عودي
كان الليل والثلج والمدينة الهاجعة فوق
إحدى هضاب الهملايا وقصرها المنفرد
قالتْ مللتكَ ؛ اِذهبْ ؛ لستُ نادمةًااااعلى فِراقِكَ ؛ إنَّ الحـبَّ ليس لَـنَا
سَقَيتُكَ المرَّ مِنْ كَأْسِي ؛ شفيتُ بِهَااااااااحِقْدي عليكَ ومالي عن شَقَاكَ غِنَى!
مَا عَادَ لِـي بعدَ هذا اليومِ أُمْنِـيةًاااا لقدْ حـملتُ إليـها النَّعشَ والكَفَنَا
قالتْ ..وقالتْ ..ولمْ أهمسْ بِمِسمَعِهاااااما ثَارَ من غُصَصِي الحَرَّى ومَا سَكَنَا
تَرَكْتُ حُجْرَتَهَا ؛ والدِّفءُ مُنْسَرحًااااااوالعِـطرُ منسكبًا ؛ والعُمرُ مُرْتَـهَنَا
وسِرتُ في وَحْشَتِي ؛ والليلُ مُلْتَحِفٌ اااابالزمهريرِ ؛ ومَا في الأُفْقِ وَمْضُ سَنَا
ولـمْ أَكَدْ أجْتَلي دَرْبِي عَلى حَدَسٍ ااااااوأَسْتَلينَ عَليهِ الـمَرْكِبَ الـخَشِنَا
حتّى سَـمِعْتُ ورَائِي رَجْعَ زَفْرَتِـهَااااااحتَّى لَـمَسْتُ حِيَالِي قَـدَّهَا اللَّدِنَا
نَسيتُ مَا بِـي ؛ هَزتني فُجَـاءتُـهَاااااوفجَّرتْ من حنـاني كلَّ مـا كَمُنَا
وصِحتُ يـا فِتْنَتِي مَا تَفْعَليـنَ هنا!ااااالبَرْدُ يُؤْذِيـكِ عُودِي ؛ لَنْ أَعُودَ أَنَا
عمر أبو ريشة
مُلْتَحِفٌ بالزمهريرِ : كناية عن شدة البرودة
__________________
ألِفَ الـحزنَ قـلـبـُهُ فــتـســـامَا ــ وقرى الهمَ فاستـطاب المُقامَا
واستَــدَارَتْ به الـعُـيـونُ فَـآسٍ ــ قد رثـــى حـــالـه وآخــــرَ لاما
لـم يعد في يديــه غـير حـروفٍ ــ قـاسمته الأسى فَبتنَ ندامـى
حارس الفنار