مصدر آخر يقول انه جاء مع بحارة المرحوم محمد بن شاهين الغانم، ويرجح ان والده من اليمن، وأول مسكن له كان في بيت في دروازة العبدالرزاق في منطقة الشرق.
وقد بدأ حياته الفنية على السفن، اذ عمل بحارا في سفن الغوص والسفر، وهذا أتاح له المزيد من الاطلاع على ثقافات متعددة من خلال ترحاله في عدد من الدول، ومن هنا تشكل وعيه الفني وسعة اطلاعه.
فنون
والغريب ان احمد الزنجباري في شبابه شارك في عدة أعمال مسرحية في الفترة من 1943 ـ 1950، ومن الأعمال التي شارك في بطولتها مسرحية «المروءة المقنعة» التي عرضت عام 1943، وشارك في بطولة مسرحية «وفاء» من اخراج حمد الرجيب عام 1945، ولم تكن أدواره على خشبة المسرح ذات قيمة فنية، أو بطولة، بل كانت عبارة عن أدوار قصيرة غير مؤثرة، ومن المؤكد انه لم يجد نفسه في مجال التمثيل، بل كان يسعى الى تأكيد موهبته في مجال آخر، هو الغناء، وقد بدأ رحلته في الغناء من خلال الجلسات والحفلات الخاصة التي كانت تقام بين فترة وأخرى بدعوة من بعض الشخصيات المهمة، وفي هذا الصدد يستذكر بدر سلطان العيسى جانبا من نشاط الراحل أحمد الزنجباري، اذ نشر مقالا في جريدة «السياسة» في عددها الصادر بتاريخ 24/12/1999 جاء فيه: «قبل نصف قرن حضرت سهرة أحياها المكبس أحمد الزنجباري، هكذا كان يطلق على الفنان في ذلك الوقت في منطقته التي يطلق عليها الآن السالمية في مزرعة الشيخ سليمان الفاضل، ابتدأت الحفلة بعد صلاة العشاء مباشرة، وعلى ضوء تريك بوناشي، وانتهت الساعة التاسعة مساء»، ويتابع بدر بن سلطان العيسى، «في تلك الليلة غنى الزنجباري أغنية أم كلثوم، ولد الهدى، لم يبق من الذين حضروا تلك الحفلة أحد، كلهم انتقلوا الى رحمة الله، وهذه الليلة شاهدت في تلفزيون الكويت ليلة الزنجباري واسترجعت تلك الليلة، لقد كان الزنجباري يشكل فرقة كاملة لوحده، لم يكن معه أي عازف آخر ولا حتى ضارب للمرواس. لم يكن هناك ميكروفون انما عود أحمد وصوته الخفيف، وهو يحاول جاهدا اطراب الحضور بالاندماج في الدور، وكان الحضور وهم لا يتعدون العشرة يطلقون صيحات الاعجاب بعد ان ينهي احمد كل مقطع من مقاطع الأغنية.
حياة عملية
كان شغل أحمد الزنجباري الشاغل هو الغناء الأصيل، وبعد ان تشرب بحفظ العديد من الألحان للمطربين البارزين وغنى في الجلسات الخاصة لكبار المطربين، كان حلمه ان يقدم ألحانا كويتية تعتمد على الأصالة، ونعني بها الصوت العربي.. وقبل ان تظهر موهبته الغنائية عمل الراحل الزنجباري في أوائل الخمسينات منسق حروف في مطبعة خاصة، لكنه لم يجد نفسه في ذلك، حيث التحق بعد عام بوزارة الداخلية وتحديدا بالفرقة الموسيقية، واستمر في عمله هذا حتى 1955 وخلال تلك الفترة استطاع ان يحقق جزءا من طموحاته، وان يكون قريبا من الهواية التي أحبها نعني بها الموسيقى
|
العرض العادي
