سر المكالمة الغرامية بين بيرم وثومة

[samirazek]

سر المكالمة الغرامية بين بيرم وثومة






كان أمير الزجل بيرم التونسي لاينادي كوكب الشرق أم كلثوم إلا باسم الدلع ثومة‏!‏ وكانت هي تموت في مداعبته‏ .


فإذا هل عليها بمشيته المميزة التي يعرفها كل من عاصر بيرم فإنها لاتستقبله إلا بعبارة‏:‏ وصلت يافالح‏!‏ وكثيرا ماكان الحديث بين فنان الشعب وسيدة الغناء العربي يصل إلي درجة التراشق بالعبارات الخفيفة الظل التي يتقبلها كل طرف من الآخر وهو غارق في الضحك‏!‏

ذات مرة بينما كان بيرم يجلس مع أصدقائه في نقابة الصحفيين كعادته استدعاه عامل التليفون‏,‏ ليرد علي مكالمة لصوت نسائي رقيق‏..‏ وجاء علي الخط صوت سيدة تركية‏,‏ لها نبرات حزينة لدرجة أنني أحسست أثناء كلامها أن الدموع تكاد تذرف من عينيها‏!‏
بدأت المكالمة بقولها‏:‏

ـ مش حضرتك بيرم التونسي الملحناتي بتاع أم كلثوم؟
ـ لايافندم أنا بيرم التونسي المؤلفاتي بتاع الست‏..‏ أنا أكتب الأغاني والمطربين يغنوا والملحنين يعملوا الموسيقي‏.‏
ـ آه فهمت‏..‏ طيب ياأستاذ أنا واقعة في عرضك وطولك‏..‏ عندي مشكلة فظيعة بس توعدني أنك تساعدني فيها وبدون ماتتضايق‏.‏
وطلبت منه السيدة المصابة مساعدته في التخفيف عن ابنتها بمرض عصبي وتعشق أغنية غني لي شوي شوي ولأن الفتاة في حالة خطرة‏,‏ فلابد أن يغني لها الآن‏.‏

وأخذ بيرم يغني للفتاة المريضة طوال أسبوعين بلا انقطاع‏,‏ إلي أن اكتشف أن هذه الأم لم تكن سوي أم كلثوم نفسها التي قامت أيضا بتقليد الأم وابنتها‏!..‏ فقد أبدعت في تقليد صوت الأم التركية الحزينة‏,‏ وأيضا صوت ابنتها المجنونة‏!..‏

مثل هذه المقالب الظريفة من أم كلثوم لبيرم‏,‏ كان دائما يرد عليها إما بمقلب مضاد أو بقصيدة يعاتبها فيها علي المشاكل التي تأتيه بسببها‏,‏ فعقب عودة أم كلثوم من أمريكا بعد رحلة علاج من المرض الذي جعل نبضها يرتفع إلي‏130,‏ استقبلها بكلمات خفيفة الظل قال فيها‏:‏

يامرفهه عن جميع الناس وتعباني
وف حارة السد والسيدة فضحاني
يقولوا أدي مؤلف دور ياهاجراني

الناس بتجيني علي صيتك ونعم الصيت
قالوا عليكي بطاقة ولاكارت فيزيت
يفتح رموز الكنوز ويسخر العفاريت
ويوظف الخيبانين ويبرأ الجاني

هجمت علي الجيران مابين نسا ورجال
يكلفوني ياثومة بكل أمر محال
ياينقضي ياثومة كل شئ في الحال
ياأسمع الشتيمة والتأليس بوداني

اشرب أنا كل ده وآجي أهنيكي


المصدر :جريدة الأهرام عدد 28-5-2010

سمير عبد الرازق