في مدينة شفشاون، شمال المغرب، حيث مسقط رأسها، نشأت نزيهة مفتاح في قلب تقاليد موسيقية ثرية ومتنوعة، وموسومة بطابع الفن الأندلسي وفن الحضرة.
ولأنّ نزيهة مفتاح أجادت في أداء أغاني الشرق العربي والمغاربي، فقد وصفت، في كثير من الأحيان، بنعت "إديث بياف الشرق". ولقد صاحبتها، منذ طفولتها، الأصوات الغنائية العربية المرموقة، مما أثر على مسارها الفني بشكل وازن، وجعلها تتجه باستمرار نحو البحث عن الألوان الموسيقية المختلفة في ما وراء التخوم؛ حافزها في ذلك، حب اطلاع جارف ومؤسس على تفكير حداثي يستلهم أسّه ونسغه من الموسيقى الكلاسيكية.
وإذ اعتبرت كأحسن فنانة تؤدي أغاني فيروز، فقد تسنى لها المشاركة في فرقة إيلي أشقر. ومعلوم أن المايسترو إيلي أشقر، وهو الذي يمهر في آلة القانون، صاحب لفترة طويلة الفنانة فيروز فوق خشبات القاعات الكبرى العربية والأروبية. وفي ضوء ذلك، سعى صوت نزيهة مفتاح الشفاف والبلوري إلى إعطاء دفعة جديدة ل"الفيروزيات"،
بعد بدايات لنزيهة مفتاح ضمن فرقة "السنابل" بمدينة شفشاون، رحلت الفنانة إلى باريس سنة 1988، حيث تمكنت من مواصلة دراستها الجامعية الأكاديمية، وتطوير أذنها الموسيقية عبر الاطلاع على مختلف أنماط موسيقى العالم. وفي باريس حازت نزيهة مفتاح على اعتراف بكونها "أحسن مؤدية للأغنية العربية"، وهو ما جعلها محلّ طلب من طرف المهرجانات الثقافية والفنية بفرنسا بخاصة وأروبا بعامة، وكذا في البلاد العربية. وفي كل ظهور لها فوق خشبات القاعات الكبرى، تترك نزيهة أثراً بالغاً في دخيلة الحضور.
وأترككم مع ألبومها
إندفاع