أنين الثورة
شعر الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
كتبناها غداة أحداث محمد محمود ونعيدها بعد أن اتسع فيها الخرق على الراتق
إني وقد ناخ الضياع ببابي... وتعاورتني غربتي بإيابي
وتناوبتنى الريح عاصفة فلا... حِدب ولا متشبث بإهابى
واقتادني درب الأفول غليظة ... أنيابه تدمى بغيض شبابي
وأشد ما عانيت أن بغاتِه... ورماحه وسيوفه أصحابي
ما أفدح الأيامَ حين ظننتها... دانت فكان مآلها أوصابى
واخضر قاحلُها ولان عسيرها..وانقض هول فحيحها المِِرعاب
واسود نور صباحها وتصرصرت.....أنسامُها واستمتعت بعذابي
شمطاءُ مقفرةٌ إذا عاينتَها...........غدراءُ شذ دلالها المتصابي
وإذا الصروفُ تكالبت وتكأكأت... باتت سهولي َوهْدتى وشعابي
أنا إن ترفقت الوجوه فإنها ....... شؤمُ النذير ونعقةٌ لغراب
ها قد تساعرت الكلاب وقد رأت... نأىَ النصير وروعتي بذئابِ
ماذا وقد حلم الضعاف بأوبتي ...فإذا العذاب بعودتي وغيابى
أنا ثورةٌ ملتاعةٌ مفجوعةٌ... ُصرِعت بأسياف ووخز حراب
بئس العشيرُ لمن تناوش عفّتي..بؤس المصيرِ لمرجف كذاب
لهفى على بلدي التى أرنو لها...أفل الحدِيب الساكتُ المعطاب
فى غربتي وبأوبتى وذهابي....ضاع الطريق وحار فيه جوابي
إني وقد ناخ العناء ببابي... أرجو النصيَر فمن يجيب خطابي