رقصة الهيوة البصرية
يرجع اصل رقصة (الهيوة) البصرية الى افريقيا ونقلها زنوج السودان عن طريق البحر الاحمر عندما كانوا يأتون الى البصرة للتجارة وقد استقر قسم منهم في هذه المدينة حتى صاروا يشكلون طبقة اجتماعية معروفة بين الأهالي، ويبدأ تشكيل الهيوة من (الميدان) بعد ان تعلق في احدى جهاته راية، تسمى (الشنيار) ثم يتوزع الجالسون فيها بينما يترك الوسط فارغاً لممارسة الرقصة ويجلس الرجال قبالة النساء ويشكل الجميع قوساً (نصف دائرة) ويعد هذا شرطاً لازماً من شروط تأدية الرقصة.
وعندما يبدأ القرع وتشتد ضرباته على ايقاع الهيوة السريع المعروف بحدته, يبدأ الجالسون بدخول حلبة الميدان ويحق لجميع الحاضرين الاشتراك في الهيوة, من رجال ونساء وصبيان، اذ تبدأ النسوة بتشكيل دائرة حول العازفين.. مع ضرورة المحافظة على شكل الدائرة عند بدء الحركة.. اما الرجال فيشكلون دائرة اخرى حول النساء, وعادة ما تهتز ارجلهم واكتافهم مع حركات رؤوسهم البطيئة فتمتد القدم اليمنى للامام بخطوة واحدة ويرتكز الجسم عليها, مع تحريك اليد اليمنى للامام على مقربة من الصدر, وتكون اليد اليسرى خلف الظهر موازية للعمود الفقري ثم تتبعها القدم اليسرى بنصف خطوة, ويكون الجسم مرتكزاً عليها, وهكذا تتكرر الحركة على وزن ايقاع الهيوة, اما الآلات الموسيقية التي تصاحب رقصة الهيوة فهي:
المزمار: وهو الآلة النغمية الوحيدة التي تستعملها الفرقة، والمزمار آلة موسيقية بدائية انحدرت منها آلة (الزرنة) الحالية وهي تشبه من ناحية زمرها, (الآبو, الفاكوت) اللتين تستعملان في الاوركسترا السمفونية المعاصرة, اما جسم المزمار فيصنع من خشب الابنوس او العاج او الجاوي او الجوز, يجلس عازف المزمار على كرسي خشبي خاص على يسار عازف آلة (المسوندو) ويجوز له ان ينهض خلال العزف، ويرقص مع الاخرين، على ان يعود الى كرسيه.
الطبل: اما الطبل فهو اسطواني الشكل, يغطي الجهة العليا من الاسطوانة جلد وتضيق الجهة الثانية من الاسفل, وتصبح على شكل كأس مفتوح الوسط ليخرج منه الهواء والصوت, اما الاسطوانة فتصنع من المعدن او من خشب الصاج او الجاوي او التوت, اذ تحفر من الداخل بدقة, اما طريقة الضرب على الطبل فتتم باستعمال عودين من الخيزران المعقوف, او مضربين من المطاط الصلب, او مضرب واحد, ويلعب الطبل او ما يطلق عليه اسم (البيبا) دوراً مهماً وكبيراً بالنسبة لبقية الآلات الايقاعية في رقصة الهيوة، فهو يأخذ دور (الصولو) المنفرد القوي الذي يهز ويثير حماسة الراقصين, اما صوت البيبا، فهو اعمق اصوات آلات الايقاع المستعملة في رقصة الهيوة واكثرها خشونة ويشبه صوتها صوت (التمباني) المستعمل في الاوركسترا السمفونية.
المسوندو: آلة ايقاعية مخروطية الشكل تصنع اسطوانتها من خشب الجوز او الجاوي او الصاج او من صفيح المعدن, تغطي الجهة الواسعة من المسوندو بجلد البقر او النغم وتبقى الجهة الضيقة مفتوحة لخروج الصوت منها وفي الجهة العليا من المخروط يوجد مقبضان يربط بهما حزام يلفه الضارب عليه الى يسار ضارب البيبا مباشرة واضعاً آلة المسوندو بين فخذيه بشكل مائل نحوه ويستعمل كلتا يديه للضرب.
الجكانكا: آلة ايقاعية تشبه آلة المسوندو من حيث الشكل الخارجي والفتحات والجلد وطريقة الضرب, الا ان الاختلاف في حجم الآلة فقط, اذ يكون اصغر حجماً من المسوندو, اما صوت الجكاكا فيكون اوطأ واخف من صوت المسوندو أما نوعية ضربات الايقاع فتختلف عن ايقاعات الآلات الاخرى في الهيوة, وعادة ما يقف الضارب الى يمين عازف البيبا
|
العرض الشجري