* : فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 07h50 - التاريخ: 04/09/2025)           »          محمد عمر (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 06h58 - التاريخ: 04/09/2025)           »          الفنان الشعبى صلاح الصغير (الكاتـب : احمد عبدالهادى - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 06h31 - التاريخ: 04/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : عاصم المغربي - - الوقت: 18h49 - التاريخ: 03/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : جواد كاظم سعيد - - الوقت: 17h05 - التاريخ: 03/09/2025)           »          محمد الكحلاوى- 1 أكتوبر 1912 - 5 أكتوبر 1982 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : وليدابراهيم - - الوقت: 15h48 - التاريخ: 03/09/2025)           »          يونس شلبي (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 15h37 - التاريخ: 03/09/2025)           »          فايدة كامل- 12 يوليو 1932 - 21 أكتوبر 2011 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 14h36 - التاريخ: 03/09/2025)           »          عبدالمجيد عبدالله (الكاتـب : abuhany - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h17 - التاريخ: 03/09/2025)           »          فارس عوض (الكاتـب : رضا المحمدي - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h10 - التاريخ: 03/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > الجزائر > الدراسات والبحوث في الموسيقى الجزائرية

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04/07/2010, 16h55
الصورة الرمزية بلخياطي
بلخياطي بلخياطي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:440633
 
تاريخ التسجيل: June 2009
الجنسية: جزائرية
الإقامة: ولاية الشلف
العمر: 40
المشاركات: 666
افتراضي أنغام الجزائر وبساط الريح

ثمة أسطورة طريفة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، مفادها أن ''أنغام الجزائر'' الشهيرة التي لحنها وأداها الراحل علي معاشي كانت ردا على ''بساط الريح'' للمطرب فريد الأطرش.

