أمي سامحيني!!
أعرف أنك لا تسمعينني الأن ، لقد رحلت منذ عشر سنوات
إلى الأن لا أستطيع التغلّب على هذا الإحساس الفظيع باليتم ، هل أتحدث عن اليتم
و قد تخطيت الأربعين و عندي أسرة و أطفال فأنا الأن أقوم بدور الأم.
هذا الدور الذي قمت به أنت، منذ أن صرخت أنا بأول نداء للحياة
، كنت دائما ًمعي الحضن ، الأمان، الثقة ، الثبات و الحب ، كنت الكلام و المشي ،
الصلاة و الصوم كنت من يـُحثـّني على فعل الخير ،
كنت بالنسبة ليّ معنى الحب بدون مقابل.
أعذريني أمي ، كنت طفلة متمردة ذات شخصية عنيدة ،
خلقت لك مشاكل كثيرة جعلت الحزن جزء من أحساسك ،ربما جعلتك تبكين ،
أنا جعلت عيناك تدمع يا إلهي !
وأسفاه ، على غفوتي حبيبتي ، الأن أنا من تبكي لمجرد تذكر قطرات
من العبرات تسقط من مـُقلتيك ،
أشعر بالغصة في حلّـقي كأني أراها على وجنتيك تحفر خطا ً
متلألئً من الماس و حبات الؤلؤ.
سامحيني أعرف أنك فعلت لحظة حدوث أي خاطرة فرح أو أي نجاح ليّ
أضفته في صحيفة أعمالي،كنت تشرقي كالشمس بالحنان و الدفء ،
تفرحين من أجل تقدّمي و إنجازاتي في الحياة.
كأنك أنا و أنا أنت ، رحيق روحي أعرف أن فترة الطفولة و المراهقة
تسبب لكل الأمهات الكثير من الحزن تـُثقل أنفسهن بالألم و الإرهاق
البدني و النفسي الرهيب.
أعلم ما جعلتك تمرين به ملاكي ، بعد أن أصبحت أم مسئولة عن طفلين
يشـّبا ليصبحا مراهقين ، تفاصيل حياتي تعود ليّ مـُجددا ً
و أنا أتابعهما ينموان لحظة بلحظة.
لكني أتعذب لمجرد التفكير فيما سببته بدون قصد ، ما يهون عليّ الأن
تلك اللحظات، هي وقات ضحكنا و مرحنا ، الإبتسامات التي كنت ألونها على شفتيك ،
كل أوقات سعيدة كنت أضيفها في حياتك بكلماتي و قربي لك.
بعد مرور فترة الصبا ثم الشباب ،تزوجت ثم أنجبت لأتذوق معنى الأمومة ،
الحب الذي قدمته ليّ على صفحات أيامك و سنوات حياتك
بكل تفاني ، عن طيب خاطر و أنت في قمة السعادة بدون أي مقابل
غير بسمة تـُرسم على شفاه أولادك ،و أحفادك فيما بعد ،
أسكنك المولى فسيح جناته ،
ليغفر ليّ الله عن هفواتي و تقلـّباتي و مشاكلي معك سابقا ً.
أمي يكفي أني أتعذب بذكراها إلى اليوم و أتمنى أن تـُمحى من ذاكرتي للأبد ،
فلا أستحضر غير الأوقات التي جعلتك تضحكين فيها أو كنت سبب
لإبتسامتك المـُشعة أن تنسلّ من بين شفتيك لتسّطع بالنور على وجهك الرقيق ،
الملئ بملامح و سمات الطيبة و الحب.
مرت على وفاتك سنوات لم تفارقي قلبي أو تفكيري ساعة واحدة فأنت معي
شئت أم أبيت ، كجزء من كياني ، من شخصيتي ، من إختياراتي ، من مشاعري ،
من وجودي كله.
أنت لم تبتعدي أبدا ً كيف تتركيني و أنا مفعمة بالطاقة لأجلك أستمد
من ذكرياتي عنك القوة لأستمر و أبقى.
أحب الجميع لأنك علمتيني معنى الحب الـُمجرد ،الخام ،
الصافي كفطرة الوليد.
كل نجاح أو إنتقال من مرحلة لآخرى ستكونين فيها بجانبي تـُسانديني .
أحلم بك دائما ً فأنا أحيا ايامي و الفكرة تـُشبـّع كياني تنتشر لتـُسرّي عني ،
أني في يوم ما سأنضم لك بجوار مثواك رفيقتي،
سأكون معك أخيرا ً ، نحن على وعد بلقاء قريب مـَليكتي ،
نرتحل سويا نقضي الوقت معا ً ، نضحك ، نتشاور ، نتحاور
و ننعم بأمومتنا المـُتبادلة لبعضنا البعض.
نلعب لعبتنا المـُفضلة ، مرة أكون فيها أنا إبنتك ،
تارة تكوني أنت إبنتي إلى الأبد!!!!
عزيزتي إيمان
بكلماتك الصادقة النابعة من قلبك عن الام
تأثرت لدرجة البكاء
وشعرت أنك تعبرين عن ما بداخلي من إحساس بالألم
والوجع على فراق أمي الغالية
رحم الله سبحانه وتعالى أمهاتنا جميعاً
وجعل مثواهم جنان الرحمن وعيد سعيد على كل أم تبذل الجهد
والتعب والسهر في سبيل تربية أبناءها
تحياتي
ليلى ابو مدين
أختى ايمانيات
وما أحلاه من إسم
رفقا بقلبك الصغير
يا صغيرة ...
هكذا تكونى بعيون الحبيبة
الغائبة الحاضرة
ترددى "سامحينى " حبيبتى إطمئنى
فقلبها مصدر الحنان
أرسل إليك السماح
عربون مقدما
من قبل أن تفعلى ما تتصورى
أنه يستحق السماح
فرصيد السماح وكم العطاء
يغطى..ويكفى ويوفى
فلا تبتأسي يا حبيبة
بإحساسك نقدم قربان المحبة والوفاء
الدائم لهذا القلب
النابض بالوجود
هونى عليك
يا ناعمة الحس المرهف
جمعت بأطيافك الساحرة
محبى المشاعر النبيلة
زادك ربي من هذا الونس الإنساني الراقي
يا ونيسة بأرواح الأمومة السابحة
اللاصقة بثنايا حروفك الحانية
أشكرك ...
دولت
الامومة شىء لايحتاج الى مدح او قدح ...فالامومة لولاها ماكنا وكأن الله سبحانه وتعالى اراد ان يرينا ابداع الخلق فجعل الامومة مثال لذلك .شكرك للام هو شكرك لله .
الشربينى الاقصرى
خير مايقال فى هذا المجال هو قول الله سبحانه وتعالى ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)
صدق الله العظيم