موروثات شعبية " الزار في السودان " بحث كامل وتسجيلات نادره وحصريه
بحث الأستاذة هادية محمد الشلالي
" ما هي حقيقة الزار؟
الزار ظاهرة اجتماعية ناتجة من اعتقاد نفسي كامل بوجود قوة خفية من الأرواح من غير الجن والشياطين تحلُّ وسكن في الإنسان ذاته وتعلن أنها تريد بعض المطالب أو ما يسمِّيه أهل الزار بـالطلبات من الفرد المعين لتزيل عنه أي حالة مرضية غير طبيعية وبمجرد حلول هذه الأرواح في الفرد فإن شخصيته تصبح مطابقة للروح التي حلت فيه وحينها نجده يتحدث بلسان هذه الأرواح ويخضع لتصرفاتها وسلوكها.
والخطأ الفادح يكمن في الاعتقاد بأن هذه الروح الشيطانية لها رغبات يجب أن تلبَّى وإلا أزعجت من خالطته، فصارمضطرباً وقلقاً فحينئذٍ يطلق عليه مريض الزار أو المدستر.
والخطر الحقيقي يتمثَّل في أبدية الحلول بمعنى استمرارية الأرواح وإلحاحها الشديد على تنفيذ رغباتها وإجابة طلباتها والحصول على ما تريد من الشخص الذي حلَّت فيه. وهنا نقطة هامة يجدر الإشارة إليها وهي أن هذه الأرواح أو كما يسمونها (روح الزار) أو الريح الأحمر لا تفارق الشخص المدستر أو المريض حتى بعد إجابة طلباتها وتنفيذها بل تدخل معه في ما يُشبه الصلح ويعود بعده المريض إلى حالته العادية لفترة، ثمّ تعود لإزعاجه مرَّةً أخرى بعد فترة حتى تُصبح هذه الطلبات نوعا من الابتزاز الذي لا نهايةَ له. "
وعن شيخة الزار تقول :
" شيخة الزار
أهم شخصية لها وزنها وفاعلة جداً في عملية الزار هي الشيخة ويسمونها (شيخة الزار) وأحياناً يقوم بدور الشيخة رجل ويسمى شيخ الزار، وفي الغالب الأعم تكون الشيخة امرأة وتكون لها مساعدات يعملن تحتها، وغالباً ما تربطهن بالشيخة الكبيرة صلة قرابة أو نسب. وتحصل شيخة الزارعلى هذا المنصب بعد أن تقضي فترة طويلة كمساعدة لشيخة زار أخرى، وبعدها يتمُّ تفويضها من قبل الشيخة القديمة لتحي قسماً خاصاً بها لنشاط الزار وهذا التفويض يعتبر أهم شرط من شروط تتويج الشيخة الجديدة ولها مؤهلات خاصة، شخصية قوية ومؤثرة على المعتقدين في الزار خاصة النساء اللائي يُمثلن الغالبية العظمى. كما لا بد من أن تكون الشيخة الجديدة قد أصيبت بالزار مسبقاً وأقامت حفل زار وفاءاً وعرفاناً للزار لأنه أعطاها حياة جديدة بعد أن كادت تموت أو تفقد عقلها بإصابتها بالزار "