إرتجالية في أربعينية حسين الفداء
للشاعر :سعود الأسدي
يا حسينَ الفداءِ عِشْتَ طويلا
وستبقى ذكراكَ جيلاً فجيلا
رحلَ الموتُ عنكَ دهراً تولّى
بينما أنتَ لا تُريدُ رحيلا
أنتَ باقٍ لأمَّةٍ تَبْتَنيها
يا ابنَ بنتِ الذي أتانا رسولا
دمُكُ الطاهرُ الزكيُّ منارٌ
في زمانٍ أرخَى الظلامُ سُدولا
لكَ هَدْيُ الإمامِ في كلِّ عصرٍ
يا إماماً عن شعبِهِ مسئولا
أنتَ في قِمَّةِ المكانِ أميرٌ
ومَلَكْتَ الزمانَ عرضاً وطولا
شعبُكَ الحيُّ في خلودِكَ يسمو
ليس يبغي عن المعالي بديلا
يا حسينَ الهُدَى جبينُكَ يعلو
لابساّ نورَ رَبِّنا إكليلا
وأخوكَ الذي أحبَّكَ جَدّي
حَسَنٌ يا حسينُ كان جميلا
وخليلاً قد اصطفتْهُ الأماني
وكفى المجدَ أنْ يراه خليلا
وأنا اليومَ جئتُ أتلو سطوراً
وأرَى ما كتبتُ كان قليلا
فاعفُ عني يا صاحبَ العَفْو إني
لمنينٌ فامْنَحْ رضاكَ الجزيلا
حَضَرَتْ روحيَ العراقَ وإني
مزمعٌ بين آهليهِ حُلولا
ودموعي عليكَ تمسحُ ذنبي
وأنا في حماكَ جئتُ نزيلا
يا عراقَ الطموحِ تفديكَ روحي
لستَ ترضى الذي يعيشُ خمولا
أنتَ سيفُ الإمامِ والسيفُ يغدو
عندَ ذِكْرِ الإمامِ سيفاً صقيلا
فامْشُقِ السّيفَ يا إمامُ مَضاءً
ليس الاّكَ في الوغى مسلولا
مرحباً بالحياةِ بالمجدِ بالعزِّ
وتَعْساً لمن يعيشُ ذليلا
وأصيلُ الفصيلِ في كل عصرٍ
رغمَ سوءِ الظروفِ يبقى أصيلا
يا حُماةَ الديارِ جئتُ أغنّي
مستعيراَ من الحَمامِ هديلا
ولبغدادَ في فمي أغنياتٌ
يانعاتُ الأزهارِ تأبى الذّبولا
هي وَحَيٌ من مُوصليِّ الأغاني
قد غَدَا حَبْلُها به موصولا
تربةُ الرافدينِ أشرفُ أرضٍ
وهي تزكو مزارعاً ونخيلا
تحتَ قوسِ النخيلِ طابَ مقامي
أبتغي من عناءِ دهري مَقيلا
فوقَ ذا العشبِ كَمْ يَلَذُّ منامي
لا أبالي من الليالي شُكولا
قد هداني نورُ الحسينِ إليكم
وكفاني نورُ الحسينِ دليلا
ساجدٌ راكعٌ وفي كربلاءٍ
كلُّ كَرْبٍ مصيرُهُ أنْ يزولا
فاهتفوا بالدعاء عاش حسينٌ
يأتِ في لحظةِ الدعاءِ مُثولا
فهو كالبرقِ إذْ يُضيْ سَناهُ
وهو كالرّعْدِ إذْ يُدوِّي مَهُولا
وهو كَفّ الغمام والجود تأبى
كفُّ غيمِ السماءِ إلا هُطولا
يا حسينَ الفداءِ حُبُّكَ دينٌ
ليس يبغي عن السّراط حُؤُولا
أنتَ وعدُ الإلهِ حَقَّقَ ربي
في عطاياكَ وعدَهُ المأمولا
لكَ سِفْرُ الفداءِ في كلِّ حينٍ
سطَّرَتْهُ أزكى الدماءِ فُصولا
أنتَ ذو الفضلِ أولاً وأخيراً
وأرَى سائرَ الأنامِ فُضولا
نَمْ قليلاً وانهَضْ حريصاً علينا
لا ينامُ الحريصُ الاّ قليلا !!