إخوانى .. إسمحوا لى أولاً .. أن أحيى أستاذنا مختار حيدر على إختياراته الموفقة وأذنه الإنتقائية .. التى تسعدنى دائماً .. ويكفى أنه الأول والوحيد حتى الأن الذى إختار لنا مقطوعة موسيقية .. وليس أغنية .. فحيوه معى ..
بسم الله نبدأ تحليل مؤلفة ( بلد المحبوب )
أعزائى ..
نحن اليوم نتصدى لتحليل عمل من أعمال عبد الوهاب الشديدة الشرقية .. وإذا كنا سنتحدث عن عبد الوهاب المؤلف الموسيقى .. يمكننا القول أن عبد الوهاب الملحن هو نفسه عبد الوهاب المؤلف الموسيقى .. نفس الفكر .. نفس مراحل التطور فى موسيقاه ..
وإذا كان البعض يتهم عبد الوهاب بالجنوح إلى الموسيقى الغربية .. فأنا لا أعتبره إتهام بل شرف له ولنا نحن السميعة .. فهو من القلائل اللذين فتحوا نافذة على الموسيقى الغربية .. وطوعها لتدخل فى نسيج الموسيقى الشرقية ..
وتعتبر ( بلد المحبوب ) من أعماله الوسطى .. أى الأعمال التى تطور فيها عن مراحله الأولى .. وهى مرحلة إبن البلد وبنت البلد وخطوة حبيبى والمماليك .. وغيرها . وبلد المحبوب بعيدة تماماً عن الغربية .. فليس بها شبهة تغريب إطلاقاً .. فهى شرقية بمعنى الكلمة ..
العمل الذى بين أيدينا اليوم .. ليس به توزيع على الإطلاق .. فلم يكن عبد الوهاب وصل لمرحلة المؤلفات الموزعة بعد .. ولكنه عمل به كل المشهيات والتنويعات التى عودنا عليها عبد الوهاب ..
إختار عبد الوهاب مقام النهاوند ( المينور ) أو السلم الصغير .. ليبدأ به مقطوعته .. وإستمر من النهاوند لفترة ليست بالقصيرة لكنها مليئة بالتنويعات والجمل الموسيقية المتعددة الأشكال .. وكعادة عبد الوهاب أيضاً .. لم يترك حرفاً أو نغمة إلا وإستخدمها ..
ونظراً لصعوبة تحديد الإنتقالات المقامية بالنسبة لكم .. نظراً لكون العمل موسيقى بحتة ..
فلقد إتبعت اليوم طريقة جديدة لتوصيل المعلومة لحضراتكم ..
فلقد إقتطعت أجزاء من المقطوعة لتسمعونها وتعرفون ماأقصده من إنتقالات أو جماليات ..
لم ينتقل عبد الوهاب كثيراً ولكنه إستخدم مقام الكرد وكذلك مقام البياتى وعرج على الحجاز .. بالإضافة طبعاً للنهاوند ..
سنجد مثلاً أن هناك جملة رئيسية إستخدمها عبد الوهاب .. ولكنه لم يكررها بنفس الشكل .. بل غير وبدل فيها بغرض التنويع والتلوين وعدم الإحساس بالملل ..
ولقد أدرجت لكم ثلاثة أشكال مختلفة لنفس الجملة الموسيقية .. وستعرفون الفرق حين تسمعونها ..
أما إنتقاله للبياتى فستجدون أيضاً ملفاً يوضح الجملة المقصودة ..
وحين أراد عبد الوهاب العودة من البياتى للنهاوند ( المقام الأصلى للمقطوعة ) .. إستخدم كوبرى .. أى مقام ثالث للعبور منه إلى النهاوند .. والكوبرى هنا هو مقام الكرد .. وستجدون أيضاً ملفاً يوضح هذا الكوبرى ..
أما عن الإيقاعات .. فتنوعت بين الواحدة الكبيرة فى بداية المقطوعة .. وبين إيقاع الملفوف وكذلك إيقاع الفوكس .. وكلها إيقاعات راقصة ..
أرجو أن أكون وفقت فى تحليل المؤلفة ونجحت فى توصيل المعلومة إليكم ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .