فرقة الموسيقى العربية و الأغنية الدينية

[MUNIR MUNIRG]

فرقة الموسيقى العربية تستحضر الأغنية الدينية المتطورة بقالب عصري
اختتمت فرقة الموسيقى العربية من مصر بقيادة المايسترو صلاح غباشي مساء أمس على خشبة مسرح أبو ظبي بكاسر الأمواج أمسيتها الاستثنائية الأخيرة ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني السادس الذي ينظمه نادي تراث الإمارات، وتضمن برنامج الفرقة الذي امتد لساعتين أغنيات دينية، وتواشيح وابتهالات وأدعية، ومواويل، ومدائح نبوية في إطار عصري جديد.
توزعت فقرات برنامج الفرقة بين كل من المنشدين نهاد فتحي وإبراهيم راشد، الذي افتتح الحفل بتقديم أغنية بعنوان 'مدد يا نبي مدد' ثم أتبعها بأغنيات: حب الرسول دوبني دوب، مولاي صلي وسلم دائما أبدا، كما قدمت المنشدة نهاد فتحي أغنيات: يا رايحين للنبي هنيالكم وعقبالي، القلب يعشق كل جميل، واستعادت فيها من خلال صوتها المميز الرخيم أداء الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم وألحان رياض السنباطي، ولجمال وروعة هذه الأغنية التي تتغنى بحب الله سبحانه وتعالى وتتمتع بأجواء روحية خاشعة طالب الجمهور الفنانة بإعادة أدائها للمرة الثانية وسط أجواء من التقدير والتشجيع للأداء الفني الرائع، كما قدمت أغنيات مثل: بشاير وعليك صلاة الله وسلامه، وحانت الأقدار، وأغنية يا آمنة أم النبي، وهي من روائع الأغاني الدينية التي قدمتها المنشدة المعتزلة ياسمين الخيام وتهيمن عليها الإيقاعات السريعة والصورة الفنية الجميلة التي تصور الأمومة بأجمل صورها، كما تصور جانبا من جمال النبوة في شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد اختتم المنشدان الجزء الثاني من الحفل بأدائهما سوية لواحدة من الأغنيات التراثية الدينية وهي أغنية 'طلع البدرعلينا..' من التراث القديم، وقد نجحت الفرقة التي ضمت أكثر من 20 فنان من أصل 80 منشدا وعازفا وكورال، في استحضار عمالقة الملحنين الكبار من الزمن الجميل أمثال رياض السنباطي ومحمد الموجي ومحمد عبد الوهاب، والدكتور جمال سلامة وعبد العظيم عبد الحق وآخرين. وكان لافتا أن المنشدين يتمتعون بصوت متدفق وخاشع، نال إعجاب الجمهور الذي راح يردد كلمات الأغاني، كما اتسمت الفرقة بالأناقة والأداء المنضبط، والمقدرة على التواصل مع الحضور وربط بروعة الأداء الموسيقي، وقد أضفت المواويل الدينية التي كانت تتخلل الأغنيات جانبا من عذوبة اللحن والخشوع والناحية الروحانية على أجواء الحفل الذي اشتمل أيضا على أغنيات دينية تراثية للراحل محمد الكحلاوي الذي يعد رائدا من رواد الأغنية الدينية المعاصرة.
وبعد نهاية الحفل الفني وجه المايسترو صلاح غباشي باسم أعضاء فرقته الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على رعايته ودعمه للمهرجان، وتوجيهاته بمشاركة الفرق العربية لأحياء الليالي الرمضانية، واعتبر غباشي أن مشاركة الفرقة في المهرجان للمرة الأولى في العاصمة أبو ظبي تمثل واحدة من أهم المشاركات الناجحة، وبخاصة أنها تأتي لأحياء ليالي الشهر الفضيل، وأن تفاعل الجمهور مع برنامج الفرقة بصورة لافتة يؤكد على التذوق الرفيع للجمهور الإماراتي للأغنية الدينية المتطورة.
وقال غباشي: لقد حرصنا في هذه المشاركة على تقديم نخبة ممتازة من أعضاء الفرقة من منشدين وعازفين وكورال، لتقديم برنامج يليق بأهمية هذا الحدث الكبير على مستوى المنطقة والذي نعتبره بداية تعاون مع إدارة نادي تراث الإمارات، متأملين أن يتواصل هذا التعاون مستقبلا في إطار العمل على تقديم ثقافة موسيقية جادة وملتزمة للجمهور والعمل على المحافظة على التراث الموسيقي والغنائي العربي بما ينسجم مع رسالة تحقيق ثقافة دينية تتفق مع الخطاب الإسلامي المعاصر وثقافة التسامح.
وعبرت المنشدة نهاد فتحي عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان وحسن استقبال الجمهور لأدائها، وقالت إن هذه المشاركة هي وسام أضعه على صدري، وأتمنى العودة للمشاركة ثانية في الدورات القادمة للاحتفاء بالشهر الفضيل مع جمهور الإمارات الذي أسعدني بالتواصل معي.
جدير بالذكر أن هذه الفرقة الموسيقية تأسست في القاهرة أواخر عام 967 ، بغرض العمل على إحياء الأعمال التراثية للموسيقى العربية، كذلك الحفاظ على هذا التراث وتقديمه للجمهور في إطار عصري يقوم على التوزيع الموسيقي الحديث، وشاركت الفرقة في العديد من المهرجانات من بينها مهرجان قرطاج بتونس، وجرش في الأردن ومهرجان الموسيقى الأندلسية بالجزائر وبابل في العراق، كما أقامت حفلات في المغرب وأمريكا وأوروبا.

فاطمة عطفة

القدس العربي

2011-08-16

[صالح الحسن]

شكرا جزيلا على هذا العرض الرائع لفعاليات تلك الليلة المحملة بعبق الإنشاد الديني الذي كان دائما يخاطب الروح . وحبذا لو أن هناك تسجيلا صوتيا لتلك الليلة . ولعل الإخوة المتابعين من المختصين في رصد مثل هذه الليالي الملاح يدلونناعلى تسجيل لها في هذا المنتدى الكريم .