في ''بساط الريح''، يقود المطرب المصري اللبناني الأصل مستمعيه في رحلة من الأحلام ومن الرومانسية عبر العالم العربي. وهكذا، سيحلق البساط الطائر في أجواء لبنان وسوريا وبغداد وتونس ثم مراكش، قبل أن يختم سفره السحري في بلاد النيل، في جو من البهجة العارمة.
وما يجدر الاحتفاظ به من صور تلك الرحلة يتعلق بدون ريب بالخارطة الجغرافية العربية التي على أساسها وضع الفنان المشرقي خطة رحلته، لأنه تناسى مناطق من العالم العربي وكأنها غير ذات شأن، مثل الجزيرة العربية وليبيا واليمن، بالرغم من أن هذا الأخير هو موطن بلقيس الأسطورية وسد مأرب الذائع الصيت. وبدون شك، فإن ''الجزائر الفرنسية'' كانت في قائمة البلدان التي لم يكن متاحا لـ''بساط الريح'' أن يهبط فيها، مخافة أن تستقبله السلطات الاستعمارية أبشع استقبال.
تقول الأغنية:
بساط الريح يا بو الجناحين
مراكش فين وتونس فين
أنا لي حبيب هناك واثنين
وبعادهم عني اليوم شهرين
ويتجنب ''بساط الريح'' هنا أي ذكر للجزائر. وربما كان مؤلف كلمات الأغنية متأثرا في ذلك بانطباعات مشرقيين قلائل أتيحت لهم زيارة ''الجزائر الفرنسية''، ومنهم ''أمير الشعراء'' أحمد شوقي، الذي كتب عقب إقامته بالجزائر العاصمة بضعة أيام، يقول إن اللغة الفرنسية انتشرت في الجزائر إلى درجة أن ماسحي الأحذية يخاطبونك بها. وبهذه الانطباعات، يكون شاعر البلاط الخديوي قد أعطى ثقلا للمزاعم الكولونيالية عن ''الجزائر الفرنسية''. لقد كانت الجزائر العاصمة كواجهة للنظام الاستعماري تخدع زائريها، ولو تجشم ''أمير الشعراء'' مشقة الذهاب إلى عمق البلاد، لكان ربما تجنب كتابة ذلك الحكم المتسرع.
وفي الواقع، فإن الجزائر كملكية فرنسية أصبحت أمرا واقعا منذ اللحظة التي تخلى فيها الباب العالي عنها، بعد أن منع حاكم مصر محمد علي من الإسراع إلى مناصرة الجزائريين بعد هزيمة جيش الإيالة أمام الغزاة. وكان ذلك أول تطبيق فعلي للسياسة الأوروبية المعروفة بسياسة اقتسام ممتلكات ''رجل أوروبا المريض''، أي الإمبراطورية العثمانية المتهالكة.
الوضع الاستعماري الذي فرض على الجزائر جعل منها بالفعل جزءا من فرنسا، وبالطبع ضمن الحدود التي لا تعطي للأهالي ''لانديجان'' أيا من الحقوق التي يتمتع بها ''مواطنوهم'' المتروبوليتان. وهكذا، تأقلم الجميع مع هذا الوضع، خاصة بعد مرور القرن الأول على الغزو، وبعد القضاء على آخر ثروات الأهالي، وما تبع ذلك من تهدئة على الصعيد العسكري ومن تطبيع على الصعيدين السياسي والثقافي. وهنا، تأتي ''أنغام الجزائر'' وما سبقها من إرهاصات الحركة الوطنية والإصلاحية لتبطل ذلك الزعم السخيف وتعيد عقارب الساعة إلى حركتها الأصلية. تقول أغنية الشهيد علي معاشي في لازمتها:
يا ناس أما هو حبي الأكبر
يا ناس أما هو عزي الأكبر
لو تسالوني نفرح ونبشر
ونقول بلادي الجزائر
وبعد هذا الاستهلال الرائع الذي يتألق فيه الملحون الشعبي، يقوم الفنان بجولة طويلة عبر مناطق الوطن السليب، مستلهما من كل منطقة فنها الغنائي وطبعها الخاص بها، ليتغنى بروعتها وبجمالها. ومن هنا جاء عنوان الأغنية ''أنغام الجزائر''.
في بداية الاستقلال، انضمت المطربة نورة، المشهورة بصوتها الدافئ وبظفيرتها الطويلة المتدلية خلفها، إلى علي معاشي، وتقاسمت معه آداء ''انغام الجزائر''. وبالطبع، كان ذلك بعد وفاته شهيدا من شهداء الثورة بعدة سنوات. وبعد سنوات، أدى رابح درياسة أغنية على نفس المنوال هي ''وردة بيضاء في العلالي''، يتوجه فيها بالسؤال إلى فتاة شابة عن موطنها وعن أهلها، ولكنها لا ترد عليه، مما يضطره إلى التخمين، وبالتالي ذكر كل منطقة من مناطق البلاد والتغني بجمالها وبخصالها، مستعملا الطابع الغنائي الخاص بها، تماما كمل فعل علي معاشي في ''أنغام الجزائر''. لكن المقارنة تقف عند هذا الحد، لأن أغنية درياسة جاءت في شكل خفيف ''مسامعي'' ومبتذل إلى حد ما.
تذكرنا ''أنغام الجزائر'' من حيث المحتوى بشعر الانتجاع، شعر الرحلات الموسمية بين أطراف الصحراء والتل والساحل، كما يتجلى ذلك في ''حيزية'' للشاعر بن ڤيطون، حيث يأتي على ذكر المضارب التي أقاموا فيها في انتجاعهم والمناطق التي مروا بها في رحلاتهم طلبا للكلإ أو هربا من حر الصيف. وربما يجدر هنا التنويه بالآداء الطيب الذي نجح فيه الراحل عبد الحميد عبابسة، وهو يعرف بـ''حيزية'' في خمسينيات القرن الماضي، مما لا يستبعد معه أن يكون علي معاشي قد تأثر بذلك الإرث العظيم وهو يؤلف ''أنغام الجزائر''. وحتى درياسة نفسه لم يستطع أن يقاوم إغراء ''حيزية''، فنافس عبد الحميد عبابسة في آدائها، محاولا إعادتها إلى طابعها الأصلي، مقتصرا في آدائها على القصبة والبندير، عكس الطابع العصري الذي صبها فيه عبابسة. وأكد درياسة بهذا مرة أخرى أنه مطرب الأغاني الخفيفة والعراسي.
لقد سقط علي معاشي شهيدا من شهداء ثورة نوفمبر 54 وكان من جملة أولئك الفنانين الذين سارعوا إلى الانضمام إلى صفوف المجاهدين، لكن الوقت لم يسعفه لكي يشهد إنشاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني.
ولد علي معاشي في سنة 1927 وعاش في تيارت. وفي 1949 تم تجنيده في الخدمة العسكرية، وشاء له الحظ أن يعمل في قاعدة بنزرت البحرية الفرنسية في تونس، مما جعله يلتقي بالفنان التونسي قدور سرافي الذي أخذ عنه مبادئ الغناء والتلحين. وفي مدينته تيارت، أخذ يتردد على جمعية ''الأندلسية'' التي نشأت في سياق الحركة الوطنية، ثم انضم إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية، قبل أن ينشئ في سنة 1953 فرقة ''سفير الطرب'' التي سيديرها. وقد درجت فرقة علي معاشي على التغني بحب الوطن وبمثل التضحية والحب، وشاركت في الاحتفالات بالذكري 12 للبيان الجزائري بحضور فرحات عباس. وقد عمل علي معاشي بعد ذلك في الإذاعة كتقني، وهناك سجل ''أنغام الجزائر''، لكنه لم يتخل عن فرقته. وبالرغم من ميله الواضح إلى الطابع الشرقي، فقد نجح علي معاشي في الاحتفاظ بالطابع المحلي لأغانيه، وخاصة الطابع الوهراني الذي يطغى على جل أغانيه البالغ عددها 16 أغنية التي من بينها ''يا بابور'' و''طريق وهران'' و''النجمة والهلال'' و''ما زال عليك نخمم''...
ولدى انطلاق شرارة ثورة التحرير، علق أعضاء الفرقة آلاتهم الموسيقية، مستبدلين إياها بالسلاح. وقد ألقي القبض على علي معاشي وتعرض للتعذيب على يد القوات الاستعمارية، ثم أعدم في الثامن من جوان 1958 رفقة زميلين له هما محمد جهلان وجيلالي بن سترا في مدخل المدينة غير بعيد من الحي الذي شهد ولادته وطفولته. وقد عمد الجلادون إلى تعليق جثث الشهداء الثلاثة من أرجلها في ساحة كارنو المعروفة الآن بساحة الشهداء.
ب. عـلاوة _ جريدة الخبر الاسبوعي
__________________

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 10h48.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd