رمز كبير من رموز الأغنية اللبنانية وألحانه تتميز بخفة ظل لا تخطئها أذن ويمكننا أن نقول أنه أحد أعمدة العصر الذهبي للأغنية اللبنانية . فنان شامل ابدع في مجال الكلمة وعكست كلماته صوراً غنائية جميلة ، واتسمت الحانه بالبساطة و العفوية والعاطفة الصادقة
كما أدَّى بصوته أغاني خفيفة الظل ذات نقد لاذع مقبول من الجمهور كأغنية السيجارة مثلا
اسمه الحقيقي "سامي صاحي" وأخذ لقب الصيداوي تسبة إلى مدينة "صيدا" ذلك لميلاده بها في العام 1913
بدأ خطواته الأولى من اذاعة القدس بفلسطين في أواسط الثلاثينات ثم اذاعة الشرق الأدنى والإذاعة اللبنانية
عرفه جمهور السماع من لحن ” يا جارحة قلبي ” ، الا انه حقق الشهرة أيضا للفنانة نجاح سلام واعتُبِرَ بداية الانطلاقة الحقيقية لها وعلى مستوى البلاد العربية عموما ، يعتبر سامي الصيداوي صاحب مدرسة متفردة في مجال الأغنية اللبنانية الناقدة والساخرة اعتاد سامي الصيداوي ان يحتفظ بالدفتر والقلم دائما ليبقى جاهزا لتدوين اي فكرة ولحن قد يخطر على باله فجأة كما لحن لنور الهدى ومحمد مرعي ووداد محمد والمونولوجيست فريال كريم و فايزة احمد ,و من كلماته غنت المطربة صباح ” عينك مش مضبوطة كتير ” بالإضافة لأغنية ” قول لي ايوه قول ” والتي قدمتها بفيلم ” الحب كده
سامي الصيداوي صاحب الفضل الكبير بالنهوض في الأغنية اللبنانية بعد ان ظلت بفترة الثلاثينات وما قبل محصورة بالأغنية الفلوكلورية وفي القالب التقليدي مثل العتابا و الميجانا والدلعونة ، الخطوة الأولى التي وضعها الصيداوي لترسيخ هوية الأغنية في بلاده عدم تأثر الأغنية اللبنانية بالأغنية المصرية التي أثبتت حضوراً كبيراً من خلال الأفلام الغنائية والاذاعة والاسطوانات والحفلات العامة ، لتحقيق ذلك اعتمد اللهجة اللبنانية المألوفة في ألحانه
في الوقت نفسه ركز الصيداوي على ابراز الأجواء الشعبية اللبنانية فيما يكتبه و يلحنه من اعمال ، ونلمس ذلك في أغنية « ميِّل يا غزيِّل « التي كتبها و لحنها بفترة الستينات لتغنيها وبلهجتها الأصلية أيضاً المطربة نجاح سلام العائدة من مصر وقتها لتعيدها هذه الأغنية الى الساحة الغنائية اللبنانية وبنجاح ساحق ،ويكمن سر شهرة « ميِّل يا غزيِّل» في الصورة الغنائية التي تأخذ المستمع للأجواء الشعبية و الريفية اللبنانية والتي وظفها الصيداوي وبذكاء بالغ من خلال التبولة وفنجان القهوة والعباة والشباك .يحسب له أيضاً انه قدم الأغاني الساخرة والناقدة بأسلوب مهذب وراقي ولم يلجأ للألفاظ التي تخدش الحياء كما يحدث الان مما جعل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يطلق عليه لقب بيرم التونسي اللبناني للعصر الذهبي للأغنية اللبنانية والذي بدأ مع منتصف القرن الماضي سيبقى الرافد لأهم كنوز التراث الذي تزهو به الأغنية العربية ، الا انه وفي الوقت نفسه يحتاج الى من يعيد الأعتبار لرموز كثيرة من المبدعين ممن وضعوا الأساس الصحيح للنهوض بالأغنية اللبنانية والتي عادة ماينسب الفضل بازدهارها للأخوين رحباني وبنسبة اقل لزكي ناصيف و توفيق الباشا ،وتم التغاضي عن من أسسوا للأغنية اللبنانية وبفترة الاربعينات تحديدا ،من ابرزهم ،وفي مجال الغناء خص نفسه ببعض ألحانه الخفيفة المرحة و التي أداها بصوته ، أما معظم الحانه المتميزة كانت من نصيب العديد من المطربين اللبنانين والعرب ،منهم من حقق شهرة كبيرة من خلال الحانه التي احبها ورددها الناس ولسنوات طويلة دون ان يعي أغلبهم ان من كتب و لحن هذه الأعمال فنان مغمور اسمه «سامي الصيداوي» .عانى الصيداوي من عدم استيعاب النقاد والجمهورله في ان يكون فنانا شاملا وحصره البعض في انه شاعر فقط و اخرون اعتبروه ملحن حصراً ، وطرف ثالث اعتبره مغنياً ،اما الجمهور فكان يراه فنانا ساخراً وباختصار لم يتقبل هؤلاء فكرة الفنان الشامل التي اتصف بها .
توقف عطاء سامي الصيداوي بفترة الحرب اللبنانية اواسط السبعينات وأصيب بحالة اكتئاب وغادر على إثرها مدينة صيدا ليستقر في جونيه واعتزل الحياة الفنية لمدة طويلة دون ان يعرف أحد اخباره حتى جاء اعلان وفاته عام 1994 .